البحث

التفاصيل

صرخات اللاجئين وتحركات اللاعبين!

الرابط المختصر :

"متنا من البرد.. خافوا الله" بهذه الصرخة طالب لاجئ سوري في مخيم الزعتري بالأردن، كل من يشاهده بتقديم النجدة، خصوصًا في فترة الصقيع الشديد الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط منذ أيام.

التعليق:
تجمعت على اللاجئين السوريين مآسٍ عديدة، في وقت واحد، قلَّ أن تتجمع مثيلاتها على إنسان، حيث يعيشون أوضاعًا تقطر مأساوية، وكثيرون منهم ينتظر الموت كل يوم، موت قد يزورهم من ألف طريق، ويزورهم في كل لحظة، بل ربما لا يغيب عن أعينهم لحظة.

فقد تركوا ديارهم قسرًا وليس اختيارًا، بعدما طالت آلة الموت بيوتهم، ونهشت أجساد أبنائهم أمام أعينهم، تلك الآلة التي سلّطها عليهم مَن كان يفترض أن يحميهم ويؤويهم، ويحفظ عليهم أمنهم وسكنهم وديارهم، وبدلاً من ذلك سلّط عليهم سهام الموت والدمار.

ولم يجدوا بدًّا، والأمر كذلك، من مغادرة الديار والأوطان، إلى حيث قليل من الأمان خارج البلاد، وإنه لشديد على نفس الإنسان أن يفرَّ من وطنه طلبًا للأمان.. ولكن هكذا كان حالهم، وزاد من الطين بلة، أنهم لم يجدوا كرمًا للضيافة، ولا حسن استقبال من تلك الدول التي فتحت بعضها أرضها لاستقبالهم.

ثم جاء الزائر الأبيض بقسوته الشديدة، ومكث بينهم ليلاً ونهارًا، فذاقوا من العذاب ألوانًا، حتى تراهم وقد تمنُّوا الموت، من شدَّة ما وجدوا، وتمنوا لو عادوا فقُتلوا وماتوا في لحظة قصف أو دمار، بدلاً من موت يلاحقهم في كل لحظة، وعذاب يقاسونه كل برهة، ولا يملكون له ردًّا.

وكان الأشد قسوة من لذعات البرد، وأشد مرارة من عذابات الغربة، هو ذلك التجاهل من أبناء العروبة والإسلام، الذين ما التفتوا إلى تلك المأساة، وانصرفوا كل إلى شأنهم، وكأنهم ليسوا تلك الأمة التي قال عنها رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى».

أما اللاعبون في الساحة الدولية، والذين يدَّعون زورًا وبهتانًا أنهم ينتصرون للحريات وكرامة الإنسان، فقد انصرفوا هم الآخرين إلى مصالحهم، وبدلاً من توجيه العناية بأولئك اللاجئين، ومحاولة وقف سيل الدماء من سوريا، ذهبوا إلى حيث صحراء مالي!!

نعم.. فرنسا، ألمانيا، أمريكا، بريطانيا.. كل هؤلاء يذهبون لتحرير بلدة في مالي، من قبضة المسلحين، كونهم فقط "إسلاميين"؛ خشية من امتداد النفوذ الإسلامي إلى كامل البلاد، ويتركون ذلك "السّفاح" يذبح الضحايا بدم بارد، دون أن يحركوا ساكنًا، أو يهتز لهم جفن على مأساة اللاجئين السوريين!!


: الأوسمة



التالي
الضاري لأهل الأنبار: قاتلوا دفاعًا عن دينكم وحريتكم وشرفكم
السابق
الريسوني يحذر من خطورة التدين الشقي في محاضرة بالرباط

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع