الرابط المختصر :
الدوحة في 7 ذي الحجة 1431هـ
الموافق: 13 نوفمبر 2010
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول التفجيرات التي
استهدفت نصارى بغداد وغيرها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين
وبعد،،،
تلقى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ نبأ التفجيرات التي استهدفت طائفة النصارى في بغداد والاعتداءات على بعض كنائسهم الأمر الذي نتج عنه عشرات القتلى والجرحى الأبرياء ظلما وعدوانا.
والاتحاد العالمي إذ يندد بهذه الاعمال الاجرامية ليؤكد للعالم أجمع بأن الاسلام لا يسمح ولا يجيز أبدا الاعتداء على دور العبادة، وعلى المدنيين الابرياء، وعلى أهل الاديان المسالمين، فقد حرم الاسلام الاعتداء على النفس بدون حق، وجعل قتلها بمثابة قتل الناس جميعا فقال تعالى<< مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) (المائدة:32). ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم" من قتل معاهدا لم يشم رائحة الجنة، وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما " رواه البخاري، وأحمد وغيرهما. بل ان الرسول صلى الله عليه وسلم سمى العلاقة بين المسلمين وبين غيرهم ممن يعيشون في بلادنا الاسلامية ب" ذمة الله وذمة رسوله" والاسلام جعل حرية الاديان ودور العبادة من مبررات الجهادوغاياته وذلك في أول آية من آيات السماح بالجهاد يقول فيها سبحانه<< أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ >> (الحج 39-40 ) صدق الله العظيم
والاتحاد إذ يؤكد على بياناته السابقة بشأن العراق، وبشأن إدانة العنف ضد الابرياء يدعو هؤلاء الذين يرتكبون هذه الأعمال ان كانوا مسلمين العودة الى المبادئ العظيمة للاسلام وقيمه في التعامل مع الآخر، وأخلاقه السامية، وأنه رحمة للعالمين والى نبذ العنف والغلو لأن هذه الجرائم الشنعاء بالاضافة الى كونها منافية للاسلام- فإنها تضر بالاسلام وسماحته، وتتخذ وسيلة من قبل الاعداء لمزيد تشويه سمعة الاسلام، ومبررات لمزيد من التدخل والإيذاء.
والله المستعان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الأمين العام الرئيس
أ.د/ علي محيي الدين القره داغي أ.د/ يوسف القرضاوي