البحث

التفاصيل

(املئ ليوم العطش)

الرابط المختصر :

(املئ ليوم العطش)

م. احمد المحمدي المغاوري

إملأ قلبك بالإيمان وجوارحك بالإحسان لكي تشرب منهم ساعة العطش والحرمان، ستحتاج في ساعات تقلبات الدهر وتداول الأيام  (وتلك الأيام نداولها بين الناس) فهذا الملئ هو المعين على الثبات في الدنيا والآخرة ، (ملئ) يعيننا على ان نرى الحق حيث كان ،ملئ يجعل  الأمر واضحا لا ريب فيه ،

 ففي هذه الانحاء يقول البعض لقد ماتت الحقيقه فهل ضاعت انسانية العالم ؟ أبدا ما ضاعت ، فالحقيقة واضحة وضوح الشمس ولن يراها إلا من كان له رصيد إيماني وعملي يرى الحقيقة به اهله(هم غرباء هذا الزمن) فطوبى لهم ، يتابعون السير الى الله وهم على نور منه سبحانه ، نور يقذفه الله في قلبوهم فهم(يحبهم ويحبونه) قلب راعا الله وخشيه بالغيب ، فحين يمتلأ القلب بنور الإيمان بالله ويتبعه العمل الصالح يظهر اثر ذلك في  اللحظات الحرجه من حياته وحياة الأمه قال تعالى (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )(52)الشورى.

انها لحظات الصدق التي يعيشها رجل الحق وهو على يقين ونور من ربه ، نور ملأ القلب فتحركت به الجوارح بالعمل ، فيرى به الحق من الباطل والحق ابلج( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) النور .

فما هو واجب اللحظه.

 المطلوب : - ان نملئ اوعيتنا(قلوبنا) ولنفرغها بنشر الخير بين الناس قبل الرحيل

قرأت مقوله من أجمل ما قرأت ، ما قاله (تود هنري) في كتابه "لا تذهب إلى قبرك  وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك" واختر دائماً أن تموت فارغاً "فمُت فارغاً !!! انتهى كلامه.انه تعبير بليغ جديد وفريد ، ففي الوهلة الأولى ظننت ساخرا من المقوله وقلت شيء عادي !! مت فارغاً !؟ لكنها تحمل بعدا ومعنا اعمق  ومعناً بليغا أي من هموم الدنيا ومن آلامها ومن المعاصي والآثام ومن كل شيء، ولكنني تفاجأت بمعنى هذا المصطلح الجديد  أي مت فارغاً !!

مت فارغا من كل الخير الذي في داخلك.اي سلّمه وابذله قبل أن ترحل  إذا كنت تملك فكرة نفذها وإذا كنت تملك علما بلّغه فخيركم من تعلم العلم وعلمه كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وإذا كنت تملك هدفا حققه، وإذا كنت تملك حُبا للناس أنشره ووزّعه لا تكتم الخير  في داخلك ، فتموت ممتلئا متخوماً، وتكون لقمة سائغةً لذيذة لدود الأرض! بل اغرس هنا لتحصد هناك اذا وقعت الواقعه.وذلك هو قمة الاحسان.

حينئذ فهمت معنى قوله عليه الصلاة والسلام (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)

على هذا عاش الانبياء والأصفياء والأتقياء وعليه ماتوا ، قال تعالى (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) المائده.

لذا ستبقى الحقيقة

قال تعالى (وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ) يونس 82

فلنعش بالتفاؤل والأمل، أمل يسبقه الإيمان ويتبعه العمل قال تعالى (ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَـَٔابٍۢ) 29 الرعد

 لنبذل الوسع فقط، قال تعالى( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7)الطلاق، نعم لنبذل الوسع، فعلى هذا سنسأل عن النعيم (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) التكاثر ، نعيم الإيمان والإسلام وفهمه والصحة والفراغ (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ابراهيم .فاملأ روحك وانفق الخير وسارع به ولنفرغ ما لدينا من طاقات إيجابية حتى الممات وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه :«ارتحلت الدُّنيا مدبرةً، وارتحلت الآخرة مقبلةً، ولكلِّ واحدةٍ منهما بّنُونَ، فكونوا من أبناءِ الآخرةِ، ولا تكونوا من أبناءِ الدنيا؛ فإنَّ اليومَ عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عملٌ»

قال  تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )الحشر.وقال تعالى( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)الزمر.

قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية)

ابشروا سيجعل الله بعد عسرا يسرا فصبر جميل

لذلك اكرر ما هو المطلوب؟ لنزرع ونملئ هنا ونفرغ الخير ونحسن كما احسن الله إلينا ، لنحصد ونجني ونشرب هناك إذا وقعت الواقعه.

وابشر اخي فإن وعد الله حق

إن للحق رجالا

 

 





التالي
فلسطين.. وقفة تضامنية في غزة مع الأسرى المرضى

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع