البحث

التفاصيل

الفرق بين كلام الله وكلمة الله وقول الله بقلم عبد الرحمان شط 

الرابط المختصر :

الفرق بين كلام الله وكلمة الله وقول الله 

ما الفرق بينهم؟ 

كلمة الله: في المصحف هي الوجود الموضوعي أي الأشياء المحسوسة والملموسةالشمس كلمة الله وهي الحق. فكلمات الله هي الدال والمدلول.  لأن تعريف العدم هو الوجود الدال بدون مدلول. (الفكر الصافي) الشمس قبل الوجود كانت دالاً بدون مدلول، وبعد أن خلقها لله بكلماته صارت عندنا كلمة الشمس الدال وعين الشمس (الكوكب) المدلول. فعند الله عين الشمس هي كلمة الله، أي الدال والمدلول واحد. أي أن وجود المعرفة (الدال) كان قبل الوجود. نجدها في كتاب النبوة ولا نجدها في كتاب الرسالة، لأن الرسالة عبارة عن افعل ولا تفعل. الوجود هو كلمة الله صادرة عنه وليست جزأً منه. الرياضيات هي الدال بدون مدلول. لأنها من علم الله، (وأحصى كل شيء عددا) والرياضيات متقدمة على علم الفيزياء بكثير.

 الله هي الحق: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (لقمان 30) اي وجود الله حقيقة، له وجود موضوعي. هو الموجود الوحيد المثالي. (ليس كمثله شيء) واحد في كمِّه وأُحادِيٌّ في كيفته، صمد (لا يتغير) كينونة في ذاته. كل الأفكار عند الله تحقق.  وان ما يدعونه من الآلهة ليس لها وجود موضوعي بل هي باطلة اي وهمية وخيالية. (ليس معناه كل باطل -وهمي- شيء سيء. بل لا وجود له في الخارج. مثلا: إن أفلام الكارتونية وهمية خيالية ليس لها وجود في الخارج ولكن ربما تكن نافعة) 

{وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (يونس 82) كلمة الله هي نفس الوجود. والموجودات في الأرض وفي السماء ايضا حق: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} (انعام 73) {.. رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار}ِ (191 ال عمران) قولنا ليس بحق. يمكن أن نقول قول النبي (ص) صادق، ولا يمكن نقول قوله الحق. لو كان قول النبي حق، لتحقق كل ما قاله في نفس الوقت. ولكن النطق حق، لأنه صوت، والصوت له وجود حقيقي موضوعي، لأنه أمواج فزيائية. كقوله تعالى {فَوَ رَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} (الذاريات 23) عندما يتحول النطق في الذهن الى معنى يصبح قولا.

 أي ما ترونه في الكون حقيقة.  وقوله تعالى لشيء كن فيكون يتحول العدم الى الوجود. وقوله تعالى أيضا حق يتحقق. إن الله لم يقل لنا صوموا أو صلوا بل أمرنا بالصوم والصلاة، لو قال صوموا لما استطاعة أحد أن يفطر، لأن قوله يتحقق. {.. لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا} (الكهف 27) {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ   صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الأنعام 115) لأنها وجود موضوعي. الايمان بكلمة الله من الفطرة. لانها حقائق واقعية. لها وجود موضوعي. وانكارها هو انكار الحقيقة وكفر بمصنوعاته، كان ينكر الشخص نفسه ووجوده{.. فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الأعراف 158) فوجود عيسى (ع) كلمة الله.  الوجود الموضوعي لعيسى (ع) هو وجود عيسى {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (آل عمران 45) أنا وأنت كلمة الله أيضا، لنا وجود موضوعي. {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (الكهف 109) {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (27 لقمان) لأن كلمات الله هو الموجودات كلها، مداد البحر لا يكفي لكتابتها. ليس القرآن كما قاله البعض. لأن لكتابة القرآن يكفي ليتر من الحبر. علاقة الوجود بالله أنه صادرة عنه وليست جزءا منه.

ووجود الكون مادي، ووجود الفكر الإنساني مجرد، الإنسان كبشر مادي خلقه الله بكلماته، وأفكاره ومعرفته مجردة عطية من الله جاءت بنفخ الروح وهي غير محسوسة، كان بشرا بيولوجيا وبنفخ الروح (إعطائه معرفة المجردات) صار إنسانا (تَأَنْسَنَه) {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ليس معناه ان كلام الله او لا إله الا الله حقت على الفاسقية. بل الفسق حصل والإيمان ما حصل.

كلام الله: فكلام الله مجرد، كمعانيبين بالنطق. القرآن كلام اللهليست ملموسة، بل تنطقواحساسها تكون بالنطق. فكلام الله نجدها في الرسالة. لأن الرسالة عبارة عن الأوامر والنواهي، افعل ولا تفعل. فهذه مجردات لا ترى. إنك لا ترى الصلاة بل ترى من يصلي. النبوةفرقت بين الحق والباطل في الوجود الموضوعي والرسالة فرقت بين افعل ولا تفعل في السلوك الإنساني. {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ} (براءة 6) الكلام تسمع، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} (نساء 164) {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ( طه 14-11)

وقول الله: تظهر لنا بصورتين مخالفينلأننا نجد اقواله في كتاب الرسالة كمعان وككتاب تعبر بالنطقونجد أقواله في النبوة كقوانين وحق. {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} ومهمة النطق بيان هذا الاقوال والكلمات. إن الاقوال تظهر لنا بالنطق، عندما يتحول النطق في الذهن الى معنى يصبح قولا. وأما قوله تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} إن قول الله جار ماض حتمية الوقوع. لا يمكن المخالفة فيه. ولذلك الملائكة مضطرون بالسجود. ولو قال للشيطان اسجد لسجد لا محالة له، لا يمكن المخالفة في قوله تعالى. ولكن الله ما قال للشيطان اسجد بل قال للملائكة اسجدوا، وأمر الشيطان بالسجود. {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (12 أعراف) لأن مخالفة الأمر ممكن. ومخالفة القول غير ممكن، حتمية الوقوع.

 

عبد الرحمن شط

هنوفر / المانيا

22/07/2014





التالي
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
السابق
"ألف عام من التاريخ: كيف تغير مسجد الحاكم بأمر الله في القاهرة؟"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع