البحث

التفاصيل

(في المعاني العظيمة للصلاة..)

الرابط المختصر :

(في المعاني العظيمة للصلاة..)

اقتباسات من كتاب "فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي

الحلقة: الأولى

ربيع الأول 1444ه/ أكتوبر 2022م

 

خلق الله سبحانه الناس ليعرفوه ويعبدوه، قيامًا بحق ربوبيته وألوهيته، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].

لهذا جعل الله تعالى التعبُّد لله تعالى، هو أول ما يُطالب به المسلم، وكانت أركان الإسلام، ومبانيه العظام، تتمثَّلُ في عبادات وطاعات أساسية لله تعالى.

والصلاة التي شرعها الإسلام تمثل صورة من الصور التي يقوم بها الإنسان لعبادة خالقه، والتي تحقق له دوام ذكر الله تعالى، ودوام الاتصال به.

الصلاة لغة: الدعاء والرحمة. قال تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة:103]. وفي حديث أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دُعي أحدكم، فليُجب، فإن كان مفطرًا، فليطْعَمْ، وإن كان صائمًا، فليصلِّ". أي: فليدعُ لصاحب الدعوة.

وفي الشرع: عبادة لله تعالى ذات أقوال وأفعال معلومة مخصوصة، مفتتَحة بالتكبير، مختتَمة بالتسليم.

وسُمِّيَت صلاة لاشتمالها على الدعاء، من باب تسمية الشيء ببعض أجزائه.

والصلاة عبادة عريقة في القدم، مشتركَة بين الديانات، فلا يكاد يُعرفُ دينٌ بغير صلاة.

فالقرآن الكريم يذكرها في دعاء الخليل إبراهيم: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم:40]. ويمدح بها الذبيح إسماعيل: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم:55]. ويأمر الله كليمه موسى بإقامتها أول ما يأمر به في ساعات الوحي الأولى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى* إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه:13، 14]. ويوحي إليه وإلى أخيه هارون: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [يونس:87]. وفي وصية لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان:17]. وينطق المسيح عيسى في مهده: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم:31]. ويأمر بها خاتم أنبيائه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت:45].

* (هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي)





التالي
وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني.. الإسلاميون في السودان ينتقدون الصمت تجاه ما يحدث في الأقصى

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع