البحث

التفاصيل

في ذكرى معجزة الإسراء والمعراج (3\6)

الرابط المختصر :

في ذكرى معجزة الإسراء والمعراج (3\6)

الدروس المستفادة من هذه المعجزة الكبرى:

د.  زغلو النجار

أولا: الإيمان بطلاقة القدرة الإلهية التي لا تحدها حدود والتي أسرت برسول الله ﷺ من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ثم عرجت به إلى سدرة المنتهى عبر السموات السبع، ثم أعادته إلى بيت المقدس ليصلي إماما بجميع أنبياء الله تأكيدا لمقامه ﷺ، ثم رجعت به إلى بيته في مكة المكرمة ليجد فراشه لا يزال دافئا. فقد أوقف الله تعالى له الزمن، وطوى المكان، ولا يقدر على ذلك إلا رب العالمين. وهنا يجدر التأكيد على أن كلا من الزمان والمكان من خلق الله، وأن الله تعالى قادر على إيقاف الزمن، وعلى طي المكان لمن يشاء من عباده.

ولكي ندرك ضخامة هذه المسافات أذكر: أن أبعد نجم أدركه الفلكيون في السماء الدنيا يبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 9 بليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية تقدر بنحو (9,5 مليون مليون كم)، بمعنى أنه لو فرضنا جدلا أن الإنسان تمكن من صنع مركبة فضائية تتحرك بسرعة الضوء (وهذا مستحيل)، فإنه سوف يحتاج إلى 9 بليون سنة ليصل إلى آخر ما نرى من نجوم السماء الدنيا. فما بالنا بست سموات فوق ذلك إلى سدرة المنتهى، حيث شرف المصطفى ﷺ بالمثول بين يدي ربه، وتلقى منه الأمر بخمس صلوات في اليوم والليلة.

ثانيا: الإيمان بأن الله تعالى الذي خلق كلا من المادة والطاقة، والمكان والزمان، هو فوق ذلك كله، ومنزه عن جميع صفات خلقه، وعن كل وصف لا يليق بجلاله، فلا تحده حدود أي من المكان أو الزمان، ولا حدود أي من المادة أو الطاقة، وهو تعالى قادر على إفناء خلقه وعلى إعادة بعثه.

ثالثا: التأكيد على مقام رسول الله ﷺ عند رب العالمين، فهو أحب خلق الله إليه، ولذلك أوصله إلى مقام لم يصل إليه غيره، ووضعه على رأس سلسلة الأنبياء والمرسلين، وهو خاتمهم أجمعين، ولذلك صلى بهم إماما في القدس الشريف،  وجعل شريعته الخاتمة ناسخة لجميع شرائعهم. وفي ذلك أمرإلى جميع  من يدعون إتباع  نبي من الأنبياء السابقين بضرورة الإيمان بهذا النبي الخاتم، وبالقرآن الكريم  الذي أوحى إليه واتباع الدين الذي جاء به، إعلانا بعموم رسالته التي اكتمل بها الدين، وتمت بها النعمة التي أصبحت واجبة على  الخلق أجمعين.

رابعا: الإشارة إلى ضرورة الإيمان بوحدة رسالة السماء، وبالأخوة بين الأنبياء، وبين الناس جميعا، وهي قيم إسلامية أكدتها إمامة رسول الله ﷺ لجميع أنبياء الله ورسله في الصلاة بهم بالمسجد الأقصى، وعالم اليوم المضطرب بالفتن والمظالم، والغارق في بحار من  المؤامرات المستترة والمعلنة، وما يرافقها من بحار الدماء والأشلاء، والخراب والدمار، ما أحوجه إلى استعادة هذه القيم الربانية السامية من جديد!!

#زغلول_النجار #الإعجاز_العلمي #الاسراء_و_المعراج #المسجد_الحرام #الأقصى #القدس





التالي
“المبادرة المغربية” تنظم مهرجانا خطابيا حول “دور العلماء في نصرة فلسطين وحماية الأمة من الاختراق الصهيوني”
السابق
الأمم المتحدة: تلقينا 9 بالمئة فقط من التمويل اللازم لنازحي اليمن

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع