البحث

التفاصيل

وثيقة الاتحاد وفتوى لعلماء الامة: فلسطين أرض وقف اسلامي الى يوم الدين فلا يجوز التفريط في أي شبر منها

الرابط المختصر :

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وثيقة الاتحاد وفتوى لعلماء الامة:

فلسطين أرض وقف اسلامي الى يوم الدين فلا يجوز التفريط في أي شبر منها

 

يقول تعالى << سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير>> الاسراء الآية 1

" لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ،لعدوهم قاهرين ،لا يضرهم من خالفهم ،ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتيهم أمر الله  وهم كذلك .قالوا يا رسول الله  وأين هم ؟قال في بيت المقدس ،و أكناف بيت المقدس "رواه أحمد بن وغيره

 

إنها الأرض المباركة أرض المقدسات أرض الأقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف أرض تحمل تحت ترابها المئات من الأجساد الطاهرة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رووها بدمائهم الزكية حتى عادت الى منهج التوحيد والرسالة الخاتمة أرض المعراج التي أم فيها رسولنا وقدوتنا وامامنا محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء والرسل الذين سبقوه باعتباره دليلا ساطعا للتسليم له برفع لواء التوحيد الخاتم ممثلا في الاسلام دينا وشريعة << إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ >> ال عمران 19 << وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ >>85-آل عمران  

إنها أرض فلسطين التي فتحها أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه ثم حررها الملك الناصر لدين الله صلاح الدين الأيوبي بعد أن احتلت من الفرنجة، في بعض من أجزائها لأكثر من 200 سنة، وهاهي اليوم ترزح تحت احتلال استيطاني من قبل الصهاينة لما يزيد اليوم عن 60 سنة في الجزء الأكبر منها وقد خاض شعبها المصابر ملاحم بطولية في مقاومة هذا المحتل البغيض كما ساهمت الشعوب والجيوش العربية وبخاصة من الأقطار المجاورة في أربع حروب لم تسفر وللأسف الشديد عن أي تغير في موازين القوى في اتجاه تحرير هذه الارض المقدسة كلها وحتى حرب العشر من رمضان لسنة 73 المجيدة التي استطاع فيها الجيش المصري أن ينتصر فيها في البداية ويعبر خط بارليف لتنتهي في الاخير بقبول وقف اطلاق النار والدخول في هدنة أنتجت بعد 6 سنوات اعتراف أكبر الدول العربية وأشدها على اسرائيل بالدولة المحتلة وأحقيتها في الجزء الأكبر من أرض فلسطين كما انطلق على اثرها مباشرة بعد سنة فقط ما سمي بالبرنامج المرحلي الفلسطيني" والذي فتح الباب الى آلية التفاوض مع الدولة الصهيونية كخيار لم يكن مطروحا في السابق وانطلقت التنازلات الواحد تلوى الآخر بالتوازي من الرسمية العربية ومن منظمة التحرير الفلسطينية الى أن وصلت الأوضاع الى ما سمي باتفاق أوسلو الذي سلم مهندسوه بمنح العدو الصهيوني أجزاء كبيرة من أرض فلسطين لينطلقوا في دائرة مفرغة من المفاوضات لما يزيد اليوم عن 17 سنة وفي كل مرة تزداد قيادة دولة العدو تشددا وتمسكا بثوابتها وتزداد قيادة التفاوض الفلسطينية مرونة حتى عن الثوابت التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة في قرارات دولية منها قرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين بدون قيد أو شرط أو القرار 242 القاضي بتحديد الحدود بخط الرابع من حزيران 67، نجد اليوم المفاوض الفلسطيني يتحدث عن استعداده للقبول بتبادل للأراضي من أجل النزول عند رغبة الصهاينة للحفاظ على البؤر الاستيطانية التي فرضتها في الضفة الغربية وفي المقابل يؤكد رئيس حكومة العدو على أن مدينة القدس الموحدة غربيها وشرقيها هي العاصمة الموحدة والأبدية لدولة اسرائيل كما يصر كذلك على أن يعترف لهم المفاوض الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل ليغلق بذلك ملف اللاجئين والى الأبد بل سيجعل أكثر من مليون ونصف من الفلسطينيين الذين يقيمون في فلسطين المحتلة سنة 48 هم كذلك عرضة للاخراج من أرضهم بحجة يهودية الدولة.

وأمام هذه المفاوضات العبثية وما يمكن أن يصدر عنها من تنازل أو تفريط في حق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في كل فلسطين من الجنوب الى الجنوب ومن البحر الى النهر فإننا نحن العلماء والمفكرين والمثقفين الموقعين على هذا البيان التاريخي نذكر ونعلن عما يلي:

  1. نعلن وبكل وضوح أن هذه المفاوضات التي تتجه نحو التنازل عن أي شبر من فلسطين غير شرعية ومخالفة للنصوص الشرعية الصريحة الورود والدلالة والاجماع على حرمة التنازل على أرض الاسلام والمسلمين وكل ما يؤدي ذلك مثل التفاوض مع العدو المحارب والغاصب لأرض المسلمين والتسليم له بحقوق المسلمين التي اغتصبها بالقوة يقول تعالى << ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم >> العنكبوت 46 ويقول كذلك<< إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون >> الممتحنة 9  وبالتالي فان نتائج مثل هذه المفاوضات لا تلزم الأمة بأي شيئ.
  2. -نذكر جماهير أمتنا عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة بما أفتى به علماؤنا الأجلاء في محطات تاريخية مختلفة على امتداد هذا الاحتلال الغاصب دفاعا عن حقنا والتحذير من التفريط فيه ومن بين هذه الفتاوى فتوى الازهر الشريف لسنة  1956  الموقعة من قبل السيد صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسنين محمد مخلوف عضو جماعة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية سابقًا و السيد صاحب الفضيلة الشيخ عيسى منون عضو جماعة كبار العلماء وشيخ كلية الشريعة سابقا (الشافعي المذهب) و السيد صاحب الفضيلة الشيخ محمود شلتوت عضو جماعة كبار العلماء (الحنفي المذهب) و السيد صاحب الفضيلة الشيخ محمد الطنيخي عضو جماعة كبار العلماء ومدير الوعظ والإرشاد (المالكي المذهب) و السيد صاحب الفضيلة الشيخ محمد عبد اللطيف السبطي عضو جماعة كب العلماء ومدير التفتيش بالأزهر (الحنبلي المذهب) وأهم ما جاء فيها (وتفيد اللجنة أن الصلح مع إسرائيل كما يريده الداعون إليه، لا يجوز شرعًا لما فيه من إقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه، والاعتراف بحقية يده على ما اغتصبه، وتمكين المعتدي من البقاء على دعواه، وقد أجمعت الشرائع السماوية والوضعية على حرمة الغصب ووجوب رد المغضوب إلى أهله وحثت صاحب الحق على الدفاع والمطالبة بحقه، ففي الحديث الشريف: "من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قٌتل دون عرضه فهو شهيد" وفي حديث آخر "على اليد ما أخذت حتى ترد" فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين واعتدوا فيها على أهلها وعلى أموالهم على أي وجه يمكن اليهود من البقاء كدولة في أرض هذه البلاد الإسلامية المقدسة، بل يجب عليهم أن يتعاونوا جميعًا على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم لرد هذه البلاد إلى أهلها، وصيانة المسجد الأقصى مهبط الوحي ومصلى الأنبياء الذي بارك الله حوله،  وصيانة الآثار والمشاهد الإسلامية من أيدي هؤلاء الغاصبين وأن يعينوا المجاهدين بالسلاح وسائر القوى على الجهاد في هذا السبيل وأن يبذلوا فيه كل ما يستطيعون حتى تطهر البلاد من آثار هؤلاء الطغاة المعتدين( (راجع النص الكامل للفتوى المرفق) وغيرها من الفتاوى الأخرى لعدد من الالشخصيات والمؤسسات الاسلامية.
  3. إن المبررات التي يقدمها أنصار هذه المفاوضات العبثية ومن ورائهم قلة من المستسلمين بأن موازين القوى على جميع المستويات  ليست في صالح الأمة وقواها المقاومة، هي مبررات مردودة من خلال النصوص القرآنية و تاريخنا الاسلامي حتى في أرض فلسطين ومن خلال الواقع فهذه المبررات نفسها كانت تتردد على ألسنة من باعوا أنفسهم للمستعمر الفرنسي ابان احتلال الجزائر ولكن وبعد سنوات من المقاومة الغير المتكافئة وبعد سقوط مليون ونصف مليون شهيد تحررت الجزائر وخرجت فرنسا خائبة ذليلة ومعها أنصار هذا الخيار الاستسلامي أما في واقعنا المعاصر فإن ما حققته المقاومة في جنوب لبنان في سنة 2006، والمفاومةفي غزة سنة 2009 لهو دليل آخر على قدرة هذه المقاومة أن تكبد هذا الكيان ما لم تستطع أن تكبده إياه الجيوش النظامية وحتى إن  اقررنا بهذه المعادلة الخاطئة، فهل يعقل  لجيل من الأجيال لهذه الأمة عجز عن استرداد حقوق أمته أن يقر لعدوها ومغتصب حقها بأحقيته في هذه الأرض فهل سمعتم بأحد المسلمين أو طائفة منهم ممن عاشوا على هذه الأرض المقدسة على امتداد مائتي السنة التي رزحت فيها تحت احتلال الفرنجة من وقع اتفاقية مع هؤلاء وأقر لهم بأحقيتهم في أي شبر من أرضها المباركة مع أنهم كانوا في أوضاع لا تقل انخراما لموازين القوى بينهم وبين عدوهم آنذاك من عصرنا الحاضر.

قال تعالى<< وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ *إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ* وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين >> الانبياء 105-106-107

 

   

الوثيقة بمبادرة من: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

 

 





التالي
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول التفجيرات التي استهدفت نصارى بغداد وغيرها
السابق
تهنئة الاتحاد للامة الاسلامية برمضان وتذكيرها بواجباتها في هذا الشهر الفضيل

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع