البحث

التفاصيل

تتمة مقاصد التوحيد عمر بن سليمان الأشقر رحمه الله

الرابط المختصر :

تتمة مقاصد التوحيد عمر بن سليمان الأشقر رحمه الله

بقلم: الدكتور انجوغو امباكي صمب – عضو الاتحاد

 

الحلقة الخامسة في ظلال مقاصد التوحيد

  1. مقاصد التوحيد من خلال كتابه (اليوم الآخر)

تحدث الشيخ عمر الأشقر رحمه الله تعالى عن ركن الإيمان باليوم الآخر في الجزء الخامس من سلسلة (العقيدة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة)، وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول وهو (القيامة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى)، ومما ذكره من مقاصد التوحيد في هذا الكتاب (الحكمة من وراء إخفاء وقت وقوعها)، قال رحمه الله ((قد يتساءل البشر قائلين: ما الحكمة من وراء إخفاء الوقت الذي تحل فيه الساعة، وتقوم فيه القيامة؟ والجواب أن إخفاءها له تعلق بصلاح النفس الإنسانية، فوقوعها غيب، والأمر العظيم الذي يستيقن المرء وقوعه، ولكنه لا يدري متى يفجؤه ، ويحل فيه بساحه - يجعل المرء مترقبًا له باستمرار))[1]، وتحدث عن الفوائد والثمرات الناتجة عن معرفة أشراط الساعة، ورد على القائلين بعدم أهميتها وأنها من الفضول والترف العلمي أو الفكري [2]، وذكر من تلك الفوائد والثمرات ((التصديق بهذه الأشراط من الإيمان بالله ، والإيمان برسوله، تثبيت الإيمان وتقويته، تثبيت الإيمان بيوم القيامة، معرفة الواجب فيما تقع من أشراط الساعة عند وقوعها، الاستجابة للحاجة الفطرية لدى إلى التطلع إلى ما يحدث في والرغبة الشديدة إلى معرفة الوقائع والكائنات التي قد تحدث للجنس الإنساني))[3]

والقسم الثاني من كتاب (اليوم الآخر) هو (القيامة الكبرى)، وهو مخصص لما بعد الموت من البرزخ إلى دخول الجنة أو النار، وقد تحدث في بعض فصوله عن شيء من المقاصد والحكم المتعلقة بهذا الركن العظيم، ففي الفصل العاشر (الحساب والجزاء): ذكر القواعد التي يحاسب العباد على أساسها وهي ((العدل التام الذي لا يشوبه ظلم، لا يؤخذ أحد بجريرة غيره، إطلاع العباد على ما قدموا من أعمال، مضاعفة الحسنات دون السيئات، إقامة الشهود على الكفرة والمنافقين)) [4].

وأما القسم الأخير من أقسام كتاب ( اليوم الآخر ) فهو ( الجنة والنار ) ومن مقاصد التوحيد وأسرارها التي تحدث عنها في هذا القسم : ما ذكره في الباب الأول (النار)، عن (أعظم جرائم الخالدين في النار) ، حيث قال رحمه الله في تحديدها (لقد أطال القرآن في تبيان جرائم الخالدين الذين استحقوا بها الخلود في النيران، ونحن نذكر هنا أهمها : الكفر والشرك...، عدم القيام بالتكاليف الشرعية مع التكذيب بيوم الدين وترك الالتزام بالضوابط الشرعية...، طاعة رؤساء الضلال وزعماء الكفر فيما قرروه من مبادئ الضلال وخطوات الكفر التي تصد عن دين الله ومتابعة المرسلين...، النفاق، الكبر ) [5]، وتحدث عن  (جملة الجرائم التي تدخل النار)، و نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله جملة من أسباب دخول النار وهي ( الإشراك بالله تعالى، والتكذيب، للرسل، والكفر، والحسد، والكذب، والخيانة، والظلم، والفواحش، والغدر، وقطيعة الرحم، والجبن عن الجهاد، والبخل، واختلاف السر والعلانية، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والجزع عند المصائب، والفخر والبطر عند النعم، وترك فرائض الله، واعتداء حدوده، وانتهاك حرماته، وخوف المخلوق دون الخالق، والعمل رياءً وسمعة، ومخالفة الكتاب والسنة، أي اعتقادًا وعملًا، وطاعة المخلوق في معصية الخالق، والتعصب للباطل، واستهزاء بآيات الله، وجحد الحق، والكتمان لما يجب إظهاره من علم وشهادة، والسحر، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، والربا، والفرار من الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) [6]، وتحدث أيضًا عن  (الذنوب المتوعد عليها بالنار) وذكر بعض الذنوب التي جاءت النصوص مخبرة أن أهلها يعذبون بسببها في النار، وهي : (الفرق المخالفة للسنة، الممتنعون من الهجرة، الجائرون في الحكم، الكذب على الرسول الله صلى الله عليه وسلم، الكبر، قاتل النفس بغير حق، أكلة الربا، أكلة أموال الناس بالباطل، المصورون، الركون إلى الظالمين، الكاسيات العاريات والذين يجلدون ظهور الناس، الذين يعذبون الحيوان، عدم الإخلاص في طلب العلم،  الذين يشربون في آنية الذهب والفضة، الذي يقطع السدر الذي يظل الناس، المنتحر) [7]، وتحدث عن (أكثر من يدخل النار النساء) وذكر سبب كون النساء أكثر من يدخل الناس، ورد على الشبهات المثارة حول النصوص الواردة في ذلك ، فقال رحمه الله بعد أورد الأدلة وكلام أهل العلم في المسألة (( ومع ذلك ففيهن صالحات كثير، يقمن حدود الله، ويلتزمن شريعته ويطعن الله ورسوله، ويدخل منهن الجنة خلق كثير، وفيهن من يسبقن كثيرًا من الرجال بإيمانهن وأعمالهن الصالحة ))[8].

وفي الباب الثاني المخصص بالحديث عن الجنة ، وفي الفصل الرابع منه ( أصحاب الجنة) ، قال رحمه الله (( أصحاب الجنة هم المؤمنون الموحدون، فكل من أشرك بالله أو كفر به، أو كذب بأصل من أصول الإيمان فإنه يحرم من الجنان، ويكون في النيران)) [9]، ثم أورد بعض الأدلة في من يستحق دخول الجنة بفضله ورحمته، وفي المبحث الحادي عشرة ( الجنة ليست ثمنًا للعمل) ذكر أن الجنة شيء عظيم، لا يمكن أن يناله المرء بأعماله التي عملها، وإنما تنال برحمة الله وفضله ، وأتى بأدلة على أن العمل سبب لدخول الجنة وليست ثمنًا لها، ونقل في ذلك كلام أهل العلم وردودهم على المخالفين في هذه المسألة .[10] 

  1. مقاصد التوحيد من خلال كتابه (القضاء والقدر).

وهذا الكتاب هو الجزء الأخير من هذه الموسوعة المباركة في العقيدة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة، وفي الفصل الخامس منه ( المذاهب  في القدر): تكلم عن الانحرافات الواقعة في هذا الباب، ما بين قدرية وجبرية ، وذكر ما ترتبت عن انحراف كل من الفرقتين من الآثار السلبية في دين الناس وحياتهم، وفي الفصل السابع تعرض لحقيقة غفل عنها كثير من الناس في هذا الزمان وهي براءة الإسلام من الدعوة إلى التخاذل والكسل والخمول الذي أصاب قطاعًا كبيرًا من الأمة الإسلامية عبر العصور باسم الإيمان بالقدر، وأن السبب في  ذلك هو انحراف المسلمين في باب القدر حيث لم يفقهوه على وجهه، وأن من تأمل في عقيدة القدر التي جاء بها الإسلام وجد لها ثمارًا كبيرة طيبة، كانت ولازالت سببًا في صلاح الفرد والأمة [11]، ثم ختم الكتاب بذكر بعض ثمار ومنافع الإيمان بالقضاء والقدر: (الإيمان بالقدر طريق الخلاص من الشرك، الاستقامة على منهج سواء في السراء والضراء، المؤمن بالقدر دائمًا على حذر، مواجهة الصعاب والأخطار بقلب ثابت)[12].

الحلقة الرابعة: "مقاصد التوحيد عند الشيخ عمر بن سليمان الأشقر رحمه الله من خلال كتابه (سلسلة العقيدة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة)".

يتبع ......

 

[1] القيامة الصغرى، تأليف عمر بن سليمان الأشقر ص 120 ، الناشر دار النفائس للنشر والتوزيع – الأردن 1411 هجرية

[2] القيامة الصغرى، ص 128

[3] انظر : المصدر السابق، ص 130 وما بعدها

[4] القيامة الكبرى، تأليف عمر بن سليمان الأشقر ص 203 ، الناشر دار النفائس للنشر والتوزيع، الأردن 1415 هجرية .

[5] الجنة والنار ،  تأليف عمر بن سليمان لأشقر ص 53 فما بعدها ، الناشر دار النفائس للنشر والتوزيع- الأردن 1418 هجرية

[6] المصدر نفسه ، ص 57

[7] المصد السابق ، ص 71

[8] المصدر السابق ، ص 84

[9] المصدر السابق ، ص 185

[10] انظر: الجنة والنار، ص 218

[11] انظر: القضاء والقدر ، تأليف عمر بن سليمان الأشقر ص 109، الناشر دار النفائس للنشر والتوزيع1425 هجرية

[12] المصدر نفسه ، ص 109





التالي
بدؤوا الزحف نحوه فجرا.. 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الأولى من رمضان في الأقصى
السابق
الصيام وتصحيح الرؤية (2/1)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع