البحث

التفاصيل

علماء قطر يفتون بسقوط صلاة الجمعة والجماعة عن من يخشى الإصابة بـ «كورونا»

الرابط المختصر :

علماء قطر يفتون بسقوط صلاة الجمعة والجماعة عن من يخشى الإصابة بـ «كورونا»

 

أفتى عدد من كبار علماء دولة قطر بإسقاط الجمعة والجماعات عن المصابين بمرض كورونا، وكذلك عن من يخشى على نفسه الإصابة، كأن تكون مناعته ضعيفة، أو غيرها من الأمور، التي يخشى عندها أن تنتقل له العدوى بسهولة. وأكدوا -في فتواهم لـ «»- على أهمية أن يكون الخوف محققاً بلا توهم، أو أن يكون بأمر ولي الأمر، وأوضحوا أن إغلاق الجوامع جائز إذا انتشر الوباء، وصدر الأمر بذلك، كالأمر بغلق المدارس والجامعات في مناطق انتشار الوباء. واستند علماء قطر في فتواهم إلى العديد من الأسانيد التي وردت في السنة النبوية المطهرة، وما قام به الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك أقوال الثقات من التابعين.
د. سلطان الهاشمي: الشريعة حثت على عزل المصاب بمرض معدٍ
قال فضيلة الشيخ الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي - العميد المساعد لكلية الشريعة سابقاً وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: حثت الشريعة على عزل المصاب بمرض معدٍ عن الأصحاء، حفاظاً على سلامتهم، وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فمنع المجذوم من دخول المدينة وقد جاءه للمبايعة، وأرسل إليه؛ فقال صلى الله عليه وسلم «إنا قد بايعناك فارجع»، وهذا في المبايعة بالإسلام.
وأضاف فضيلته: كما يجب على المريض المعدي العزلة، بأن يعزل نفسه عن الأصحاء، فعلى الصحيح اجتناب المرضى والأماكن الموبوءة، فقد امتنع عمر والصحابة من دخول الشام بسبب الطاعون.
وأشار د. الهاشمي إلى أن في مخالطة المصابين بفيروس كوفيد 19 «كورونا» إضراراً بالنفس، وهو محرم، ففي الحديث المصنف في قواعد الدين، ويحفظه المسلمون: «لا ضرر ولا ضرار»، والمجمع عليه أن: «الضرر يزال»، وتمنع أسبابه، لذا فعلى المريض بهذا الفيروس «كورونا» اعتزال الناس، حفاظاً على دينه وسلامة إخوانه، بل يمنع من حضور الجمعة والجماعات وأداء الحج والعمرة. وختم فضيلته فتواه بقوله: يجوز ترك الجمعة والجماعة للخوف من انتشار الوباء، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا في رحالكم في يوم مطر وبرد شديد»، ولا شك أن الخوف من الوباء أشد وأكبر، وهذا هو قياس الأولى.

د. عبد الله السادة: الشرع أعذر الناس في الجماعة
في حال المطر.. والوباء أولى
قال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن إبراهيم السادة خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب وأستاذ علوم الحديث ورئيس لجنة التربية والتعليم بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – فرع قطر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل البصل أو الثوم أن يأتي المسجد لأنه يؤذي المسلمين، وإذا كان النهي عن أذى المسلم برائحة كريهة، فإن أذيته بنقل المرض إليه منهي عنها من باب أولى، وفي ذلك رخصة للصلاة في البيت إذا كان المصلي في المسجد يسبب الأذى.
وأضاف فضيلته: قد وردت أحاديث عديدة تنهى عن مخالطة المريض المعدي للناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الطاعون آية الرجز ابتلى الله عز وجل به أناساً من عباده، فإذا سمعتم عنه فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه». وقال عليه الصلاة والسلام: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد»، وقال: «لا يورد الممرض على المصح»، وفي قوله عليه الصلاة والسلام «لا عدوى» فيه رد على المشركين الذين قالوا إن الأمراض تعدي بطبعها لا بفعل الله وقدره.
وختم الدكتور عبدالله السادة قائلاً: يجب على المريض بـ «كورونا» أن يلزم مكانه، لا سيما وقد سقطت عنه الجمعة والجماعات للضرر المحقق، والشرع أعذر الناس في الجماعة في حال المطر، فالأولى أيضاً إعذارهم إذا خافوا على أنفسهم الوباء.

الشيخ محمد حسن المريخي: من المؤسف تداول مقاطع فيها استهزاء بما قدّره الله من أوبئة
أكد فضيلة الشيخ محمد بن حسن المريخي إمام وخطيب جامع عثمان بن عفان بالخور أن الدنيا محل الابتلاءات، والله جل وعلا ينبه خلقه بالبلاء ليتوبوا، ومن المؤسف تداول المقاطع التي فيها استهتار واستهزاء بما قدره الله، فالواجب الاتعاظ والاعتبار والتوبة في مثل هذا، ومعرفة الواجب عند انتشار الأوبئة، ومن ذلك تجنب أسباب انتشارها.
وقال المريخي في فتواه: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل مريض سكن في دار بين قوم أصحاء، فقال بعضهم: لا يمكننا مجاورتك، ولا ينبغي أن تجاور الأصحاء فهل يجوز إخراجه؟ فأجاب: نعم لهم أن يمنعوه من السكن بين الأصحاء، فإن النبي قال «لا يورد ممرض على مصح».
وأضاف فضيلته: أن المؤمنين جسد واحد، ونفس واحدة، وحفظ النفس من مقاصد الدين، والله يقول: (ولا تقتلوا أنفسكم)، وقال سبحانه:(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
ويقول فضيلته: إن وباء (كورونا) بلاء ووباء، وقد أفتى الفقهاء بسقوط الجمعة والجماعة والحج والعمرة عمن أصيب بالطاعون ونحوه، وأذنوا في ترك الجمعة والجماعة خوفاً من الوباء، وهذا ما نفتي به أيضاً نسأل الله الشفاء العاجل لجميع المسلمين.

الشيخ جاسم الجابر:
للخوف من زيادة انتشار الوباء الحكم نفسه بترك الجمعة والجماعة
أفتى فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر رئيس لجنة البحوث والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فرع قطر- فقال: إذا اعتقد المؤمن أن العدوى من قضاء الله طابت نفسه واطمأن قلبه، وتعامل مع الأوبئة دون خوف، تسليماً ورضاً بقضاء الله.
وأضاف فضيلته أن الموت بالمرض ليس من سوء الخاتمة، بل العكس ففي الحديث أن المطعون شهيد، أي الميت بالطاعون. وتابع قائلاً: بعث النبي صلى الله عليه وسلم لتطهير العقيدة من خرافات الجاهلية فقال: «لا عدوى ولا طيرة»، ومعناه أن المرض يعدي بقضاء الله لا بذاته، وقد أصاب هذا الوباء ناساً وهم منعزلون محتاطون، ولذلك لمّا قال أبو عبيدة لعمر حين أبى دخول الشام بسبب الطاعون: «أفراراً من قدر الله؟ أجابه؛ «نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله».
وأشار الجابر رئيس لجنة البحوث والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فرع قطر- إلى أن فِعل عمر رضي الله عنه حجة، وفيه دليل أن اختلاط المريض المعدي مع الأصحاء لا يجوز. وفي الحديث «فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد».
ولفت إلى أن المصاب بكورونا أو «كوفيد 19» تسقط عنه الجمعة والجماعات قياساً على فتوى الجمهور في الطاعون، وتسقط أيضاً في حالات الخوف المحقق، فللخوف من زيادة انتشار الوباء الحكم نفسه بترك الجمعة والجماعة.
وأكد فضيلته ضرورة أن يكون الخوف محققاً بلا توهم، أو أن يكون بأمر ولي الأمر، فعن الشيخ ابن قدامة -رحمه الله- قال: ويعذر في ترك الجماعة والجمعة الخائف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ»، والخوف ثلاثة أنواع «خوف على النفس، وخوف على المال، وخوف على الأهل».
وأوضح أن إقفال الجوامع جائز إذا انتشر الوباء، وصدر الأمر بذلك من الجهات المختصة كوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مشيراً إلى أن شأنه في ذلك شأن غلق المدارس والجامعات في مناطق انتشار الوباء.

المصدر: صحيفة العرب القطرية


: الأوسمة



التالي
النظرة العقدية لــــ (فيروس كورونا)
السابق
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يفتي بالتوقف عن الجمعة والجماعات في كل بلد يتفشى فيه وباء كورونا

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع