البحث

التفاصيل

الاتحاد يحذر الحكومة العراقية من سياسة الإقصاء، ويُفتي بحرمة المشاركة في الاقتتال الطائفي والعرقي

الرابط المختصر :

الدوحة في:  12 محرم 1434هـ                             

الموافق: 26 نوفمبر 2012م

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يدعو الحكومة العراقية أن تضم جميع العراقيين، ويحذر من سياسة الإقصاء، وتسييس الأحكام القضائية، ويُفتي بحرمة المشاركة في الاقتتال الطائفي والعرقي

 

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛

تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق الأحداث السياسية الجارية في العراق، والأزمات المتتابعة التي تفتعلها الحكومة العراقية: تارة مع إقليم كوردستان، وذلك بتشكيل قوات دجلة وإثارة الخلافات في المناطق المتنازع عليها، وهي خلافات لا زالت قائمة وقابلة للتفجير في أي وقت، وتارة أخرى مع القائمة العراقية بعد أن داهمت قوة عسكرية تابعة لمكتب المالكي مكتب وزير المالية: رافع العيساوي، القيادي في القائمة العراقية، واعتقلت مسؤول الحماية وعددا من الجنود، ووجهت لهم تهمة التورط في "عمليات إرهابية"، مما يذكّر بما حدث مع الأستاذ طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي الذي حُكم عليه بالإعدام!!

وكأن حكومة العراق قد ألقت عن كاهلها مسؤوليات التنمية الشاملة، والقضاء على الفقر ومكافحة البطالة، ناهيك عن الفساد الشامل الذي تفوح رائحته في كل مكان، حتى صنف العراق ضمن أكثر البلاد فسادًا في العالم، ثم ما فتئت تثير الأزمات بدل أن تحلها.

وأمام هذه الأوضاع الخطيرة وخوفا من أن تنزلق العراق إلى ما لا يحمد عقباه، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى ويؤكد ما يلي:

أولاً: يدعو الاتحاد الحكومة العراقية إلى أن تعمل لصالح جميع العراقيين، على أسس العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، دون إقصاء لطرف على حساب آخر، فإن سياسة الإقصاء المتعمد لأهل السنة من المناصب العليا، وإلصاق التهم بهم - وخصوصا في هذا الظرف الراهن - يهدِّد بالتمزق وإثارة الفتن الطائفية داخل العراق.

ثانيًا: يدعو الاتحاد الحكومة العراقية إلى محاسبة كل من ارتكب جريمة في حق العراقيين الشرفاء، من أفراد الأجهزة الأمنية  وغيرهم؛ لينالوا جزاءهم العادل، ويحذر من منح مرتكبي هذه الجرائم الحصانة التي تدعو لاقتراف المزيد منها.

ثالثًا: يدعو الاتحاد مكونات الشعب العراقي كله إلى توحيد صفوفهم والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الفتن والتناحر بينهم، وحل كل خلافاتهم بالحوار، واعتبار العراق وطنا للجميع، وينبغي أن يدار من قِبَل الجميع، ولا يمكن لأي طائفة أو جهة أن تستأثر به وتقصي الآخرين.

رابعًا: يؤكد الاتحاد على أهمية أن تتحلى فصائل العراق وأحزابه بالعمل وفق أجندات وطنية، بعيدة عن كل تأثير لأي جهة إقليمية أو دولية.

خامسًا: يطالب الاتحاد الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والحكومات، والشعوب العربية والإسلامية بمزيد من الاهتمام بشأن العراق والوقوف إلى جانبه في هذه الفترة العصيبة، وذلك بدعوة كل الفرقاء السياسيين إلى مؤتمر حوار حقيقي، لا يستثنى فيه أحد، بما في ذلك قوى المقاومة ليتم رسم خارطة طريق يشارك في رسمها كل هذه القوى مجتمعة بمساعدة إخوانهم من العرب والمسلمين.

سادسًا: يستنكر الاتحاد العالمي  تهديد أحد كبار المسؤولين في الحكومة العراقية بأن الحرب في العراق ستكون بين العرب والأكراد ، ويراه قولا غير مقبول شرعًا، وغير مسؤول سياسة، فأخوة الإسلام التي جمعت العرب والكرد أقوى بكثير من أن يهددها أيّ شخص مهما كان منصبه، بل سيتحطم على صخرتها كل كيد أو مكر.

ومن المعلوم أن الاسلام حرم العصبية الجاهلية وحذر من الدعوة إليها ، بل فرض الوحدة الإسلامية، وجعلها فريضة شرعية وضرورة قومية، فقال تعالى: }وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{ (سورة آل عمران: 103) وقال سبحانه : }وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ { (سورة الأنفال: 64).  

سابعًا: يُفتي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويدعو الجهات العلمية ومراكز الفتوى وعلماء المسلمين في العالم العربي والإسلامي إلى الإفتاء بحرمة الاقتتال بين المسلمين مطلقا، لأنه – بالإضافة الى أنه من الكبائر الموبقات –يمزق العالم الإسلامي على أساس فتنة طائفية كبرى يكون الرابح فيها أعداء الإسلام والمسلمين، وهذا من التفرق المذموم الذي سماه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كفرًا في وصيته الجامعة في حجة الوداع (... لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض) (متفق عليه) والأدلة من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصى في ذلك.

 

وفي الختام فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومن منطلق حرصه الشديد على العراق ووحدته، ورغبته في درء الفتن عنه، يجدد استعداده للقيام بأيّ دور تصالحي يجمع شمل الوطن ويؤلف بين العراقيين.

 

ندعو الله تعالى أن يحفظ العراق وأهله من كل سوء، وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع كلمتهم على الهدى، وقلوبهم على التقى، وعزائمهم على عمل الخير وخير العمل.

                                     والله المستعان

أ.د علي القره داغي                                                                 أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                                                               رئيس الاتحاد





التالي
بيان وفتوى بحرمة التقاعس وأن الادلاء بالصوت فريضة
السابق
الاتحاد إلى الأخذ بسعة الشريعة في جواز تولي المرأة وغير المسلم مناصب تنفيذية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع