البحث

التفاصيل

علاقة المسلمين مع غير المسلمين

الرابط المختصر :

تدل النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، والسيرة العطرة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولخلفائه الراشدين على أن الاسلام يريد التعاون مع الجميع على أساس كل ما فيه الخير والبر والإحسان والأمن والأمان، والسلم والسلام للجميع، بل أمر الله تعالى بهذا التعاون مع أي شخص (فرداً أو دولة أو جماعة) يسعى لهذا التعاون، وحرّم التعاون على الإثم والعدوان والظلم والعنف وهضم الحقوق حتى ولو مع المسلمين فقال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

وتدل النصوص الشرعية على أن الاسلام يريد توسيع دائرة العلاقات الحسنة والحوار بدءاً من دائرة الأمة الاسلامية الواحدة القوية العادلة القائمة على المنهج الوسطي الى دائرة أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وفي هذه الدائرة بين القرآن الكريم أن النصارى هم أقرب الى المسلمين، ثم وسع الدائرة لتشمل جميع الانسانية من خلال التركيز على المشتركات الانسانية، حيث بيّنها بوضوح فقرر بأن الجميع من آدم وحواء، وبالتالي فالأصل واحد، وأنهم من تراب، وأنهم جميعاً فيهم "نفخة من روح الله" حيث قال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) وبالتالي لا يجوز أن يعتدي الانسان المسلم على إنسان آخر فيه هذه الروح المباركة المضافة الى الله تعالى، إلا إذا أذن فيه صاحب الروح وهو الله تعالى، كما أن الجميع مشتركون في الكرامة الانسانية التي لا يجوز أن تنتهك فقال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).

فدين هكذا يتعامل مع الآخر، وهكذا يحرص على الحوار فكيف يشهر السيف في وجه الآخر، بل يحرص أشد الحرص لهدايته، وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع مشركي القريش، والطائف حيث آذووه كثيراً وقتلوا من أصحابه، ورموه بالحجارة وحرضوا على إيذائه، ورغم ذلك كان الرسول يدعو لهم فيقول: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون).

وبناءً على ذلك فقد وضع الاسلام مجموعة من المبادئ والأسس الفكرية والعقدية لقبول الآخر والتعايش معه بسلام على أساس العدل والمساواة في الحقوق المدنية، منها.

1 — اعتراف الاسلام بكرامة الانسان (أي إنسان كان) وحماية حقوقه وحرياته.

2 — الأصل في الاسلام السلام، لا الحروب.

3 — الاعتراف باختلاف الأديان والطبائع، وأن هذه سنة الله تعالى في خلقه.

4 — الحوار هو الأصل لا الصراع.

5 — وجوب الدفع والدفاع والتدافع بالتي هي أحسن.

وأما علاقة الأقلية الاسلامية بدولتها غير المسلمة فيجب أن تكون علاقة عدل وخير وقدوة حسنة كما فعل ذلك سيدنا يوسف عليه السلام، حيث سجن في مصر ظلماً وعدواناً، ومع ذلك وهو في السجن أرشدهم الى خطة لإنقاذ شعب مصر، وحينما أخرج طلب أن يكون وزيراً لتنفيذ هذه الخطة، فقدم هذه الخدمات الجليلة لدولة غير مسلمة، ولشعب غير مسلم. وعليهم احترام قوانين البلد الذي يعيش فيه المسلم ما دامت لا تتعارض مع نص قطعي، واذا كان القانون مخالفاً فلا يقوم بتطبيقه، ولكن لا يجوز له أن يثير الفتن والمشاكل، فلقد عاش صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلاد الحبشة فلم يخرقوا لها نظاماً، ولم يخالفوا لها قانوناً ولم ينتهكوا سيادتها ولا أخلوا بأمنها، وذلك كلّه مع حفاظهم على دينهم واستمساكهم بتوحيدهم لربهم، والتزامهم شرائع الاسلام في إطار علاقة رشيدة من حسن الجوار.


: الأوسمة



التالي
بيعة الرضوان
السابق
ماذا نعرف عن المسلمين في أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع