البحث

التفاصيل

مؤتمر للسنة أم مؤامرة على أهلها؟!

الرابط المختصر :

لا أطعن في نوايا بعض المؤتمرين ولا في أهمية مدارسة الموضوع، ولكن دولة اتحادية كُبرى،  تحرق أطفال أهل السنة، ببترول بعض أهل السنة، تستضيف بعض "علماء" أهل السنة،  ليحتكروا وصف أهل السنة،  في زمن تحريف السنة وهوان أهلها.

 

حاول بعض السلفيين "احتكار" الوصف، فانتهز بعض الأشاعرة اللحظة الزمنية للرد بالمثل،  فتنافسوا على "السنة" وضيعوا "أهلها".

 

حقا، هو زمن اختلاط المهازل بالمآسي،  فالطف بنا يا رحمن يا رحيم.

 

لا تجعلوا من السنة منشارا

 

تعرض"مفهوم" أهل السنة والجماعة،  كغيره من المفاهيم،  لدركات التخلف الذي أصاب أمتنا،  وتأثر بالعلل الأخلاقية والنزاعات السياسية والتموقعات الاجتماعية التي تفاقمت في أمتنا يوما بعد يوم.

 

ومن المعلوم أن التخلفَ إذا أصاب جسدَ أيَّ أمة من الأمم، فإن آثاره تسري في كل فروع مناشطها وآدابها وأخلاقها، وينعكس على ثقافتها وعلومها.

 

لم ينج (بعض) حملة حرف الدال في علوم الشريعة، من الإسهام في تشويه الوعي الديني في الأمة الإسلامية، بسبب تعصبهم الأعمى لشيوخهم، وبحجة الدفاع المستميت عن هذا المفهوم لـ"أهل السنة والجماعة" الذي وُلد في ظروف تاريخية وسياسية وثقافية واجتماعية معينة،  أثرت في نشأته وانتشاره.

 

تطور الأمر إلى جعل هذا المصطلح (منشارا) حادا لتفتيت ما تبقى من جسد هذه الأمة المُمزق،  ورباط ودها المُرتق، بعد أن كان شعارا على توحيد صفها، وتغليب مقاصد الوفاق والإخاء ودرء الفتن والبغضاء.

 

بسبب سوء الخلق وانتشار الجهل المركب، وتوظيف سدنة الحكم للدين؛ أضحى المصطلح معقدا للولاء والبراء ومعيارا للصواب والخطأ وميزانا للحق والباطل، ومقياسا للسنة والبدعة!

 

ثم زاد الطين بِلة، تشبثُ بعض أدعياء العلم بالزيادات الضعيفة والموضوعة في بعض الآثار،  ليفصّلوا ثوبا للفرقة "الناجية" يوافق ذاك المصطلح، ثم ليقوموا من بعدها بحجز مقاعد في الجنة أو النار بحسب ذاك الثوب المستحدث، فكل المسلمين من أهل القبلة في النار إلا هُم!

 

هؤلاء المراهقين -والمراهقة هنا ليست مرحلة عمرية- غرّهم ما ابتلاهم الله تعالى به من نُتف العلم، ونشوةِ النسك، وأرادوا نُصرةَ المصطلح، فشوهوا "السنة" وفرقوا ما تبقى من "الجماعة"


: الأوسمة



التالي
عرفات المشهد المهيب
السابق
كيف تحج وأنت في بيتك؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع