البحث

التفاصيل

تحت شعار "الوحدة أساس لتحرير الأقصى".. توصيات وقرارات مؤتمر قمة علماء المسلمين بكوالالمبور - ماليزيا

الرابط المختصر :

تحت شعار "الوحدة أساس لتحرير الأقصى".. توصيات وقرارات مؤتمر قمة علماء المسلمين بكوالالمبور - ماليزيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين وعلى من تبع هداهم إلى يوم الدين. وبعد

فقد انعقد مؤتمر قمة علماء المسلمين بكوالالمبور بماليزيا في19-21 شوال 1434ه الموافق 20-22 في عام 2022م تحت شعار: الوحدة أساس لتحرير الأقصى، وذلك برعاية كريمة لمعالي رئيس الوزراء الأستاذ داتوء سري إسماعيل صبري بن يعقوب رعاه الله.

وقد دعت إلى هذا المؤتمر مؤسسة (مي أقصى) والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتعاون مع مؤسسة الدعوة الماليزية والائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين. واستجاب لهذه الدعوة أكثر من 150 من كبار العلماء والمسؤولين من شتى أقطار العالم.

وقد ناقش المشاركون جدول الأعمال وما يتضمنه من الأوراق والمداخلات وتوصلوا إلى القرارات والتوصيات الآتية:

 

الديباجة

يحيي المؤتمر الجهود المتعاظمة التي يبذلها الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه نصرة للأقصى والمقدسات وهم يبذلون في سبيل ذلك المهج والأرواح والغالي والنفيس كما يحيي صمود الأسرى ويدعو إلى المزيد من بذل الجهود لمقاومة اقتحام المسجد الأقصى في تناصر وتآزر.

ويدعو المؤتمر الأمة الإسلامية والعربية وسائر الأمم إلى التضامن مع القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بإطلاق فعاليات جماهيرية وخطب الجمعة نصرة للقدس والمسجد الأقصى ردا على الاقتحامات والانتهاكات اليومية. 

 

 

قرارات المؤتمر وتوصياته:

 

أولا: في مجال الوحدة الإسلامية

  1. إن الوحدة فريضة شرعية وضرورية واقعية، يجب أن تكون هي خيار الأمة الاستراتيجي لتحقيق نهضتها وتقدمها، ولتحرير فلسطين والمسجد الأقصى. ومن فضل الله على هذه الأمة أن موجهات الوحدة وأسبابها ومؤثراتها كثيرة، وعلى رأسها العقيدة الواحدة والهوية الثقافية الواحدة وكذلك القدس والمسجد الأقصى والأرض المباركة تجمعنا وتوحدنا، فلا أحد من المسلمين يختلف في هذه القضية. وحقا فإن الوحدة الإسلامية قائمة حقا بين الشعوب المسلمة ولكنهم بحاجة إلى تفعيلها في النفوس والاتجاهات والعمل الجاد المستمر البناء.
  2. يجب أن تنعكس الوحدة على المناهج التربوية والتعليمية والدعوية والاجتماعية، وأن تعزز من خلال العمل الدعوي المشترك والأنشطة النافعة والمؤثرة.
  3. ضرورة تطوير الخطاب الدعوي بحيث يشمل التأصيل مع التجديد، ويركز فيه على القواسم المشتركة والمبادئ الإسلامية العامة الجامعة، وعلى رأسها قضية المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف.
  4. ضرورة العناية بالتدرج في الوصول إلى الوحدة، وذلك بإزالة العقبات أولا والبدء بالخطوات العملية المدروسة والتركيز على إدارة الخلاف بشكل حضاري ثانيا

وبناء على ذلك، فيجب البدء بالمصالحة الشاملة، والبدء بالتعاون البناء في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويمكن الاستفادة من التجارب الحية لبعض الدول حيث بدأت بالسوق الاقتصادية المشتركة حتى وصلت إلى الوحدة في البرلمان والعملة والقرارات والمواقف العامة.

  1. ضرورة العمل الجاد لتوحيد الفصائل والحركات الفلسطينية وكذلك الحركات الإسلامية والوطنية للانطلاق من وحدتهم إلى وحدة الأمة.

 

ثانيا: تحرير المسجد الأقصى والقدس الشريف:

 

بما أن المعركة مع المحتلين لقبلتنا وقدسنا وأرضنا المباركة معركة شاملة، فإن مؤتمر قمة العلماء يدعو جميع من يؤمن بعدالة هذه القضية إلى العمل على تفعيل ما يؤمن به في جميع المجالات، وتحقيق شروط النصر التي ذكرها القرآن الكريم في سورة الإسراء وهي تكوين الأمة العابدة الواحدة المخلصة لله تعالى (عبادا لنا) والأخذ بجميع عناصر القوة المادية والمعنوية والعلمية والتقنية والتكنولوجية (أولي بأس شديد) والوصول إلى إعلام عالمي قوي ومؤثر ليكون قادرا على فضح جرائم المحتلين ويجعلهم سيء الوجوه (ليسئوا وجوهكم) ومع كل ذلك يكونون ملتزمين بمرجعية الكتاب والسنة ومقتضياتهما (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).

 

وبناء على ذلك يدعو المؤتمر إلى:

1. يدعو أمتنا إلى توحيد مكوناتها وحشد طاقاتها لخدمة هذه القضية بجميع وسائلها وأدواتها من الدعم الشامل لأهل القدس خاصة ولأهل فلسطين عامة، والعمل الجاد والمقاومة والجهاد لتحرير أرضنا المحتلة.

وداخل الأمة الإسلامية يدعو المؤتمر:

أ) قادة الأمة الإسلامية والعربية للقيام بدورهم ومسؤوليتهم العظام أمام هذه القضية وبذل الجهود الشاملة للوصول إلى التحرير.

  •  يدعو العلماء إلى التوعية بهذه القضية العادلة قضيتنا الأولى، وتعبئة الجماهير وحشد طاقاتها للتحرير ويدعوهم إلى التحرك السريع والدائم بين البلاد وتشكيل الوفود للالتقاء بالأمراء والعلماء وأصحاب الفكر وأرباب الأموال.
  •  يدعو الإعلاميين المختصين بجميع أنواع الإعلام ووسائله والتواصل الاجتماعي إلى بذل المزيد لعرض القضية بصورة أكثر تأثيرا في العالم، ولبيان جرائم المحتلين وفضحهم على الصعيد العالمي.
  •  يدعو أرباب الأموال إلى مزيد من البذل والعطاء لخدمة أهلنا في فلسطين بصورة عامة ولصالح المسجد الأقصى والمؤسسات التعليمية والصحية.
  • يدعو المؤتمر كل دولة من الدول الإسلامية لتشكيل لجنة القدس والأقصى والتنسيق مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتوحيد الجهود لخدمة قضيتنا الأولى.
  • يدعو جميع الفلسطينيين الذين يجمعهم الانتماء إلى الأرض بجميع مكوناتهم الدينية والأيديولوجية والفكرية والسياسية إلى الاتفاق على وحدة الأهداف والثوابت المشتركة والكلمة الجامعة، وبذل كل جهودهم للوصول إلى تحرير قبلتنا وأرضنا المحتلة.

 

2. يدعو المؤتمر المجتمع الإنساني والمؤسسات التي تؤمن بحقوق الإنسان وتقف ضد الظلم والاحتلال والعدوان إلى القيام بمسؤولياتهم الإنسانية تجاه هذه القضية العادلة.

 

التوصيات

يوصي مؤتمر قمة العلماء بما يلي:

  1. الدعوة إلى تبني مشروع ثقافي وأدبي حول القدس، ومشروع موسوعة الوحدة الإسلامية وتشكيل لجنة علمية لإعداد علمي مدروس تعني بوضع أبواب المشروع والموسوعة واستكتاب العلماء المختصين للكتابة فيها، واعتماد لجنة تحكيم للموسوعة لاعتماد الأبحاث المقدمة، ويكون الغرض من الموسوعة هو بث أهمية الوحدة وسبل تحقيقها والتجارب السابقة والمعاصرة والتحديات التي تعتصرها ورموز دعاتها ونحو ذلك بالتعاون مع المؤسسة ذات الصلة لا سيما مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية بيت المقدس. 
  2. تشكيل لجنة عليا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و(ماي أقصى) ومن غيرهما تهتم بالتواصل مع الحركات والتوجهات الإسلامية والوطنية المختلفة بغرض توحيدها على الثوابت وتحقيق التكامل بينها فيستفاد من كل حركة بما تتقنه من مهارات وخبرات وتنقل هذه الخبرات للحركات الأخرى، وذلك بغرض تقوية حراك الأمة الفعال لتكون هذه الحركات أكثر قدرة وفاعلية في تقديم رؤيتها للوحدة الإسلامية وتفعيل مساهمتها في التحرير.
  3. حث الشباب من الجنسيين على تقديم مبادرات وابتكار برامج وأعمال مبدعة لخدمة القدس وفلسطين، وتبني المبادرات المتميزة ودعمها من قبل المجتمع ومؤسساته.
  4. تشكيل لجان ميدانية متمثلة من جميع التوجهات للعمل ضمن برامج عمل دعوية ولتحقيق مبدأ الشراكة الحقيقية على أرض الواقع وضمن ما هو متفق عليه.
  5. إنشاء وكالة دولية لدعم قضية بيت المقدس بصورة خاصة والفلسطينية بصورة عامة.
  6. قيام العلماء في كل بلد بتشكيل لجنة رسمية مسموح بها قانونا لخدمة القضية الفلسطينية للتواصل مع الجهات المؤثرة والمؤسسات المدنية لشرح عدالة القضية ولتفصيل القواسم المشتركة لصالح الأقصى والقدس الشريف.
  7. دعوة الأمة الإسلامية إلى إنشاء أوقاف كبيرة داخل القدس الشريف لصالح المسجد الأقصى بالتنسيق التام والتعاون مع المؤسسات الرسمية الأردنية والفلسطينية.
  8. تشكيل لجنة دائمة لمتابعة القرارات والتوصيات والتواصل مع العالم الإسلامي ومؤسساته وكذلك مع المؤسسات الإنسانية والحقوقية في العالم، يكون مقرها الدائم في كولالمبور بماليزيا، ولها الحق في إنشاء فروع في الخارج.
  9.  دعوة العلماء والباحثين إلى مراجعة الفتوى الخاصة بزيارة المسجد الأقصى من خلال ندوة علمية يقوم بها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تتم فيها مناقشته الموضوع بصورة علمية بالتنسيق مع علماء فلسطين وغيرهم، للوصول إلى قرار منضبط بضوابط الشرع والمصلحة.
  10.  دعوة النساء في مختلف المجالات للقيام بدورهن العظيم في خدمة الأقصى والقدس بجميع الوسائل المتاحة بما فيها الوسائل الجديدة الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، ودعوة العالمات المسلمات للمشاركة العلمية والعملية في نصرة القضية.
  11. دعوة علماء القانون والحقوق في العالم الإسلامي وغيره لنصرة القضية من خلال الدفاع عنها ورفع الدعاوى ضد المحتلين في المحاكم الدولية لينالوا عقابهم في الدنيا قبل الآخرة.
  12.  القيام في كل قطر بعقد مؤتمرات شبيهة بهذا المؤتمر وعقد ندوات وورش عمل يدعى لها المتخصصون في جميع المجالات لحشد طاقات الأمة لقضيتها الأولى، وللوصول إلى الخطة الاستراتيجية والبرامج المرحلية تظهر فيها كيفية التنفيذ والأولوية للوحدة وللتحرير.
  13.  دعوة وزارات التعليم والتربية والأوقاف إلى وضع كل ما يتعلق بالقدس والأقصى والقضية الفلسطينية في مناهج المدارس والجامعات والمعاهد وبرامجها وأن تخصص موضوعات حولها في رسائل الماجستير والدكتوراه.
  14.  المساهمة على تخفيف البطالة والفقر في القدس وفلسطين من خلال البرامج التنموية، والاستفادة من العمل بنظام أونلاين (online) لتشغيل العديد من الشباب في الوظائف عن الطريق الإنترنت.
  15.  الدعوة إلى إحياء الجبهة العالمية لإنقاذ القدس، والتي أنشئت من قبل كبار علماء الإسلام في عام 1967 بعد سقوط القدس بيد الصهاينة تنفيذا لمقررات مؤتمر العالم الإسلامي الذي انعقد في عمان في شهر أيلول 1967، وتقوم فكرة هذه الجبهة على فتح المجال لجميع أبناء الأمة الإسلامية للانضمام إليها سواء أكانوا من العلماء أم من غيرهم من السياسيين أو المفكرين أو الاقتصاديين أو عامة الناس، ويمكن أن يكلف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة علماء فلسطين في الداخل والخارج بتقديم تصور مبدئي لهذه الجبهة.
  16.  تشكيل لجنة علمائية عالمية تختص بالإصلاح، ولم شمل الأمة الإسلامية والتقريب بين مكوناتها، وأحزابها، ومذاهبها وتشجيعها على العمل المشترك والتعاون في القضايا المصيرية الكبرى للأمة للوصول إلى الوحدة المنشودة.
  17. الدعوة إلى إعادة الدور القيادي للمساجد من خلال إعداد خطبائها إعدادا جيدا، وتزويدهم وتدريبهم بالوسائل الحديثة للإلقاء والتأثير، واختيار الموضوعات المهمة وبخاصة ما يتعلق بالأقصى والقدس وفلسطين، وذلك من خلال إنشاء المعاهد الشرعية الدعوية المتطورة التي تكون قادرة على صناعة جيل قوي من العلماء والدعاة والخطباء.
  18.  الدعوة إلى إعطاء المكانة اللائقة للمؤسسات الدينية وعلمائها حتى تكون قادرة على أداء دورها.
  19.  العناية القصوى بالأسرة المسلمة وحمايتها من الضياع، ومن موجات التحلل والتفكك ومخالفة الفطرة، فتلك من أسس قوة المجتمع وقدرته على مواجهة التحديات.
  20.  الدعوة إلى مقاطعة الكيان الصهيوني المحتل سياسيا واقتصاديا، وإلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، وتوعية المسلمين بضرورة ذلك.
  21.  الدعوة إلى نبذ السياسات الاصطدامية والسياسية في الأقطار لإيقاف كافة أشكال النزاعات بين مكونات الأمة والبدء بحوار جاد.
  22.  يؤكد المؤتمر على حرمة التطبيع من جميع أشكاله وخطورة آثاره على وحدة الأمة ومقدساتها، وأنه خيانة عظمى وعلى خطورة ما يسمى بالديانة الإبراهيمية المزعومة وبطلانها.
  23.  تبني نشر جميع الانتهاكات التي يقوم العدو الصهيوني بها على المقدسات.
  24.  تكليف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتعاون مع هيئة علماء فلسطين وبقية المؤسسات العلمائية بالقيام بميثاق يتضمن ثوابت القضية الفلسطينية التي لا يسع المسلم جهلها.

   

وفي الختام يقدم مؤتمر قمة العلماء شكره وتقديره وثنائه العاطر على ماليزيا ملكا وحكومة وشعبا ولمعالي رئيس الوزراء الأستاذ داتوء سري إسماعيل صبري يعقوب على رعايته للمؤتمر.

والشكر موصول لجميع الأجهزة الإدارية في المطارات وأجهزة الإعلام وللجنة المنظمة التي قامت بعمل عظيم في ترتيب هذا المؤتمر.

 وكذلك يشكر المؤتمر مرة أخرى المسؤولين الكرام على حسن الاستقبال وحسن الضيافة والحفاوة الأخوية البالغة.

 وكذلك يقدم المؤتمر شكره الجزيل وتقديره لمؤسسة (ماي أقصى) ولمؤسسة الدعوة وللاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذين ساهموا في تنظيم هذا المؤتمر بهذا الشكل الطيب من التنظيم الجيد والإدارة الجيدة.

والشكر الجزيل لجميع من تجشموا عناء السفر من السادة العلماء، فجزاهم الله خيرا.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كلمة الشيخ الدكتور عصام البشير نائب رئيس الاتحاد في مؤتمر قمة العلماء المسلمين 2022 حول  القدس والأقصى





السابق
علماء من أجل الأقصى.. الاتحاد فرع فلسطين يشارك في تنظيم مسير العلماء نصرة للمسجد الأقصى

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع