البحث

التفاصيل

رمضان شهر القيام

الرابط المختصر :

رمضان شهر القيام

مجالس رمضانية للشيخ الدكتور سلمان العودة

الحلقة السادسة

رمضان شهر القيام، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ١ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا٢ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا٤ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا٥﴾ [المزمل: 1-5].

دعوة إلى النهوض والمناجاة، وإعداد للمهمة الثقيلة التي تنوء بحملها الجبال الراسيات.

يقول سبحانه في صفة عباده المحسنين: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ١٨﴾ [الذاريات: 17-18].

وفي «صحيح مسلم» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أفضلُ الصلاة بعد الفريضة: صلاةُ الليل».

وفي «جامع الترمذي» عن عبد الله بن سلَام رضي الله عنه قال: لما قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، انجفَلَ الناس إليه، وقيل: قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فجئتُ في الناس لأنظر إليه، فلما اسْتبنتُ وجهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذَّاب، وكان أولُ شيء تكلَّم به أن قال: «أيها الناسُ، أَفْشُوا السَّلامَ، وأَطْعِموا الطَّعامَ، وصلُّوا والناسُ نيامٌ، تدخلوا الجنةَ بسلَامٍ».

فضل قيام الليل عظيم، بدلالة تلك النصوص، وهو دأب الصالحين، وصفة المؤمنين، وشعار الناجين، ومن الحكمة أن يكون للمسلم من ذلك حظٌّ قلَّ أو كَثُرَ.

وفي قيام رمضان خاصة يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم -في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه-: «مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه».

وقد ثبت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قام بأصحابه في رمضان، كما في «الصحيحين» من حديث عائشة رضي الله عنها، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلَّى في المسجد، فصلَّى رجالٌ بصلاته، فأصبَح الناسُ فتحدَّثوا؛ فاجتمَع أكثرُ منهم، فصلَّوا معه، فأصبَح الناسُ فتحدَّثوا؛ فكَثُرَ أهلُ المسجد من الليلة الثالثة، فخرَج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فصلُّوا بصلاته، فلما كانت الليلةُ الرابعةُ، عَجَزَ المسجدُ عن أهله، فلم يخرج إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَطَفِقَ رجالٌ منهم يقولونَ: الصلاةَ! فلم يخرج إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى خَرَجَ لصلاة الصبح، فلما قضى الفجرَ أقبلَ على الناس، فتشهَّد، ثم قال: «أما بعدُ، فإنه لم يَخْفَ عليَّ مكانُكُم، لكني خَشِيتُ أن تفرضَ عليكم، فتعجزوا عنها».

ورَوى أهلُ «السنن» عن أبي ذر رضي الله عنه قال: صُمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضانَ، فلم يَقُمْ بنا شيئًا منه، حتى بقيَ سَبْعُ ليالٍ، فقامَ بنا ليلةَ السابعة، حتى مضى نحوٌ من ثلث الليل، ثم كانت الليلةُ السادسةُ التي تليها فلم يقمها، حتى كانت الخامسةُ التي تليها، ثم قام بنا حتى مضى نحوٌ من شَطْر الليل، فقلتُ: يا رسولَ الله، لو نَفَّلْتَنَا بقيةَ ليلتنا هذه. فقال: «إنه مَن قام مع الإمام حتى ينصرفَ، فإنه يَعْدِلُ قيامَ ليلةٍ». ثم كانت الرابعةُ التي تليها، فلم يقمها، حتى كانت الثالثةُ التي تليها، قال: فجمع نساءَهُ وأهلَهُ واجتمعَ الناسُ، قال: فقام بنا حتى خشينا أن يفوتَنَا الفَلَاحُ. قيل: وما الفَلَاحُ؟ قال: السَّحور. قال: ثم لم يقم بنا شيئًا من بقية الشهر.

سبحانَ مَن عنَتِ الوجوهُ لوجههِ

وله سجـودٌ أوجهٌ وجــبـاهُ

طوعًا وكرهًا خـاضـعـين لـعـزِّهِ

فلهُ عليها الطَّوْعُ والإكـــراهُ

سَــلْ عنه ذرَّاتِ الوجــود فـإنَّها

تدعـوهُ مـعـبــودًا لهـا ربَّـاهُ

ما لي إذا ضاقتْ وُجوهُ مـذاهـبـي

أحــــدٌ ألوذُ برُكـنِـه إلَّا هو

حجبتْهُ أسرارُ الجــلالِ فـدونــه

تقِفُ الظُّنونُ وتَخرُسُ الأفواهُ

وحول قيام رمضان تنبيهات:

الأول: حول عدد صلاة التراويح:

فالناس مختلفون اختلافًا كبيرًا في عددها، من إحدى عشرة ركعة، إلى تسع وأربعين ركعة، وما بين هذين العددين، والذي يعنينا في هذا المقام أمور، منها:

أولًا: كم صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

أصح ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يزيدُ في رمضانَ، ولا في غيره على إحدَى عشْرَةَ ركعةً».

لكنه صلى الله عليه وسلم كان يطيلها ويحسنها، كما ذكرت عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث نفسه.

ثانيًا: ما الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم؟

لما توفِّي النبيُّ صلى الله عليه وسلم زال الخوف أن تفرض صلاة التراويح؛ فأمر عمرُ رضي الله عنه المسلمينَ أن يجتمعوا على الصلاة؛ حيثُ دخَل المسجدَ فوجدهم أوزاعًا، يصلِّي الرجلُ لنفسه، ويصلِّي الرجلُ فيصلِّي بصلاته الرجلُ والرجلان والرهطُ... فرأى عمرُ أن يجمعهم على إمام واحد، فأمر أُبَيَّ بنَ كعبٍ وتميمَ بنَ أوسٍ الداريَّ رضي الله عنهما أن يصليا بالناس. فكم -يا تُرى- صليا بالناس؟

ورد في ذلك روايتان:

الأولى: أن عمرَ رضي الله عنه أمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة.

والثانية: أن تميمَ بنَ أوس الداريَّ وأُبَيَّ بنَ كعب رضي الله عنهما صلَّيا بالناس عشرين ركعة.

وفي رواية: إحدى وعشرين ركعة.

وفي رواية: ثلاثًا وعشرين ركعة.

وبعض أهل العلم حكم على رواية: «عشرين»، و«إحدى وعشرين»، و«ثلاث وعشرين» بالشذوذ.

وبعضهم جمع بينها؛ كما فعل الحافظ ابن حجر، حيث قال: «والجمع بين هذه الروايات ممكن، باختلاف الأحوال، ويحتمل أن ذلك الاختلاف بحسب تطويل القراءة وتخفيفها، فحيث يطيل القراءة تقل الركعات وبالعكس».

فهو يُحمل على التنوُّع والتعدُّد بحسب الأحوال وحاجة الناس، فأحيانًا كانوا يصلون إحدى عشرة، وأحيانًا إحدى وعشرين، وأحيانًا ثلاثًا وعشرين، بحسب نشاط الناس وقوتهم، فإن صلُّوا إحدى عشرة، أطالوا حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام، وإن صلُّوا إحدى وعشرين أو ثلاثًا وعشرين، خفَّفوها بحيث لا يشق ذلك على الناس.

وأما رواية «عشرين ركعة»، فعلى عدم حساب الوتر؛ فإنهم كانوا يقومون بعشرين ركعة، ثم يوترون بركعة أو بثلاث، كما رجَّح ذلك البيهقي وغيره.

وثمة احتمال آخر، وهو أن عمر رضي الله عنه أمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة -وهذا لم تختلف فيه الروايات- ولكنَّ أُبيًّا وتميمًا رضي الله عنهما صلَّيا بالناس عشرين، أو إحدى وعشرين، أو ثلاثًا وعشرين؛ فالأمر من عمر بإحدى عشرة، والفعل منهما كان بعشرين، أو إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، وذلك قد يكون بناء على أمر عرض لهما، رأيَا فيه أن المصلحة أن يصليا إحدى وعشرين أو ثلاثًا وعشرين؛ لحاجة الناس إلى ذلك، كأن يكون الناس يستطيلون القيام والركوع والسجود وغيره حينما يصلُّون إحدى عشرة ركعة، فرأوا أن تكون الصلاة إحدى وعشرين، أو ثلاثًا وعشرين، يخفِّفون فيها القيام والركوع والسجود؛ ليكون أمكنَ لهم في العبادة.

والأمر في ذلك قريب، والأظهر أن رواية إحدى عشرة أصح، وأن الأخرى دخلها شيء من الوهم أو اللبس، والله أعلم.

وسواء صلَّى الناس إحدى عشرة، أو إحدى وعشرين، أو ثلاثًا وعشرين؛ فإن الأمر الذي ينبغي التنبيه إليه: أن ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنه لا تجوز الزيادة في التراويح على إحدى عشرة ركعة؛ قول ضعيف، لا ينبغي الالتفات إليه؛ لسببين:

الأول: لأن الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن صلاة الليل، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثْنَى مَثْنَى..».

وهذا الأعرابي ما كان يعرف صفة صلاة الليل، ولم يكن يعلم كم كان صلى الله عليه وسلم يصلِّي، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فأطلق صلى الله عليه وسلم ولم يقيِّد بعدد، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك: «مثنى مثنى» أي: تُسَلِّم من كل ركعتين، ولم يحدِّد له في ذلك عددًا محدودًا؛ بل أطلق الأمر.

الثاني: أن النوافل المطلقة جائزة ليلًا ونهارًا، إلا في أوقات النهي، فلو صلَّى الإنسان قبل الظهر، أو بعد الظهر، أو بعد المغرب، أو بعد العشاء، أو في الضحى ما تيسر له: ركعتين، أو أربعًا، أو عشرًا، أو عشرين؛ فلا بأس، فهذه نوافل مطلقة، وجماهير الأمة - بما فيهم الأئمة الأربعة- على أنها لا تُحدُّ بعدد لا تجوز الزيادة عليه، وإن كان منهم مَن يقول: إن عددًا أفضل من عدد آخر.

قال القاضي عياض في «شرح مسلم»: «ولا خلاف أنه ليس في ذلك حدٌّ يزاد عليه ولا ينقص منه، وأن صلاة الليل من الفضائل والرغائب التي كلما زيد فيها زيد في الأجر والفضل».

التنبيه الثاني: أن الصلاة فرضها ونفلها شُرعت لتهذيب النفوس، وتصفية القلوب وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء، وجعلها متآخية متحابة متقاربة، وهذا من أعظم مقاصد العبادات؛ فإن العبد إذا أقبل على صلاته رقَّ قلبه، وسَمتْ نفسه، فكيف يجوز أو يسوَّغ شرعًا أو عقلًا أن يكون هذا الأمر الذي شُرع لهذه المقاصد السامية مجالًا للخصام والتنافر والتباغض حول مسألة علمية تحتمل البحث والجدل بالتي هي أحسن؟ فهل يجوز أن تتحوَّل العبادة التي شرعها الله تعالى لتهذيب الأمة أفرادًا ومجتمعات ولجمع الكلمة، إلى ميدان لأضداد مقاصدها، فنسأل الله أن يرد الأمة إلى الفقه في دينه، والاجتماع عليه.

إن جمع الكلمة، وسلامة القلب، وطهارة النفس، من مقاصد الشرع المُجْمَع عليها عند جميع المسلمين، أما عدد الركعات فمن المختلف فيه، فكيف نقدِّم العناية بالمختلف فيه على العناية بالْمُجْمَع عليه؟!

التنبيه الثالث: بعض الناس يتتبَّعون الصوتَ الحسن ويصلُّون خلف صاحبه، وهذا لا بأس به؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ، ما أَذِنَ لنبيٍّ حَسَنِ الصوت، يَتَغَنَّى بالقرآن يجهرُ به».

أي: ما استمع الله لشيء مثل استماعه لذلك الصوت.

وللصوت الحسن أثر في سكينة النفس وخشوعها، وغوصها على المعاني، وزوال السآمة والملل والتعب عنها.

وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي موسى رضي الله عنه: «لو رأيتَني وأنا أستمعُ لقراءتك البارحةَ، لقد أوتيتَ مِزمارًا من مَزَاميز آل داودَ». قال: لو علمتُ مكانك، لحبَّرتُ لك تحبيرًا.

وقد أصبح الناسُ يعرفون مساجد تزدحم، وأئمة يُصلِّي خلفهم مئات الألوف في سائر بلاد المسلمين، كالمغرب وقطر والكويت ومصر وليبيا وغيرها، فالحمد لله على ذلك كثيرًا.

على أن صلاة المرء في مسجد حيِّه خير وأولى؛ لما فيها من إحياء المساجد، واجتماع الجيران والتعارف، ومجاهدة النفس.

وقد سُئل الإمام أحمد عن تتبُّع الأئمة، فقال: «انظر ما هو خير لقلبك فافعله».

أي: يبحث المرء عمَّا يعالج قلبه ويقوِّي يقينه، ويختار ما هو أدعى للخشوع والتأثُّر، ولا ينبغي تحجير ما وسَّع الله فيه، وهذا يقود إلى:

التنبيه الرابع: أن من المهم التوسعة في هذه الأمور على الناس؛ فإننا نعلم من هَدي الإسلام أنه دين يسر وسماحة.

ومن نماذج ذلك: ما جاء في الحديث المتفق عليه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع، فجعلوا يسألونه، فقال رجلٌ: لم أشعرْ، فحلقتُ قبل أن أذبحَ؟ قال: «اذبحْ ولا حَرَجَ». فجاء آخرُ فقال: لم أشعرْ، فنحرتُ قبل أن أرمي؟ قال: «ارْمِ ولا حَرَجَ». فما سُئل يومئذ عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: «افْعَلْ ولا حَرَجَ».

فكان صلى الله عليه وسلم يحب التوسعة على أمته، وهذا مسلك الراشدين من علماء الأمة عبر العصور.

ولذا يجب علينا في هذا العصر أن نبتعد عن المشقة على الناس في صلاة التراويح وفي غيرها.

ومن الابتعاد عن المشقة أن يراعي الإمام حال المأمومين، فلا يشق عليهم بكثرة الركعات ولا بتطويلها، بل يراعي الاعتدال وما يناسب الحال.

وقد روى مسلم في «صحيحه» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أفضلُ الصلاة طولُ القنوتِ». وفي رواية: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصلاة أفضلُ؟ قال: «طولُ القنوت».

قال ابن تيمية مبيِّنًا معنى هذا الحديث: «النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن طول القنوت أفضل الصلاة، وهو يتناول القنوت في حال السجود وحال القيام، وأن تطويل الصلاة قيامًا وركوعًا وسجودًا، أولى من تكثيرها قيامًا وركوعًا وسجودًا؛ لأن طول القنوت يحصل بتطويلها لا تكثيرها».

وهذا موافق من وجوه لقول الشافعي: «إن أطالوا القيام وأقلُّوا السجود فحسن، وأن أكثروا السجود وأخفوا القراءة فحسن، والأول أحب إليَّ».

وقد قال أحمد: «يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس، ولا يشق عليهم، لاسيما في الليالي القصار، والأمر على ما يحتمله الناس».

فليراع الأئمة ترك المشقة، وتأليف الناس على صلاة التراويح بتخفيفها وتسهيل إكمالها، والاعتناء بالقراءة، مع تهيئة جو المسجد وما حوله، وإبعاد كل ما هو سبب في الإزعاج أو المضايقة، أو تكدير نفوس وفود الله تعالى في بيته.


: الأوسمة



التالي
الاتحاد و50 مؤسسة علمائية تدعو الأمة لدعم المقدسيين وتخصيص الجمعتين القادمتين للحشد في مواجهة الاحتلال (بيان)
السابق
صلاة التراويح

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع