البحث

التفاصيل

كفى ...

الرابط المختصر :

كفى ...

د. أحمد سميرات 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

وبعد:

فإننا نتساءل أما آن لنا أن نغلق باب موضوع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ... (بدعه، أو جائز) !؟

 

دعوا من أراد أن يحتفل فليحتفل ومن لم يرد أن يحتفل فلا يحتفل فلسنا موكلون عليهم، ولا نملك ان نكشف عن النوايا والقلوب ونصدر الأحكام جزافاً ...

 

خاصة في ظل احتفالنا نحن المسلمين بالمناسبات والأعياد الوطنية والقومية والعالمية والاجتماعية والدينية لغير المسلمين ورأس السنة الميلادية وعيد الفلانتين واعياد ميلاد الأبناء والزوجات وعيد الزواج وغيرها حَدّث ولا حرج ...

 

في ظل هذه الزوبعة من الاحتفالات والمهرجانات والهرطقات لا نجد المعارضين والمعترضين على الإحتفال بذكرى مولد نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا لا نجدهم البتتة يعترضون او يعارضون  أو يملأون وسائل التواصل بالانكار والتحريم والبدعة والضلال خاصة ما يتعلق ب (أعياد إستقلال الدول أو الوطنية، أو عيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام) لا بل تجدهم مكتوفيِ الأيدي ولا يصرحون على الملأ ولو بكلمة، وتجدهم من أول الناس الذين يسألون عن العطلة الرسمية ليعطلوا عن دوامهم ووضيفتهم وعملهم ...

 

لماذا لم يكن لدى هؤلاء مع كل احترام وتقدير لهم، لماذا لم يكن لديهم الجرأة في الإنكار والتبديع والتحريم على تلك الاحتفالات مساوية لنفس الجرأة في الإعتراض على الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ؟!

 

أقول: الموظف الذي يتقاضى راتب من مؤسسته التي يعمل فيها ويعترض على الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ويقول انه بدعه وحرام، ويعطل ويأخذ راتب هذا اليوم، فإنما يأخذه حراماً، لإنه يعتقد حرمة هذا اليوم بما فيه من إحتفال أو تعطيلٍ عن العمل وعليه ان يرد هذا المبلغ الى مؤسسته...

 

إن ما نراه يحدث بين المسلمين اليوم  من نقاشات وخلافات واختلافات ونزاعات وشقاق في كل عام في هذا الموضوع فإنه في الحقيقة يندى له الجبين وتتفطر القلوب منه ألماً، لإنه لا  يخدم الإسلام بشيءٍ ابداً. بل يفرق صفوفهم وكلمتهم وتتسع هوة التناحر والخلافات بينهم وهذا هو ما يبحث عنه أعداء الأمة المتربصين بها الدوائر وهذه خدمة جليلة لهم من حيث ندري أو لا ندري ...

 

وأيم الله لو  استثمرنا هذه الطاقات لدى المناقشين وطول نفسهم في الحديث وتناقشنا وبحثنا في شيء يخدم الأمة والدين واعتصمنا بحبل الله المتين وفكرنا في كبرى قضايا الأمة، ك دفع العدو ودحره عن بلاد المسلمين لا سيما الأقصا الأسير الجريح وما حوله، أو فكرنا ووضعنا حلولاً ونفذناها لمشكلات الفقر والبطالة والمخدرات والمسكرات وحل مشكلة تأخر الزوج لدى الشباب والفتيات ومشكلات التعليم وغيرها كثير لكان خيراَ وأقوم ...!!

 

يا من تحتفلون ويا من تعترضون أنيبوا إلى الله، واشتغلوا بتربية ابنائكم وعلموهم الصلاة وألزمومهم بها، علموهم القرآن الكريم وحفظوهم إياه بعضه أو كله، وعلموهم العمل به والوقوف عند حدوده، لا تشغلنكم اقامة الحجج والأدلة في إثبات صحة ما تعتقدون وبطلان قول الآخرين  ترفعوا ترفعوا واربأوا بأنفسكم عن قضايا ومسائل لا تقدم ولا تأخر ...

 

هدانا الله واياكم إلى سواء الصراط ووحد كلمتنا وجمع صفوفنا وردنا إلى ديننا رداً جميلا...

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

 

اخوكم 

د. أحمد إبراهيم سميرات 

١٢ ربيع اول ١٤٤٥ هجري 

٢٧ / ٩ / ٢٠٢٣ م





السابق
الأمين العام للاتحاد يستقبل شيخ الإسلام في دولة غايانا التعاونية يرافقه سعادة سفير بلاده في قطر

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع