البحث

التفاصيل

العلم النافع بالتصور المنهاجي لإخراج الأمة الإسلامية من ظلمات الجهل إلى نور العلم

الرابط المختصر :

(سلسلة خطبة الجمعة) | العلم النافع بالتصور المنهاجي لإخراج الأمة الإسلامية من ظلمات الجهل إلى نور العلم

الشيخ بن سالم باهشام

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

عباد الله؛ لما بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم، كان قومه في أمية مطبقة، لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، لهذا وصفهم القرآن فقال في سورة الجمعة: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الجمعة: 2]، وروى البخاري ومسلم، عن عَبْدَ اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- : ( إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ…) [أخرجه البخاري (2/675 ، رقم 1814)، ومسلم (2/761، رقم 1080)]، وكان أول ما نزل عليه – صلى الله عليه وسلم- من القرآن، هو قوله تعالى من سورة العلق: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1 – 5]، فحرص بذلك عليه الصلاة والسلام استجابة لأمر الله عز وجل على محاربة هذه الأمية الخطيرة على الفرد وعلى كيان المجتمع، ذكر ابن سعد في الطبقات عن عامر الشعبي قال: (أسر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بدر سَبْعِينَ أَسِيرًا، وكان يفادي بهم على قدر أموالهم، وكان أعلى قيمة للفداء، وهي أربعة آلاف درهم للرجل، فكانت هذه إحدى صور الفداء؛ وهي الفداء بالمال، وكان بعض الأسرى من الفقراء، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، أن بعض الأسرى يعرفون القراءة والكتابة، والأمة الإسلامية في ذلك الوقت لم تكن قد تعلمت بعدُ، ومن يقرأ ويكتب إنما هم قليل، فكان صلى الله عليه وسلم يفتدي هؤلاء المشركين بأن يُعلِّم كلٌّ منهم عشرة من غلمان المدينة المنورة، وكان أهل مكة يكتبون، وأهل المدينة لا يكتبون، فمن لم يكن له فداء، دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة، فعلمهم، فإذا “حذَقوا ” فهو فداؤه). ويوضح هذا الأمر دقة النبي صلى الله عليه وسلم وبُعد نظره، وعمق فهمه، فهو صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلِّم الأمة القراءة والكتابة من أول أمرها، فقد استثمر صلى الله عليه وسلم هذا الحدث العظيم؛ وهو وجود سبعين أسيرًا من المشركين، بعضهم يعرفون القراءة والكتابة في أن يعلِّم الأمة، وذكر ابن سعد في الطبقات كذلك (أن زيد بن ثابت  رضي الله عنه – أحد کتاب الوحي – كان ممن علمه أسرى قريش)، ولم يقف الرسول – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – على محاربة الأمية  وتعلم العربية فقط، بل رغب في تعلم اللغات الأخرى، فهذا زيد بن ثابت   رضي الله عنه، ما إن تعلم الخط العربي وكتابته، حتى أمره الرسول – صلى الله  عليه وسلم – بإتقان السريانية التي يكتب بها الیهود، قراءة وکتابة، حتى يستغني بذلك عن الوسطاء من اليهود، روى البخاري و أبو داود والترمذي أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له کتاب يهود بالسريانية، وقال: إني والله ما آمن يهود على كتابي، فما مر لي نصف شهر من تعلمته وحذقته، فكنت أكتب به إليهم وأقرأ لهم كتبهم).

عباد الله، إنها الاستجابة الخالصة لله وللرسول – صلى الله  عليه وسلم – التي دفعتهم إلى طلب العلم الواجب وجوبا عينيا، كما قال الرسول – صلى الله  عليه وسلم –  فیما رواه ابن ماجه، وابن عبد البر، في العلم، والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أنس رضي الله عنه، وقال فيه السيوطي: جمعت له خمسين طريقا، وحكمت بصحته لغيره: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، والمراد بالعلم الواجب عينيا على كل مسلم ومسلمة، العلم الذي يعرفوا به عقيدتهم معرفة يقينية صحيحة سالمة من الشركيات والخرافات، ويصححوا به عبادتهم لربهم ظاهرا لتكون على الصورة المشروعة، وباطنا لتتوفر فيها النية الخالصة لله عز وجل، العلم الذي يزكوا به نفوسهم، ويطهروا به قلوبهم، ويضبطوا به سلوكهم في علاقاتهم مع أنفسهم، أو مع أسرهم، أو مع الناس، فيعرفوا الحلال من الحرام،  بل إن هذه الاستجابة جعلتهم يترقوا  في مدارج الخير، فلم يكتفوا بطلب العلم، بل تفقهوا في الدين، لأن الفقه في الدين أخص وأعمق من مجرد العلم بالدين، والمرء إذا فقُه؛ أحسن ما عمل، قال الرسول – صلى الله  عليه وسلم –  فيما رواه البخاري ومسلم  من حديث معاوية رضي الله عنه: (من يرد الله به خيرا يفقهه الدين)، وأقل ما تلقوه من العلم؛ أنهم علموا أن الآخرة خير من الدنيا، ويؤید هذا ما أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، من حديث زيد بن أسلم رضي الله عنه: (أن النبي- صلى الله  عليه وسلم –  دفع رجلا إلى من يعلمه، فعلمه حتى بلغ قوله تعالى من سورة الزلزلة “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ” [الزلزلة: 7]، فقال الرجل : حسبي، فقال الرجل، ” أي المعلم” : يا رسول الله، أرأيت  الرجل الذي أمرتني أن أعلمه، لما بلغ “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ” فقال : حسبي . فقال النبي – صلى الله  عليه وسلم -: دعه فقد فقه)، أي لقد استنار قلبه بنور الإيمان، والخشية من الله، وما إن مضت مدة من الزمان، حتى تكوَّن في ظل الإسلام رجال أفذاذ في شتى العلوم التي لا تتعارض ومبادئ الشريعة، رجال منهم العلماء والعالمات، لم يعرف لهم مثيل في تاريخ البشرية، عرفوا طبيعة الكثير من الأمراض، ووضعوا تشريح الجسم الإنساني وصفا دقيقا، واخترعوا الساعات الدقاقة والزوالية، واكتشفوا قوانين ثقل الأجسام، واستعملوا الآلات القاذفة، واستخرجوا قوة البارود الدافعة، وكانوا أول من استخدم البوصلة في الملاحة، وكانوا أول من حاول قياس خط نصف النهار، ووضعوا أصول علم الجبر، وحساب المثلثات، وبسطوا علم الحساب الإغريقي، وعللوا ملوحة البحر، وعذوبة المطر، وصعود الهواء، وانحدار الماء، واكتشفوا ألف عقار، وحددوا منافعها ومضارها، وبحثوا في الصوت وحصوله، وعللوا حدوث الصدى، وكان منهم أول عالم في البصريات، واقتبسوا الأرقام الهندية، وشذبوها، وأوجدوا لها طريقة مبتكرة وهي الإحصاء العشري باستعمال الصفر، وألف واحد منهم أول کتاب في الجبر، واستعملوا الرموز في الرياضة، وأنشأوا المراصد العديدة، وقالوا باستدارة الأرض ودورانها على محورها، وحددوا مواقع كثيرة من النجوم الثوابت، وصوروها في خرائط، ونقلوا أكثر من ثلاثة آلاف كتاب في الطب، من اللاتينية إلى العربية، وألف واحد كتابا في الطب والجراحة، في عشرين جزءاً، ورسموا خرائط بلادهم، ووضعوا أسس الكيمياء، وهم أول من فتت الحصى في المثانة، وسدوا الشرايين النازفة، واستعملوا المرقّد “أي المخدر” في العمليات الجراحية، وكشفوا النقاب عن الدورة الدموية، وصححوا لمن سبقهم التشريح ووظائف الأعضاء، وأنشأوا أول مصنع للورق، إضافة إلى العديد من العلوم الأخرى التي لم يسبقهم إليها أحد.

عباد الله، هذه بعض النماذج من الرجال، أما النساء، ففیهن نابغات في مجالات عديدة، كزينب بنت محمد بن عثمان بن عبد الرحمن الدمشقية، كانت من أحسن نساء زمانها منظرا، وأعذبها مقالا، وأفصحهن منطقا، وأعلمهن بالفقه والحديث، من تلاميذها الحافظ ابن حجر، كانت حلقة درسها لا تقل عن الخمسين طالبا للحديث، ولها رسائل في الفقه والسنة، وهذه السيدة نفيسة بنت حسن الأنوار، كانت من الصالحات التقيات البارعات  في العلم، يُروى أن الإمام الشافعي – رحمه الله  – حين دخل مصر، حضر إليها وسمع عليها الحديث، ولم تكن النساء المسلمات يطلبن العلم فقط، بل كن يشجعنه، وييسرن سبله، فهذه أخت صلاح الدين الأيوبي، وقّفت على طلب العلم مدرستين، وكانت زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوجة الرشيد، لها مائة جارية، يحفظن القرآن، ولكل واحدة منهن ورد عشر القرآن، وكان يسمع في قصرها دوي كدوي النحل من قراءة القرآن.

عباد الله، لما طلب سلفنا الصالح العلم النافع، وابتغوا به وجه الله، سعد العالم بهم، وشهد لهم الكفار بالفضل الكبير، حتى قال أحد علمائهم: (لولا العرب، لتأخر عصر التجدد في أوربا لمدة قرون، فلقد لمع العرب في كل الميادين العلمية، وفي الوقت الذي كان فيه الشعراء والأدباء والفقهاء يقومون بأدوارهم في نهضة العرب الروحية والنفسية والخلقية، كان العلماء في كل الميادين يقومون بقسطهم في البحث والنقل والتجديد، ولم يدعوا بابا إلا طرقوه، إن لم يكونوا قد فتحوا في العلم أبوابا جديدة).

عباد الله، إننا لا نرید بما ذکرنا رثاء ما ضاع منا من علوم، والتأسف على ما وصلنا إليه من جهل، وإنما نريد إعادة إبرام ما انتقض من علوم أجدادنا، وبناء صرح هذه الأمة، ولا يتأتى هذا إلا إذا رجعنا إلى الماضي، كالسائق الذي لا يتقن السياقة إن لم ينظر إلى المرآة التي تعكس له ما يوجد وراءه.

عباد الله، لنقف وقفة متفحص ومحاسب ومنتقد لوضعية تعليمنا في العصر الحالي، لنرى هل سنبقى على ما كنا عليه من استهتار واختلاط ماجن وعرض للأزياء من قبل الفتيات، وطلب للعلم غير النافع، وتضييع للأوقات، وللأعمار، وعدم إخلاص الملقنين لأعمالهم، أو أننا سنفيق من غفلتنا، ونعلم أن الغرب الذي نتبع سننه حذو القذة بالقذة، لم ينفعه علمه الذي هو خال من طلب وجه الله.

عباد الله، ألم يأن لنا أن نعرف بعد أن هذا العلم عند الغرب لم يستطع أن يضبط سير البشرية، ولم يستطع أن يقاوم أنانية الإنسان، ونزعات نفسه الأمارة بالسوء؟ ألم يأن لنا أن نعلم أن العلم بدون عقيدة صحيحة لا يجر علينا إلا الويلات؟

عباد الله، أين المروءة ونحن لا نزال نقتدي بشر البريئة من الكفار؟ لماذا لا يكون عندنا الاكتفاء الذاتي في كل العلوم؟ ولماذا لا يكون عندنا الاكتفاء الذاتي في كل المصنوعات؟ لماذا لا نزال نستورد من الغرب الكافر أهم ضروريات الحياة؟ ماذا ينقصنا؟ أليست لنا موارد طبيعية؟ أليست لنا مواقع استراتيجية؟ أليست لنا طاقة بشرية؟ عباد الله، أتدرون ماذا ينقصنا؟ إنه الإيمان الحق الذي به نستجيب لله تعالى، وللرسول صلى الله عليه وسلم، كما استجاب سلفنا الصالح، فانتقلوا من رعاة إلى دعاة، ومن أشخاص توطأ بالأقدام، إلى سادة وقادة للأنام.

عباد الله، اعلموا أن الشهادات الجامعية العليا قد فقدت وزنها، عندما أصبحنا لا نطلب العلم النافع، وتساوى بذلك الدكتور والعامي في المضمون، وإن اختلفا في الشكل، فذاك أمي بشهادة الدكتوراه، والآخر أمي بلا شهادة، فكلهم أمیون، لأن العلم الحق ليس هو تحصیل معلومات سطحية من هنا وهناك، ولكنه نور يقذفه الله في قلب عبده فيمنحه اليقين والرسوخ، ويبعد به عن القلق والاضطراب، العلم الذي يرى الناس أثره على صاحبه نورا في الوجه، وخشية واستقامة في السلوك، وصدقا مع الله ومع الناس ومع النفس، العلم المنشئ للعمل، فقيمة الشخص لا فيما يحمل من معلومات، وإنما في مدى مطابقة علمه لعمله، قال الإمام مالك رحمه الله: (ليس العلم بكثرة الروايات، إنما العلم نور يضعه الله في القلب) ، وروى أبو الدرداء رضي الله عنه مرفوعا، أن الله عز وجل أنزل في بعض الكتب، أو أوحى  إلى بعض الأنبیاء: (قل للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون للناس مسوك الكباش “جلود الضأن”، وقلوبهم كقلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، إياي يخادعون، وبي يستهزؤون، بي حلفت، لأتيحن لهم فتنة تذر الحلیم فيهم حیران).

عباد الله، أنعذر في جهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة؟ يقول ابن حزم رحمه الله في كتاب الإحكام في أصول الأحكام، بعد أن بين ما يلزم كل مسلم ومسلمة تعلمه من الطهارة والصلاة والصيام، وما يحل له ويحرم عليه من المآكل والمشارب والملابس والفروج والدماء والأقوال والأعمال: (فهذا كله لا يسع جهله أحدا من الناس، ذكورِهم وإناثهم، أحرارهم وعبيدهم وإمائهم، وفرض عليهم أن يأخذوا في تعلم ذلك من حين يبلغون الحلُم، وهم مسلمون، أو من حين يسلمون بعد بلوغهم الحلم).

عباد الله، أين علماؤنا ونحن لا نرى إلا أسماء بلا مسميات؟ أنعتبر هذا من أشراط الساعة الصغرى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( إن من أشراط الساعة، أن يرفع العلم، ويثبت الجهل) وفي رواية: ( يقل العلم ویكثر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنى).

عباد الله، إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، وحسنه النووي في رياض الصالحين، وصححه شاكر في تخريج المسند، كما أخرجه الحاكم في المستدرك: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)، فإن الأمر في الحديث يفيد الوجوب، وتعلمها كذلك واجب، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. عباد الله، أين أثر هذه الأوامر النبوية في مدارسنا؟ لماذا لا تشيد مساجد في مدارسنا الابتدائية ليصلى فيها العصر جماعة، والتي هي الصلاة الوسطى، وقد أمرنا الله في القرآن في أمر عام بالمحافظة عليها ضمن الصلوات الخمس، وفي أمر خاص بذكرها وبوجوب إقامتها في الجماعة، وكذلك الشأن في إعدادياتنا وثانوياتنا وجامعاتنا ومعاهدنا؟ لماذا لا يخصص وقت للصلاة ضمن الاستعمال الزمني الدراسي، ويؤذن لها، وتؤدى جماعة؟ كيف يكون الجيل صالحا بهذه المقررات المملاة علينا من نشاط علمي ولغوي وغيرهما في غياب الصلاة والعقيدة الصحيحة؟ لماذا لا نعيد للمسجد مجده وروحه، فننشئ به معاهد لطلب العلم النافع، بدل قصره على الصلاة فقط؟

عباد الله، لماذا لا نرفق بمدارس حرة، وتكون ولو بالأجرة، على أساس أن تكون مقرراتها مستقلة قصد تخريج جيل صالح وإن لم تعترف الأنظمة الحاكمة والخاضعة لإملاءات الصندوق الدولي بشهاداتها لولوج الأعمال الإدارية التابعة للدولة، ما دام أصحاب الشهادات المعترف بها لم يجدوا عملا هم كذلك؟ ألا يعد طلب العلم النافع جهادا عند الله، يثيب عليه بالأجر الوفير، ذکر ابن عبد البر؛ أن رجلا سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن الجهاد فقال: (ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد؟ تبني مسجدا تعلم فيه القرآن، وسنن النبي صلى الله عليه وسلم، والفقه في الدين). والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* بن سالم باهشام؛ أستاذ العلوم الشرعية بخنيفرة المغرب، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عضو رابطة علماء المغرب.

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.





التالي
تشييع جثمان فلسطيني قتله مستوطنون في قرية بيتين وسط هتافات تستذكر غزة والمسجد الأقصى
السابق
الإيمان وعقيدة التوحيد في دعوة المسيح (عليه السلام)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع