البحث

التفاصيل

ثقافة الشباب والإصلاح

الرابط المختصر :

قلت لصاحبي: ما هي ثقافة الشباب والإصلاح بوجه عام.

قال صاحبي: ينشغل الشباب العربي، وخاصة خلال الفترة الأخيرة، بمناقشة بعض الموضوعات التي تتعلق بالأوضاع الراهنة في المنطقة العربية، وخاصة ما يحدث حالياً في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال... إلخ، وما يرتبط بهذه من مشاكل أخرى لها علاقة بالعالم الخارجي وخاصة في الغرب.

ويرى كثير من الشباب أن الأوضاع السائدة في المجتمع العربي ترتبط بالثقافة السياسية السائدة وقضايا الانتماء والهوية وما يشعر به بعض الشباب من وجود عدم المساواة في المجتمع، وإقبال الشباب على الهجرة من أوطانهم بسبب فقدان الأمل في المستقبل وإحساسهم بعدم وجود فرص حقيقية لصنع مستقبل أفضل لهم، وشيوع بعض المفاهيم السلبية مثل الفهلوة وعدم القدرة على اتخاذ القرار في معظم حالات الهجرة تكون القرارات غير مبنية على حقائق ومعلومات أو فرص عمل حقيقية، مما يعرض الشباب إلى مواجهة حياة صعبة أو التعرض إلى مصادمات قانونية، سواء في أوطانهم أو في البلاد الأخرى التي يسعون إلى الهجرة إليها.

كذلك، تسود بين الشباب حالياً قيم وسلوكيات سلبية؛ ولذلك يجب أن تفرض مناقشة موضوع القيم والسلوك بين الشباب، وما يتعلق بذلك من مفاهيم الحقوق والواجبات، والتي لا تكون محددة وواضحة، ومسؤولية الشباب تجاه أنفسهم وأوطانهم، وكيفية التواصل مع الآخر خارج أوطانهم، وكيفية التواصل مع الآخر من خلال ثقافة الحوار وقبول الاختلاف وتفعيل دول الشباب في القيام بأنشطة تساعد على تحقيق هذه الأهداف وخاصة من أجل نشر ثقافة السلام القائم على العدل والبعد عن العنف، وتبني ثقافة التسامح التي تقوم على القبول، الاختيار، والاقتناع، وليس على الزجر أو الإذعان.

كذلك العمل على تدعيم الأنشطة التي يمكن أن تساعد الشباب في تحقيق هويتهم وتأكيدها من خلال المشاركة بالعمل، وخاصة العمل التطوعي، داخل مجتمعاتهم المحلية أو في أوطانهم أو في خارج الأوطان، وذلك بهدف تحقيق التفاهم والتعايش مع الآخرين حتى يسود السلام، بدلاً من الصراعات والحروب، والذي لن يتحقق إلا من خلال زيادة مشاركة الشباب في المؤسسات القائمة، وبصفة خاصة منظمات المجتمع المدني التي يتاح فيها للشباب فرص مناقشة موضوعات تتعلق بمستقبل حياتهم، مثل زيادة توفير فرص العمل الحر، ومناقشة مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد وحدود الحريات ومستوياتها.

وبالله التوفيق.


: الأوسمة



التالي
الفقيه المفكّر.. د. جمال الدين عطية
السابق
19 مليون يمني في حاجة إلى إغاثة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع