البحث

التفاصيل

الصوم صومان

الرابط المختصر :

الصوم صومان: صوم العوام وهو الامتناع عن المفطرات الظاهرة من أكل أو شراب أو معاشرة، وهي الأمور الظاهرة التي بها يفطر الصائم، وصوم الخواص وهم الذين فهموا المراد من الصيام الحق وعرفوا العلة الحقيقية من تشريعه فصاموا عما يغضب الله من الأقوال أو الأفعال المحرمة، صاموا عن المعاصي من غيبة أو نميمة أو غش أو كذب أو خداع أو لمز أو غمز أو إيذاء.

صوم العوام أمره هين ويحسنه كل معافى في بدنه صحيح في جسده سليم من الأمراض مقيم غير مسافر.

أما صوم الخواص فلا يحسنه إلا سليم القلب صحيح الإيمان قوي المعتقد عالي الهمة.

صوم العوام: الكسر فيه يجبر بالقضاء أو القضاء مع الكفارة، ويتحقق الإثم بالتعمد من غير ضرورة وينتفي بعدمه.

أما صوم الخواص فالكسر فيه لا يجبر، والنقص فيه لا يعوض، فلا قضاء ولا كفارة! فهو وإن أدى الأشكال الظاهرة من الصيام إلا أنه خسر القيمة المرادة منه، وخسر مع ذلك جبالا من الحسنات وأبوابا من الخيرات لا يدري هل يمهله القدر لتعويض ذلك أم لا؟

يفرق أمير المؤمنين بين الصيامين فيقول: "ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو.

وهذا ما تعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سمعه يقول:( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) ويقول كذلك:( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ).

الصوم عن سلف أمة كان طهرة للنفس وصيانة لها من المعاصي قبل أن يكون تدريبا للجسد على الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة.

يقول جابر بن عبد الله الأنصاري:إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء.

وتقول حفصة بنت سيرين: الصيام جُنَّة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة.

ويقول ابنُ رجبٍ رحمه الله:( كان السلفُ يتلون القرآنَ في شهرِ رمضانَ في الصلاةِ وغيرِها)

وكان قتادةُ رحمه الله يختمُ القرآنَ في كلِ سبعِ ليالٍ مرة، فإذا جاءَ رمضانُ ختمَ في كلِ ثلاثِ ليالٍ مرةً، فإذا جاءَ العشرُ ختمَ في كلِ ليلةٍ مرةً.

وكان الإمامُ الزهريُ إذا دخلَ رمضانُ قال: إنما هو قراءُة القرآنِ وإطعامُ الطعامِ.

وقال السائبُ بنُ يزيد أَمر عمرُ بن الخطابِ أبيَّ بنَ كعبٍ وتميماً الداريَ أن يقوما بالناسِ بإحدى عشرَ ركعةٍ، قال: وقد كان القارئُ يقرأُ بالمئين، حتى كنا نعتمُد على العصيِ من طولِ القيام، وما كنا ننصرفُ إلا في فروعِ الفجر "خشيةَ أن يفوتَنا الفلاحُ ـ أي السَحور.

الحياء لا يأتي إلا بخير


: الأوسمة



التالي
التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي
السابق
خطيئة!

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع