البحث

التفاصيل

د. ونيس المبروك يجيب.. بعض التساؤلات حول كأس العالم!

الرابط المختصر :

د. ونيس المبروك يجيب.. بعض التساؤلات حول كأس العالم!

 

يتجدد السؤال مع حلول كأس العالم لكرة القدم حول حكم مشاهدتها أو شراء الاشتراك لها، أو التحمس لبعض فرق الدول النصرانية.

ومما يُجدد السؤال عند بعض الناس هو انتشار بعض الفتاوى حول هذا الموضوع في شبكات التواصل..

وأود اختصار ما أراه حُكما شرعياً في المسألة ولكن (دون خوض في التفصيل والترجيح والاستدلال):-

1- كل ما يتعلق برياضة الأبدان أو الأذهان أمرٌ تحث عليه الشريعة لأنه يحقق مقصود الشارع من تقوية الأبدان والاستمتاع بذلك لعباً ومشاهدة، فقد ورد في صحيح السنة ما يبيح اللعب والمشاهدة.

2- لعب الكرة من العادات لا العبادات، والأصل في العادات هو الإباحة.

3- كل المباحات يمكن أن تتخللها أمور أو تطرأ عليها لواحق، تخرج بها عن الإباحة للكراهة أو التحريم، أو ترقى بها للندب والوجوب، ولكن يبقى الأصل هو " الإباحة".

4- من الأمور التي تتخلل بعض الألعاب قضايا العورات للرجال والنساء، وما أُفتي به فيما يتعلق بكرة القدم هو أن فخذ" الرجل " ليس بعورة، ولا يحرُم كشفه في مثل هذه الرياضة، وإن كان الأحوط فِقهاً والأليق عُرفا ستره خروجا عن خلاف من قال بالكراهة أو التحريم، ولكن دون إنكار.

5- لا علاقة بين التحمس لفريق أو لاعب غير مسلم وبين قضايا الولاء والبراء في الإسلام، وديننا السَمِح لا يُرتب الآثامَ والذنوبَ على التعاطف مع الكافرين- غير المحاربين- أو استلطافِهم وبِرِهم فيما ليس من شأن عقيدتهم وعبادتهم، قال تعالى: "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ..) كما لا يُحرم ديننا الميلَ القلبي الناتج عن استحسان جيرتهم أو صداقتهم أو استلطاف من أظهرَ حُسن المعاملة منهم، ولهذا أباح الله الزواج بنساء اليهود والنصارى المُحصنات، ولا يمكن أن يعيش المسلم مع زوجته وأم أولاده وهو لها كاره!

6- إن كان الأمر مباحا فلا يحرُم ما يُنفق فيه من مال، كسائر ما ينفق في ألعاب لهو الصغار والكبار، أو كل زينة مباحة، ولكن بشرط أن لا يكون فيه إسراف و تبذير، أو مباهاة وتفاخر، أو تضييع لحقوق مالية أخرى.

والله أعلم وأحكم

 

أخيرا

لاشك أن كأس العالم حدث مهم، يأتي على فترات متباعدة، ويتطلع لمشاهدته ملايين المسلمين بخاصة من لَعبَ كرة القدم ويعرف فنونها وأفنانها ومتعتها، و لا يَحسُن الوعظ بترك مشاهدته إن لم يضيع واجباً، ولكن فيما عدا ذلك من مناسبات فإني أوصي شبابنا بالتفطن لخطورة تضييع أعمارهم وأوقاتهم -التي هي أغلى ما يملكون - والوقوع في فخ " الإدمان" لأن من شأن هذا الإدمان إضاعة كثير من الأوقات بل تضييع الحقوق الشرعية للوالدين والزوجة والأبناء، بل حقوق النفس قبل ذلك.

أتمنى لمنتخباتنا العربية والمسلمة كل التوفيق، وأتمنى لدولة قطر تمام النجاح في استضافة هذه النسخة، وأن تكون خير سفير لقيمنا الإسلامية وثقافتنا العربية وأن تكون أنجح ضيافة وإدارة في تاريخ هذا اللقاء العالمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* د. ونيس المبروك، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين





التالي
عدَّتي..

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع