البحث

التفاصيل

جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق): تحفة معمارية عثمانية ترتفع في قلب إسطنبول منذ 406 عامًا

الرابط المختصر :

جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق): تحفة معمارية عثمانية ترتفع في قلب إسطنبول منذ 406 عامًا

 

في قلب مدينة إسطنبول التركية، توجد مئات الآثار الإسلامية المعمارية، الموروثة من قبل الدولة العثمانية (1299-1923)، تشكل لوحة تاريخية، تحيل زائريها إلى قرون من التاريخ العثماني الإسلامي.

ومن بين تلك المساجد والأبنية، مسجد السلطان أحمد الذي يتربع وسط مدينة إسطنبول، ويسمى أيضًا “الجامع الأزرق”، وقد بني بين عامي 1609 و1616.

ومنذ 406 أعوام، يطل جامع السلطان أحمد بوصفه تحفة معمارية عثمانية على مضيق البوسفور في الشق الأوربي من مدينة إسطنبول التركية.

الجامع التاريخي يجذب عشرات آلاف السياح المحليين والأجانب سنويًا، لا سيما وأنه أول المساجد العثمانية ذات المآذن الست.

ويقع الجامع في ميدان يحمل الاسم نفسه قرب متحف “آيا صوفيا”، ويشتهر بعمارته المتميزة، وهو من أهم المساجد وأضخمها ليس في تركيا فحسب، بل في العالم الإسلامي.

بُني الجامع الشهير بعظمته ومهابته بطلب من السلطان العثماني أحمد الأول الذي تسلَّم الحكم بعد وفاة السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث عام 1603.

وطلب السلطان أحمد من المهندس صدفكار محمد آغا، تلميذ المعماري العثماني الأشهر سنان باشا، بناء مسجد ومجمع إسلامي في عاصمته تقليدًا لأسلافه.

وبحلول عام 1609 تم البدء بأعمال بناء الجامع، حيث شارك السلطان أحمد الأول في وضع حجر الأساس.

وأنفقت الدولة العثمانية مليونًا و510 آلاف عملة ذهبية على أعمال البناء التي استغرقت 7 أعوام و5 أشهر و6 أيام.

وبمراسم رسمية شارك فيها أركان الدولة، افتتح جامع السلطان أحمد للعبادة يوم التاسع من يونيو/حزيران 1617.

ورغبة من السلطان أحمد في أن يكون مسجده الأعظم والأكبر في السلطنة العثمانية جعله مطلًا على مضيق البوسفور قبالة آيا صوفيا، واستكمل بناؤه قبل وفاته بسنة واحدة فقط ليوارى جثمانه في كنف المسجد.

ولم يقتصر الجامع عند بنائه على مكان الصلاة فحسب، بل ضم العديد من المرافق التعليمية والترفيهية والصحية والخدمية، وهذا كله وسط حديقة خضراء ذات مساحة شاسعة تزينها الورود الملونة.

وللجامع 5 أبواب، 3 منها تقود إلى صحن المسجد، وبابان يؤديان إلى مكان الصلاة، وتتربع على قمته قبة رئيسة بارتفاع 43 مترًا وقطر 23.5 مترًا، وحولها 8 قباب أصغر حجمًا.

ويحتوي القسم الداخلي لجامع السلطان أحمد على 260 نافذة من الزجاج الملوَّن، كما يضاء بكثير من الثريات القيمة المطلية بماء الذهب والأحجار الكريمة والكريستال.

ويطلق الأوربيون عليه اسم “الجامع الأزرق” نسبة إلى اللون الأزرق الغالب على الزجاج والزخارف وإضاءة المسجد.

وتكتسي جدرانه الداخلية بأكثر من 20 ألف قطعة سيراميك منقوشة يدويًّا باللون الأزرق، وجرى جلبها من مدينتي إيزنيك وكوتاهية (غرب) في أكثر من 50 تصميمًا يحمل نقوشًا مختلفة.

وعام 1985، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) جامع السلطان أحمد على قائمة التراث العالمي، في خطوة عززت من أهميته السياحية والتاريخية على الصعيد العالمي.

ونهاية إبريل/نيسان الماضي، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جامع السلطان أحمد عقب عملية ترميم امتدت لسنوات.

المصدر: الجزيرة مباشر





السابق
المقاصد العشر في أيام ذي الحجة العشر

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع