- الخلاف بين السنة والشيعة عميق وتسطيحه يفاقم المشكلة
- دعوة بعض قادة الشيعة لحشد شعبي هو استنساخ لقضة العراق!
قال د. سلمان العودة - الأمين العام المساعد في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - إن الجهة التي نفذت جريمة التفجير في مسجد القطيف تهدف إلى خلط الأوراق وإثارة صراع واحتشاد طائفييْن، مشيرا إلى أنها تتجنب الاصطدام بالشيعة في العراق وإيران ولبنان وسوريا، مشيرا إلى ان هناك مستفيد من حالة الاحتشاد الطائفي.
وفي مداخلة له على قناة الجزيرة أكد العودة أن التفجير الذي استهدف مسجد القديح بالقطيف لم يستهدف مسجدا بعينه ولا تيارا بعينه، بل استهدف الوحدة الوطنية في المملكة العربية السعودية والتعايش بين السنة والشيعة فيها.
وأكد أن الاهتمام يجب أن ينصب في الوقت الراهن على إدانة "الجريمة" التي تمت أيا كان مصدرها رغم أن مصدرها أصبح واضحا وقبل كذلك كانت هناك تكهنات ونسبة العمل إلى الطائفة الشيعية.
وأوضح العودة أن السنة والشيعة تعايشا في المنطقة لأكثر من ألف عام رغم أن الخلاف بينهما عميق وجذري ولا يجب تسطيحه، وأن التسطيح لا يحل المشكلة بل يزيد تفاقمها ولا يجب حله عن طريق العبارات الفضفاضة أو التحليلات السياسية البعيدة أو الخداع، وهذه الأيام هي المناسبة لحل هذا الموضوع.
ولفت د. سلمان العودة إلى التفجير أثار كثيرا من الجدل في شبكات التواصل الاجتماعي، وهناك إجماع على إدانته من الجميع، لكن العودة استنكر تحدث بعض قادة الشيعة عن حشد شعبي في السعودية، مشيراً إلى أن هذه عملية استنساخ لقضية العراق، واستدعاء لمشكلات أخرى لتكون صبا بالزيت على النار, ولن يحل الأزمة.
واختتم العودة حديثه للجزيرة قائلا "دعونا نتحدث عن المشكلة المحلية في إطارها الوطني، وإدانة التفجير وتجريمه في المقام الأول، وعدم تناول الأمر بانفعال أو إقحام أوضاع دول كسوريا أو لبنان او العراق أو إيران فيها والسعي إلى تثمين عملية التوافق الشعبي واجتذاب كل الأطياف من المثقفين والعلماء والكتاب والخطباء على إدانة هذا الفعل وتجريمه.
وعقب مداخلته بالجزيرة نشر العودة في حسابه بتويتر تغريدة قال فيها : "الوحدة بين أبناء الوطن الواحد على المصالح الدنيوية قاعدة شرعية وعقلية صحيحة، ولو كان بينهم اختلاف عميق في المذهب، فحله الجدال بالتي هي أحسن".
وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت أن حصيلة التفجير في مسجد للشيعة بلغت 21 قتيلا و102 جريح. وقالت في وقت سابق الجمعة إن شخصا يرتدي حزاما ناسفا فجّر نفسه في مسجد علي بن أبي طالب ببلدة القديح في محافظة القطيف، وتوعدت مدبري التفجير بملاحقتهم.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم، بينما أدانه كبار العلماء في المملكة ووصفوه بالعمل الإرهابي. كما لقي الهجوم إدانات عربية ودولية.