البحث

التفاصيل

أكثر من 6.5 مليون زائر.. تركيا تحتفل بالذكرى الثانية لإعادة افتتاح آيا صوفيا مسجدا

الرابط المختصر :

أكثر من 6.5 مليون زائر.. تركيا تحتفل بالذكرى الثانية لإعادة افتتاح آيا صوفيا مسجدا

 

احتفلت تركيا والعالم الإسلامي، الأحد، بالذكرى السنوية الثانية لإعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا الكبير الشريف للعبادة مجددا، وذلك بعد إغلاقه وتحويله لمتحف مدة 86 عاما.

وقبل يومين، شهد مسجد آيا صوفيا اجتماع أكثر من 5 آلاف طالب/طفل من 192 مدرسة للأطفال في مدينة إسطنبول، حيث قال المدير العام لوقف الشباب التركي “TÜGVA” أنس أمين أوغلو، في تصريحات إن “افتتاح آيا صوفيا كان نقلة كبيرة لتركيا، وإعادة إحياء مسجد آيا صوفيا، تبشر بتحرير المسجد الأقصى”.

وأضاف “نأمل أن يكون لهذا الجيل دور فعال في إيقاظ وإحياء جميع المناطق الجغرافية المضطهدة والمتضررة في العالم الإسلامي”.

ويعد مسجد آيا صوفيا رمزا لفتح إسطنبول، حيث أقام فيه السلطان محمد الفاتح أول صلاة جمعة بعد فتح المدينة عام 1453، ليظل مسجد آيا صوفيا مخصصا للعبادة منذ الفتح حتى تم تحويله إلى متحف بقرار من مجلس الوزراء التركي عام 1934.

وفي 10 تموز/يوليو 2020، ألغت المحكمة قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 بتحويل آيا صوفيا من “مسجد” إلى “متحف”، وأحالت آيا صوفيا بشكل مباشر إلى رئاسة الشؤون الدينية التركية للقيام بالتجهيزات اللازمة لإعادته إلى كونه مسجداً، والقيام على شؤونه.

وفي اليوم نفسه، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قرار المحكمة الإدارية العليا بإعادة آيا صوفيا إلى “مسجد”، وأصدر مرسوماً رئاسياً بفتح آيا صوفيا مجدداً للعبادة.

وأكد أردوغان يومها في خطاب وصف بـ”التاريخي”، على أنّ “مسجد آيا صوفيا سيبقى تراثا مشتركا للإنسانية، وسيواصل احتضان الجميع بشكل أكثر صدقا وأصالة”.

ولقي القرار تأييدا واسعا في الداخل التركي من كافة الأطياف السياسية و من ضمنها المعارضة التركية، فضلا عن تأييد شعبي واسع ظهرت معالمه على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم الإسلامي، كما أشاد الآلاف من علماء المسلمين حول العالم بهذه الخطوة التاريخية والتي رأوا أنها إعادة لحق مسلوب من حقوق المسلمين.

استنكار

فيما استنكرت الدول الغربية، وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية القرار، ودعت للضغط على تركيا من أجل أن توقف ما أسمته بـ”الاستفزازات”، وأن تتراجع عن قرار إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا مجدداً، إلا أن ذلك لم يغير شيئا، حيث افتتح مسجد آيا صوفيا الكبير مجددا في 24 تموز/يوليو 2020، وتم رفع الأذان من المآذن الأربعة في مسجد آيا صوفيا الكبير.

وتوجه الآلاف من سكان مدينة إسطنبول، إضافة إلى المواطنيين الأتراك القادمين من مختلف الولايات التركية وأبناء الجاليات العربية والأجنبية في تركيا، للمشاركة بأول صلاة جمعة في المسجد الشريف، حيث بدأوا بالتجمع ليلاً في ساحاته بانتظار أول صلاة داخله، وصل عددهم إلى 350 ألف شخص، وفقا للبيانات الرسمية.

وشارك في أول صلاة في المسجد كل من أردوغان ورئيس البرلمان مصطفى شنطوب ونائب الرئيس فؤاد أوكتاي، ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين.

وألقى رئيس الشؤون الدينية التركي البروفيسور علي أرباش، خطبة الجمعة، يومها، بعنوان: ”آيا صوفيا.. رمز الفتح وأمانة الفاتح” وصعد على المنبر ممسكاً في يده سيفاً، وأثناء الصلاة تلا آيات من سورة الفتح.

كما تم بهذه المناسبة، إصدار عملة جديدة، تحمل صورة مسجد آيا صوفيا الكبير واسمه، وتاريخ فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح.

إشادة أسقف اليونان

وأشاد رئيس أساقفة اليونان، لامبروس فوتوبولوس، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان و”طريقته المتواضعة” بقراءة القرآن الكريم خلال افتتاح مسجد آيا صوفيا للعبادة، قائلاً حينها إنه “لو تم عقد طقوس أرثوذكسية في آيا صوفيا في الوقت الحالي، كان سيأتي الأساقفة والرهبان بملابسهم المزينة، والوزيرات ونوابهنَّ ببناطيلهن الضيقة غير المحتشمة ليعرضن مزايا أجسادهن، وأناسا غير مؤمنين، وسياسيين غير مؤمنين، فضلا عن القوميين والمتعصبين والوثنيين، واستقبال السفراء والمسؤولين الأجانب، فقط من أجل الاستعراض”.

وأضاف “في المقابل لقد جلس أردوغان كمؤمن متواضع في آيا صوفيا وأقام الصلاة وقرأ القرآن والأدعية لساعات وهو بين الناس، وأردوغان ليس مثل السياسيين الخشبيين في اليونان والذين يأتون لآداء الصلاة مدة 5 دقائق وينصرفون، دون أن يعرفوا ما تم فعله خلال الصلاة”.

آيا صوفيا تحفة معمارية

ويعد مسجد آيا صوفيا من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط وأوروبا، ويمتد تاريخ هذا الصرح إلى قبل نحو 1500 سنة، حين شيّد الإمبراطور البيزنطي جوستنيان الكنيسة الضخمة عام 537م، وعلى مدار ما يقارب 9 قرون، ظلت آيا صوفيا تتمتع بمركزية كبيرة في العالم المسيحي، حيث أُقرت بكونها “الكنيسة الرسمية” للدولة المسيحية الشرقية.

وفي عام 1453 فُتحت القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، وأمر بتحويل مبنى آيا صوفيا إلى جامع ليُرفع فيه الأذان عبر 4 مآذن أضيفت إليه، ولم يُزِل العثمانيون أياً من الأيقونات والمعالم المسيحية، بل أخفوها للمحافظة عليها.

المصدر: وكالة أنباء تركيا





السابق
بسبب التقاعس في حماية أم وأطفالها إثر تعرضهم لهجوم.. المجلس الوطني للمسلمين الكنديين يهاجم الشرطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع