البحث

التفاصيل

قراءة فى المشهد العراقى

الرابط المختصر :


هل سيظل التحفظ الشديد باسم الحفاظ على وحدة العراق حائلا دون حشد السنة ضد الشيعة العنصريين الطائفيين ، فى الوقت الذى هم فيه ماضون فى حشدهم الطائفى ضد السنة علانية ومن وراءهم الظهير الأمريكى .


ولماذا لا يعلن السنة ككل فى العراق أنهم أصحاب القضية حتى يقطعوا الطريق على المزورين عمدا للحقائق بادعاء أن الحرب ضد الإرهاب الداعشى  ؟ وبذلك يستفيدون من انضمام كل سنى إلى القضية ، ويُكشف  الغطاء عن الحقيقة التى يراد لها أن تظل غائبة عمدا حتى لا يصب ذلك فى صالح السنة ؟


لماذا لايقال : إن الحكم الطائفى فى العراق قد أحال المشهد إلى صراع شيعى سنى ، وألجأ السنة  إلى الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم بعد أن يئسوا من نيلها بالطرق السلمية.


شئنا أم أبينا الصراع شيعى طائفى ضد السنة ، وقد حشدت الحكومة الطائفية فى العراق المتطوعين من الشيعة باسم الحسين لسفك دماء السنة ، وأفتت المرجعيات الدينية بالجهاد المقدس ضد السنة ، ولبست بعض المرجعيات الشيعية لأمة الحرب عازمة ألا ترجع حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا ، ولم يغب عنهم أن يدلسوا فى فتاواهم ومواقفهم فغلفوها باسم الحرب على الإرهاب والتطرف وداعش ، تماما كما يفعل الأمريكان والصهاينة ، وكل الديكتاتوريات المعاصرة عندما تخوض غمار القهر والتنكيل بأنصار الدعوة للحريات والحقوق والكرامة والاستقلال والسيادة فى كل بقعة.


ربما كان الاستنصار – بعد الله القادر - بالسنة شعوبا وحكومات ، والاستغاثة بهم صراحة عاملا هاما فى إدارة الصراع مع الشيعة الطائفيين فى العراق وإيران ولبنان وسوريا ، لكى يعيدوا حساباتهم ، ويوازنوا قضية المصالح فى الصراع ، إذ السنة يمثلون تسعة أعشار المسلمين فى العالم ، فلماذا لا نستفيد من حشد قوى السنة فى العالم أجمع كل حسب قدرته وطاقته ، بدءا بالتظاهر والاحتجاج ضد الحكم الطائفى حتى الدعم بالمال والسلاح ؟ لماذا لا نظهر القضية إعلاميا على حقيقتها سنة وشيعة لندخل فى المعادلة سنة العالم ؟. قد يقال : هذا ما يريده الأمريكان . ويرد على ذلك : هذا هو الواقع ، ولن يغير من الأمر شيئا تعمدنا إغضاء الطرف عن إظهار الصراع على حقيقته  قى حين أنهم يستفيدون بالحشد الشيعى الطائفى ونحن محرومون من ذلك .


القضية بهذا الوضوح والتمايز بالنسبة للشيعة ، فلماذا لا تكون بهذا الوضوح والتمايز عند السنة ؟


الحرب ماضية على السنة تحت غطاء الحرب على الإرهاب وداعش ، ولن يفيد فى شىء أن نظل إعلاميا فى دائرة الدفاع عن النفس ومحاولة التوضيح والتفسير فى شأن داعش .


مازال كثيرون من المسلمين السنة فى العالم لا يعرفون شيئا عما يحدث فى العراق سوى ما يتقيؤه الإعلام الشيعى والموالى له فى العالم كله من أن الحرب فى العراق ضد الإرهاب الممثل فى داعش


وللأسف وجدنا أن الشيعة أقرب لكثير من الحكومات العربية والإسلامية السنية التى تأتمر بأمر الإدارة الأمريكية من السنة الإسلاميين فى العراق وغيره ،وإن نصرتهم أولى من نصرة السنة ماداموا فى تصنيف الأمريكان من السنة غير الموالين لها، وليس أدل على ذلك من غلق الحكومة المصرية قنوات عراقية تبث من مصر وتعد لسان حال السنة مثل الرافدين والبغدادية ، وكذلك ما أذيع إعلاميا عن فتح مخازن السلاح المصرية لشيعة العراق دون تكذيب للخبر من الحكومة المصرية ، حتى وإن كذبته  إعلاميا فإن لسان حال الحكومة المصرية يؤيد ذلك  .


إن عداء الأمريكان للسنة غير الموالين لها وخوفهم من قيام مشروع إسلامى سنى، تتبناه أى دولة عربية فى المنطقة يجعلها تهب مذعورة للعمل على إجهاضه بالدعم المباشر أو غير المباشر عبر وكلائها فى المؤسسة العربية والفارسية  ، وقد سارعت بالإعلان عن دعمها لحكومة المالكى الطائفية ضد الإرهابيين المسلحين فى العراق فور سقوط الجيش النظامى فى الموصل.


ولكن ثمة ملاحطة جديرة بالانتباه وهى ظهور اتجاه داخل الكونجرس الأمريكى يدعو إلى التخلى دعم  حكومة المالكى فى محاولة لاحتواء الأزمة ، وضمان عدم خروج الأمورعن السيطرة  ، وهذا يعكس فيما يبدو تقديرًا أمريكيا لحجم القوى السنية المعارضة المسلحة والتى من الممكن أن تفرض بسطتها على مساحات أكبر من الأراضى العراقية ، خاصة المناطق التى تقطنها أغلبية سنية ، كما يعكس ضعف ثقة النظام الأمريكى فى استمرار الرهان على قدرة نظام المالكى فى قمع هذه القوى .


إن تقديس دعوى الوحدة  حتى وإن جاءت على حساب السنة ولم تخدم إلا الشيعة أمر يجب إعادة النظر فيه ، فما الفائدة من وحدة يظلم فيها طرف لصالح طرف آخر بحكم الاستقواء بالخارج ؟ وماذا جنى السنة بعد أعوام عديدة من الحفاظ على الوحدة فى العراق سوى التهميش والإقصاء والتركيع حتى انتهى الأمر بهم إلى الانفجار الذى رأينا ؟ وما جدوى دعوى الحفاظ على العراق موحدا إذا قام الحكم فيه على أساس طائفى ؟ وما الحكمة من وحدة يعيش فيها السنة مقهورين تحت الحكم الشيعى الطائفى ،  مسلوبى الإرادة  ، مغتصبى الأعراض ، منزوعى الحقوق والكرامة .


فإما وحدة تقوم على مبدأ المواطنة الكاملة التى تجعل من الجميع مواطنين متساوى الحقوق والواجبات ، وإما تقسيم تقوم فيها دولة للسنة على كامل المناطق التى تقطنها أغلبية سنية .


: الأوسمة



التالي
محمد ديب الجاجي .. أنموذج يُحتذى
السابق
العراق.. نظرية المؤامرة وتحديات الثورة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع