البحث

التفاصيل

مفهوم الخلافة

الرابط المختصر :

والمقصود بالخلافة هي وجود من يقوم بسياسة البلاد والعباد في ضوء أحكام الاسلام ومبادئه، وهذا أمر مطلوب في البلاد الإسلامية فقط ولكن بما لا تترتب عليه مفسدة أكبر، وإنما من خلال التربية، وتهيئة الشعوب لها، ، أما البلاد غير الاسلامية فإن إقامة دولة إسلامية غير واردة، فهي بمنأى عن تحقيق هذا المطلب والأقلية غير مطالبة بذلك، بل أن بعض الأحكام كالحدود لا تطبق أصلاً في البلاد غير الاسلامية.
ومن هنا فواجب الأقلية الاسلامية يكمن في الحفاظ على عقيدتهم وأخلاقهم وقيمهم وتعبدهم، والتعاون مع الحكومة والشعب لتحقيق التعايش السلمي على أساس المساواة والعدل، والاندماج الايجابي البعيد عن الانصهار والذوبان والعناية بالأجيال اللاحقة من خلال التربية والدعوة والمدارس الجامعة بين الاسلام، والمواد المطلوبة من قبل الدولة.

وأما اذا كانت الأقلية تتمتع بحكم ذاتي، أو فدرالية، أو جمهورية، فهذا أمر طيب يوجب على أهلها تطبيق ما يقتضيه دينهم بقدر الاستطاعة، وكذلك الحفاظ على المواثيق التي تخص دولة الأم كما قال الله تعلى (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

وحتى في عالمنا الاسلامي فإن أحكام الخلافة أو السلطان تقوم على السياسة الشرعية القائمة على المبادئ الاسلامية، وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، فالمهم هو تحقيق الشورى (الديمقراطية) والعدل والمساواة، وتعمير الكون، وتنمية المجتمع تنمية شاملة، ولذلك اختلف اختيار الخلفاء الأربعة بعضهم عن بعض ، فكل واحد اختير بطريقة مناسبة – كما لا يخفى -، يقول إمام الحرمين: (معظم مسائل الإمامة عريّةٌ عن مسلك القطع، خليّةٌ عن مدارك اليقين) .

والمهم هو وجود الشعوب المسلمة الملتزمة بالعقيدة والقيم والمبادئ وتهيئة الظروف والبيئة المناسبة، بحيث يقوم كل شخص بتطبيق شرع الله على نفسه، ويقيم دولة الاسلام في قلبه وحينئذ تقام دولة الاسلام العادلة في الخارج.

وقد كشفت الثورات العربية الناجحة بتونس، ومصر، واليمن ثم بالمغرب أن جماعات العنف التي قتلت الكثيرين بحجة اقامة حكم الله قد فشلت في تحقيق أهدافهم، بينما الجماهير التي تأثرت بالدعوة الربانية استطاعت أن تغير وتفعل الكثير لذلك ندعو أبناءنا الذين يريدون فرض الحكم الاسلامي بالقوة والعنف أن يستفيدوا من هذا الدرس وأن يعودوا الى التربية وبناء المجتمع، وأن منهج الإكراه والعنف منهج غير صحيح ومخالف للنصوص الشرعية القائمة على منع الاكراه في الدين (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) وعلى منح الحرية (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) فندعوهم الى أحضان أمتهم للعمل الجاد المثمر البناء (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).


: الأوسمة



التالي
الشيخ يوسف القرضاوي.. ابن تيمية العصر
السابق
غزوة خيبر

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع