البحث

التفاصيل

أزمة السيول والفيضانات في باكستان.. الشيخ سراج الحق أمير الجماعة الإسلامية في حوار مع المكتب الإعلامي للاتحاد

الرابط المختصر :

أزمة السيول والفيضانات في باكستان.. الشيخ سراج الحق أمير الجماعة الإسلامية في حوار مع المكتب الإعلامي للاتحاد

 

قالت وسائل إعلام دولية نقلا عن مؤسسات رسمية في باكستان إن ضحايا الحوادث المرتبطة بالسيول والفيضانات بلغ 1391 شخصا، منذ بداية يوليو/تموز الماضي، وبلغ إجمالي الإصابات في عموم البلاد 12 ألفًا و722 شخصًا.

وحول ذلك حاور المكتب الإعلامي للاتحاد فضيلة الشيخ سراج الحق أمير الجماعة الإسلامية في باكستان في الأسئلة التالية.

س/ لماذا تتفاقم كارثة السيول في باكستان؟ وما هي أسباب هذه الأزمة من الأساس؟

الجواب: تأتي الأمطار الموسمية في نهاية موسم الصيف كل عام، ولكن لأسباب بيئية متنوعة، هطلت الأمطار الموسمية هذا العام أكثر من خمسة أضعاف ما كانت عليه عادة فأصبحت باكستان أول دولة تتأثر بشدة بتغير المناخ.

س/ وما هي أسباب هذه الأزمة من الأساس؟

الجواب: أحد أسباب ذلك هو جوارنا مع الصين، فإن مساهمة الصين في الاحتباس الحراري العالمي هي 28 في المئة، مما يعني أنها أكبر مصدر لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم. ثانيًا، لباكستان حدود طويلة متاخمة مع الهند ولها المركز الثالث في التسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم.

السلاسل الجبلية الشمالية للبلاد ، بما في ذلك جبال الهيمالايا ، لا تزال مغطاة بالثلوج على مدار العام. تذوب الأنهار الجليدية الضخمة في هذه المنطقة تحافظ على تدفق أنهارنا.و بسبب زيادة الاحتباس الحراري في العالم، تسارع ذوبان هذه الأنهار الجليدية. فها هو أيضًا أحد أسباب الفيضانات الحالية في أنهارنا و المجاري المائية.

 

س/ ولماذا تعجز الحكومة الباكستانية عن مواجهة آثار الفيضانات؟

الجواب: قد أثبت موسم الأمطار الأخير أنه مميت للغاية بالنسبة لباكستان. وحجم الدمار والموت منه كبير لدرجة أن الحكومة بجميع مؤسساتها المدنية والعسكرية ،والمؤسسات الاغاثية الوطنية والدولية ، لم تتمكن تمامًا من منع تدمير الفيضانات. أصدرت الحكومة الباكستانية أوامر لجميع مؤسساتها المدنية والعسكرية للتعامل معها،وفعلا قامت وتقوم المؤسسات الدينية والإسلامية بأعمال الإنقاذ والإغاثة للناس، ولكن حجم الدمار وعدد القتلى قد فاقت كل التقديرات والتدابير الوقاية من الفيضانات والكوارث وجهود الإغاثية والإنقاذ.

س/ ما حجم الأضرار التي خلفتها السيول والفيضانات؟ (مثال في البنية التحتية وغيرها.

الجواب: 40 مليون شخص قد تأثروا بشكل مباشر بهذا الفيضانات والسيول ففقد 1314 شخصاً من بينهم أطفال ومسنون ونساء , أرواحهم بينما أصيب 12703 أشخاص بجروح.

60٪ من مساحة باكستان الاجمالية مغمورة بالمياه وهذه المناطق المتضررة لها قيمة كبيرة من حيث الزراعة، فكان اقتصاد الناس هنا في الغالب يعتمد على محاصيل الأرز والقمح والماشية المنزلية. مليونان فدان من الأراضي الزراعية بما فيها حقول الأرز قد تضررت بالفيضانات والسيول و قتل بها 750405 ماشية منزلية.

تضررت البنية التحتية للمنطقة التي غمرتها الفيضانات بالكامل تم جرف الطرق والجسور و أصبحت غير صالحة للاستخدام كما تعطلت خطوط السكك الحديدية والكهرباء وأنظمة الهاتف.

زادت المأساة الإنسانية بهذا التدمير الهائل للبنية التحتية و يعيشون الناس حياة بلا مأوى تحت السماء المفتوحة، فقدوا منازلهم و مواردهم واسباب معيشتهم من الزرع والمواشي.

لقد جرفت الفيضانات الاحتياطيات الغذائية  من القمح في إقليمي بلوشستان والسند وستشكل إدارة الغذاء لمثل هذا العدد الكبير من السكان تحديًا كبيرًا في الأيام المقبلة. إن انتعاش الاقتصاد من أجل الحياة والبقاء في هذه المناطق يمثل بحد ذاته تحديًا كبيرًا.

س/ ما دور الجماعة والمؤسسات الإسلامية في إيجاد الحلول لهذه الأزمة؟

الجواب: في ظل هذه الأزمة، تبذل الجماعة الإسلامية وغيرها من المؤسسات الإسلامية والاغاثية جهودا محمومة لإنقاذ الناس وإغاثتهم.

منذ بداية الازمة، آلاف من منسوبي الجماعة الإسلامية والمتطوعين المرتبطين بـ«مؤسسة الخدمة» منظمة إغاثية التابعة للجماعة الإسلامية فجلهم منخرطون ليل نهار من مناطق شمالية جبلية ، من مدينة جلجيت و منطقة بلتستان المغطاة بالثلوج الواقعة على حدود الصين إلى سهول بلوشستان و السند وشواطئ البحيرة العربية في أنشطة إغاثية والإنقاذ.

فتم نقل ألاف المتضررين إلى أماكن آمنة كما أقيمت قرى من الخيام في عشرات مناطق أمنة ويجري توفير الأغذية المطبوخة لسكان هذه المخيمات والأسر المقيمة فيها.

الأمراض الوبائية آخذة في الظهور في المناطق المتضررة، وقد أقيمت مستشفيات ميدانية طبية لعلاج المرضى  قدمت فيها الإسعافات الأولية لآلاف الضحايا والمنكوبين.

إن تزويد وتوصيل إلى هذا العدد الكبير من الضحايا بالطعام والمياه النظيفة والأدوية اللازمة والخيام مشكلة كبيرة. مع ذلك، قُدمت المساعدة حتى الآن لآلاف الأسر في شكل عبوات غذائية وتزويدهم بالخيام والقماش المشمع لإيواء المشردين.

س/ وجه اتحاد علماء المسلمين، على خلفية ذلك ما مدى الاستجابة لنداءات الاستغاثة لتقديم المساعدات الإنسانية من الدول والمنظمات؟

الجواب: من أجل استعادة وتيرة الحياة الطبيعية في المناطق المتضررة وإعادة توطين السكان بمنازلهم وإصلاح أراضيهم الزراعية المنكوبة، هناك حاجة ملحة إلى موارد مادية وفيرة وجهود بشرية منسقة ومخططة. في مثل هذه الحالة، من الضروري للأصدقاء ومحبي الأمة المنتشرة في جميع أنحاء العالم والدول الصديقة حكومة وشعبا أن يمضي قدما إلى الأمام، ويجب عليهم تقديم يد المساعدة في أنشطتنا الإغاثية والإنقاذ.

س/ ما هو السبيل من وجهة نظركم من أجل خطة محكمة لمواجهة الفيضانات؟

الجواب: الاستثمار في اقتصاد تلك المناطق المتضررة لكي يحصل الناس هنا على عمل، وسيقل الفقر وسيتمكن الناس به من الوقوف على أقدامهم في معيشتهم .

وبنفس الطريقة، من الضروري أيضا إعطاء الأولوية للقضايا البيئية على صعيد عالمي والإسلامي وتنظيم ونشر الوعي العام في هذا الصدد.

وينبغي أيضا وضع حد لأنشطة البلدان المهملة للقضايا البيئية عالميا و توعية المسؤولين وعامة الناس في هذه البلدان عن المأساة الإنسانية المتسببة من اهمالهم  ومسؤوليتهم تجاه المنكوبين والمتضررين.

أضرار الفيضانات

وتضرر بفعل الفيضانات أكثر من 3451 كيلومترا من الطرق، و162 جسرا، و170 متجرا، و949 ألفا و858 مسكنا في جميع أنحاء باكستان.

وأثرت الأمطار الغزيرة والفيضانات على أكثر من 33 مليونًا من سكان البلاد البالغ عددهم 220 مليونًا تقريبًا، ما تسبب بخسارةٍ تقدّر بـ10 مليارات دولار على شكل أضرار أصابت البنية التحتية الضعيفة بالفعل، بحسب هيئة الكوارث الوطنية في البلاد.

المصدر: الاتحاد





البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع