البحث

التفاصيل

شيوع ظاهرة التعصب في بعض البلاد العربية المسلمة

الرابط المختصر :

شيوع ظاهرة التعصب في بعض البلاد العربية المسلمة

بقلم: أ. د. علي القره داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

ترد رسائل إليّ حول شيوع التعصب بين أبناء بعض البلاد العربية المسلمة المتجاورة..

إنني أعد العنصرية والتعصب بين المسلمين أمرًا مؤسفًا ومقلقًا حقًا بل ويخدش الانتماء إلى الإسلام..

قال تعالى لهم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران/ 103].

فليس رابطةٌ أعظم من رابطة الإيمان، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات/10]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ» متفق عليه.

التعصب هو التجمع على شيء والتناصر عليه وهو على قسمين:

الأول: تعصب محمود وهو التعصب على نصرة الحق وقد.

والثاني: تعصب مذموم وهو التعصب على الظلم أو الاختلاف العرقي أو البدعة أو على أمر شرعي مختلف فيه خلافا سائغا مما يؤدي إلى الفرقة والعداوة؛ كما يقع من بعض أتباع المذاهب أو بعض الجماعات الإسلامية.

فلا يجتمع تعصب ودين ولا يجتمع جهل ودين..

لقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ» رواه أبو داود والترمذي.

فالإسلام يحث على كرامة الناس والتعاون والوحدة بين المسلمين، ويدعو إلى عدم التمييز بين الأعراق والقبائل.

وقلت مرارا خيرية الأمة بالأخلاق لا بتمايز الأعراق..

يجب على العلماء والدعاة أن يكونوا قدوة في مكافحة العنصرية وتعصب الأمة وعدم القبول بالهوى السياسي، وأن يعملوا على التوعية والتثقيف بأهمية التعاون والتحابب بين المسلمين. ينبغي عليهم أن ينبذوا التصريحات العنصرية ويثبتوا أهمية احترام تعدد التنوع العرقي في الأمة الإسلامية.

كأمين عام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أدعو:

* إلى تحكيم الشرع ونبذ التفرق ونبذ التعصب الذي ينشر الفرقة والقسوة بين المسلمين.

* أن نعمل سويًا لنشر رسالة الإسلام بين المسلمين، وأن نعتمد على قيم العدل والمساواة والتسامح التي تعلمناها من الإسلام.

علينا جميعًا أن نسعى لتفعيل قوانين وسنن الله في خلقه مثل:

* قوة التعاون والتراحم بين بلدان المسلمين.

* الوقوف في وجه أعداء الإسلام.

* العمل على استعادة روح التسامح والوحدة التي تجمعنا كأمة واحدة.

ومن مقابح التعصب كما ذكر بعض أهل العلم:

1- دَفعُ الحَقِّ مع وضوحِه، والإعراضُ عن اتِّباعِه.

2- المجادَلةُ عن الباطِلِ ونُصرتُه مع ظُهورِ فَسادِه.

3- توسيعُ هُوَّةِ الخِلافِ والنِّزاعِ، وتضييقُ فُرَصِ التَّقارُبِ والاتِّفاقِ.

4- غَرسُ الحِقدِ والبُغضِ والكَراهيةِ.

5- نُصرةُ الظَّالمِ، والتَّفريطُ في نُصرةِ المظلومِ.

6- شأةُ النِّزاعاتِ وحُصولُ الحُروبِ وسَفكُ الدِّماءِ.

7- انهيارُ المجتَمَعاتِ وتقَطُّعُ الرَّوابِطِ وتفَكُّكُ العَلاقاتِ.

يحمِلُ على تتَبُّعِ عَثَراتِ العُلَماءِ، وتصَيُّدِ زَلَّاتِهم والفَرَحِ بها، واستِثمارِها في تأثيمِهم والتَّشهيرِ بهم، والتَّشنيعِ عليهم؛ لإهدارِ قَدْرِهم، وإسقاطِ مَنزلتِهم، وإحباطِ محاسِنِهم، وجُحودِ فَضائلِهم.

أيها المسلمون:

فلننبذ التعصب ولنحث على بناء القضايا الكبرى وجسور التفاهم والمحبة بيننا، ليكن الإسلام مصدر إلهام للعدالة والسلام فيما بيننا ومع العالم بأسره.

وما أجمل ما قاله سلمان رضي الله عنه:

أبي الإسلامُ لا أب لي سواه  ***  إذا افتخروا بقيس أو تميمِ 





التالي
جدال في فرنسا بين ناشط إسلامي وسياسي يميني حول قرار حظر ارتداء العباءة في المدارس (فيديو)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع