البحث

التفاصيل

كيف تفسر آية؟ الخطوات السبع لتفسير آية

الرابط المختصر :

كيف تفسر آية؟ الخطوات السبع لتفسير آية

بقلم/ د. الخضر سالم بن حُليس

 

* الخطوة الأولى: فحص الجذور المعجمية للألفاظ القرآنية التي احتضنتها الآية، ومعرفة المساحة التي يجول فيها اللفظ، وامتداداته التي يتحرك في نطاقها ليدلي بالمعنى المطلوب. ويستفاد في ذلك من مدونات التفكيك المعجمي للمصطلح القرآني: «مفردات» الراغب(ت:502)، «عمدة حفاظ» السمين(ت:756) و«نزهة» ابن الجوزي(ت:597)، و«المعجم الاشتقاقي» لجبل، وغيرها من قواميس «معاني القرآن» الأولى.

* الخطوة الثانية: رصد السياق القرآني الذي تجول بداخله تلك الألفاظ، لتنجلي صورتها الذهنية بوضوح، وينتظم معناها في سلك الجملة القرآنية، فالوظيفة السياقية للخطاب ــ بحسب بول ريكور ــ تتمثل في حجب تعدد المعاني في الكلمات، وتقليص الاستقطاب في أقل عدد ممكن من التأويلات، وهو يُعبِّر عن دور اللفظة القرآنية في أداء المعنى مع بقية اللفظات، وما يود ذلك الكلام المنظوم أن يقول، والاحتكام إلى السياق - بتعبير ابن القيم (ت751) - «من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم».

* الخطوة الثالثة: التفتيش في الإعراب التفسيري الخادم للمعنى، المساعد في فهم المعاني التي تدلي بها الجمل القرآنية مع بعضها، إذ بمعرفة حقائق الإعراب ــ بحسب مكي(ت:437) ــ «تعرف أكثر المعاني وينجلي الإشكال، وتظهر الفوائد، ويفهم الخطاب، وتصح معرفة حقيقة المراد»، ويتبع ذلك رصد فروقات القراءات القرآنية، وتوجيهها على المعنى المناسب. ويستفاد في ذلك من «بحر» أبي حيان(ت:745)، «در» السمين الحلبي(ت:756)، «وحجة» ابن زنجلة(ت:403).

* الخطوة الرابعة: البحث عن معنى الآية الإجمالي فيما أدلت به السنة، وفهمه الصحب الذين شهدوا التنزيل، وتظافر معناه لدى كبار التابعين، ومعرفة سبب النزول -إن وجد - المعين على فهم ملابسات نزولها وأبعادها الاجتماعية. ويستفاد في ذلك من «جامع» الطبري(ت:310) وابن أبي حاتم(ت:327) و«زاد» ابن الجوزي(ت:597).

* الخطوة الخامسة: الحفر البياني فيما تدلي به دلالات الكلمات وتنضح به الحروف، وما تفيض به مواضعها، وأسرار الفصل والوصل، وحركة التعابير تقديمًا وتأخيًرا، خبرًا وإنشاءً، تعريفًا وتنكيرًا، وغير ذلك من مخرجات الكسب البلاغي لعلمي البيان والمعاني والبديع، ويستفاد في ذلك من: «كشاف» الزمخشري(ت:538)، و«دلائل» الجرجاني(ت:471)، و«بدائع» ابن القيم(ت:751)، و«إرشاد» أبي السعود(ت:982) و«الدراسات الأسلوبية» لعضيمة (ت: 1404) وغيرها.

* الخطوة السادسة: رصد وتتبع ما يدلي به تناسب الآيات واتصال كتلتها المعنوية مع بعضها وامتدادات معاني الآيات القرآنية لمساحات مجاورة، وانسجامها مع بعضها. ويستفاد في ذلك من «مفاتيح» الرازي(ت:606)، و«نظم درر» البقاعي(ت:885) و«تحرير» ابن عاشور(ت:1393).

* الخطوة السابعة: استدرار الدلالات الهدائية، والمعاني التدبرية، والحكم المقاصدية والأبعاد الحياتية، والنتائج العملية وفق مكتسبات الأدوات السابقة، وعدم الندِّ عن نظامها المنهجي، ويستفاد من ذلك من «مفاتيح» الرازي(ت:606)، و«تيسير» النسفي(ت:537)، و«أحكام» القرطبي(ت:661)، و«تحرير» ابن عاشور(ت:1393)، و«منار» رضا(ت:1354)، و«ظلال» سيد(ت:1387) و«أضواء» الشنقيطي، وغيرها.

وعليه فإن القرآن لا تنقضي عجائبه وقدرة المرء في فهم أدوات التفسير وموارده، تساعده على تدبره، وتفتح له آفاقا كبيرة للنحت في محتوياته، واستخراج مضامينه، فألفاظه ـ وفق عبادي ـ مترابطة ترابطًا عضويًّا بعلم الله وإحاطته، ترابطًا يجعلها تندّ عن الزمان والمكان فتصبح غير نهائية المعاني المندهقة منها.

والله الموفق.





السابق
كيف نستقبل رمضان ؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع