البحث

التفاصيل

عيد الحب في الإسلام

الرابط المختصر :

عيد الحب في الإسلام
في مثل هذا اليوم من كل عام ترد أسئلة كثيرة حول عيد الحب، هل هو حلال أم حرام؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد :
قبل الإجابة أود أن أذكر مقدمتين في غاية الأهمية، وهما :
أولاً: إن الحب في الإسلام ركن أساسي، فعقيدتنا قائمة على الحب الأكبر لله تعالى: { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ } سورة البقرة 165
بل إن إيماننا لن يكتمل إلا بأن يكون حبنا لله تعالى ولرسوله أكبر وأشد وأقوى من حبنا لأنفسنا وأهلنا وأولادنا. 
وكذلك أوجب الإسلام الحب بين الناس، فأمر المسلمين أن يصبحوا كجسد واحد في التواد والتعاطف، والتعاون والتكافل لتحقيق الإخوة الإسلامية. 
وكذلك أمر بحب الخير والرحمة والإحسان والعدل لجميع الناس: ( خير الناس أنفعهم للناس )، فعندننا أيضا الأخوة الإنسانية التي تقتضي حب الخير لهم.
وكذلك حب المسلم للبيئة والطبيعة، فهي أمنا، منها خلقنا الله وإليها نعود، ومنها نخرج ليوم الحشر.
إن الحب بين المسلمين عظيم في الإسلام، حتى يصل به إلى درجة الحشر في ظل عرش الله تعالى يوم القيامة، بل ربط بين الإيمان وبين ما يحبه للناس حيث قال صلى الله عليه وسلم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه البخاري (13) ومسلم (45) وغيرهما.
وداخل هذه الدائرة فإن حب الوالدة، فالأب، والإخوة والأخوات، وبقية الأقارب يضرب به الأمثال.
اما حب الزوجين أحدهما للآخر ومودتهما ورحمتهما فهذه من الواجبات، ومن آيات الله فقال تعالى ( ومن  آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة...  ) سورة الروم 21
ثانياً: إن المحبة في الإسلام دائمة، وليس لها وقت محدد، ولا يوم خاص، لأنها لله تعالى، وليست مصنوعة ومؤقتة.

الجواب :
إن ما يسمى عيد الحب هو عيد روماني ارتبط بالقس المعروف ( فالنتاين) الذي حكم عليه بالإعدام في 14/ 2/ 269م
ثم اتخذ فيما بعد عيداً للعشاق، فيشيعون فيه الفواحش. فهو إذن مرتبط بقس، وبالعشق والغرام غير الشرعي، ويستغل أيضاً لنشر المعاصي والفواحش، ويؤثر في هوية الأمة وخصائصها وربطها بغيرها.
فالعيد في الإسلام لا يجوز إطلاقه على سبيل الحقيقة إلا على العيدين الشرعيين، عيد الفطر ، وعيد الأضحى، وأن من الحقائق أن لكل أمة عيداً،  ونحن المسلمين لنا عيدان مباركان يتضمنان التكافل والتعاون فيما بينهم، والشكر على أداء ركنين من أركان الإسلام، وهما : الصيام والحج.
وبناء على كل ما سبق فإن ما يسمى بعيد الحب بدعة مستحدثة لأجل تسهيل الفواحش في ظلالها، وتقليد أعمى لغير المسلمين، وقد أفتى جمهور الفقهاء المعاصرين بعدم جوازه .
 لذلك لا يجوز الاحتفال بهذا العيد، بل يجب على المسلمين أن يحافظوا على هويتهم العقدية والأخلاقية، وخصائص دينهم العظيم التي تتعرض لهجمات عنيفة، لأجل التنازل عنها، ولكن الله تعالى وعد – ووعده حق- بأنه يحفظ هذا الدين إلى يوم الدين فقال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}سورة الحجر: 9، فطوبي لمن يحافظ على سنة نبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، 
هذا والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
كتبه الفقير إلى ربه
أ.د علي محيي الدين القره داغي





السابق
🔴كلمة لفضيلة الشيخ أحمد العمري – رئيس لجنة القدس وفلسطين

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع