21 شعبان 1431هـ
2 أغسطس 2010م
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
حول طرد النواب الأربعة بالمجلس التشريعي الفلسطيني من القدس المحتلة
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان الا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(وبعد)
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع منذ أمد بعيد تحركات العدو الصهيوني نحو المزيد من الأعمال القمعية ضد إخواننا في فلسطين المحتلة بصورة عامة، وضد المقدسيين بصورة خاصة، ومحاولاته المستميتة لابتلاع القدس الشرقية، بتشريد أهلها وتهجيرهم، وهدم بنيانها، وإقامة المستعمرات الكثيرة الواحدة تلو الأخرى فيها، وسعيه الجاد لهدم الأقصى الشريف لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وخصوصا القرار الظالم من العدو الصهيوني بطرد النواب الأربعة بالمجلس التشريعي الفلسطيني من القدس المحتلة.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إذ يتابع كل هذه التحركات ببالغ القلق يرى ما يأتي:
1- يندد الاتحاد بكل الاعمال الاجرامية والقمعية بحق شعبنا الفلسطيني بصورة عامة، والمقدسيين بصورة خاصة، ويدين بشدة هذا القرار الذي يتناقض مع ما جاءات به الأديان السماوية، والقيم الانسانية وبخاصة الدين الإسلامي الذي يعتبر إخراج الإنسان من أرضه بمثابة قتل النفس، ويمثل أيضا تحديا صارخا للقانون الدولي، ولاتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر في مادتها (49) على الدولة المحتلة النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص، أو نفيهم من أرضهم المحتلة الى أي مكان آخر.
لذلك يناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمم المتحدة وأمينها العام، والاتحاد البرلماني الدولي، ومنظمات حقوق الانسان، وجميع الهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الانسان التدخل فورا لمنع إسرائيل من تنفيذ هذا الإجرام.
2- يطالب الاتحاد بقوة جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجميع منظمات المجتمع المدني القيام بواجبها نحو فلسطين، وبخاصة القدس الشريف، والتحرك السريع دوليا وشعبيا لمنع إسرائيل من تنفيذ جرائمها بحق شعب فلسطين، وفضحها دوليا بكل الوسائل المتاحة، وتسجيل الدعاوى القانونية بجرائم اسرائيل لدى المحاكم الدولية.
3- يطالب الاتحاد حكومات الدول العربية والإسلامية بالقيام باتخاذ خطوات عملية مؤثرة لمنع اسرائيل من النفي القسري للنواب الاربعة، وسجن المجاهد المدافع عن القدس الشريف الشيخ رائد صلاح، و يناشد الاتحاد الدول العربية المعنية ألا يعولوا على ما جربوه مرارا وتكرارا وأثبت فشله، وهو طريق المفاوضات المباشرة، وغير المباشرة، فليس ورائه إلا تضييع الأوقات.
وينتهز الاتحاد هذة الفرصة لتجديد دعوته إلى ضرورة توحيد مواقف الأمة الإسلامية والعربية، والوقوف صفا واحدا أمام أطماع العدو الصهيوني الغاصب، وطغيانه وقمعه المستمر، كما قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103].
4- يدعو الاتحاد الأمة الإسلامية علماءها ومفكريها وكافة مكوناتها إلى الوقوف صفا واحدا لتحمل مسؤلياتهم نحو فلسطين والقدس الشريف، التي هي أمانة في أعناقنا جميعا، وإلى التنديد بهذه الأعمال الإجرامية ضد إخواننا المقدسيين، وضد القدس الشريف، الذي يتعرض للخطر كل يوم، والقيام بالضغوطات الشعبية لمساندة إخواننا في فلسطين، ولحماية القدس الشريف ولرفع الحصار عن الغزة وبقية فلسطين.
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105].
أ.د.علي القرداغي أ.د.يوسف القرضاوي
الامين العام رئيس الاتحاد