البحث

التفاصيل

القرة داغي ل "الشرق": موقعة الجمل كادت تفشل الثورة المصرية لولا فتوى الاتحاد

الرابط المختصر :

بيروت/ موقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

أكد الدكتور علي القرة داغي الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين أن الاتحاد له موقفه الواضح والمسموع مما يشهده العالم العربي من ثورات تحرر وهو دعم الثورات العربية وذلك نصرة للمستضعفين وخذلانا للباطل, وليس تدخلا في شأن خاص. وقال في حوار مع " الشرق " على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر " سمات الخطاب الإسلامي " الذي نظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالقاهرة إننا نتمنى أن تنجح باقي الثورات العربية في سوريا وليبيا واليمن وأن تنتصر شعوبها على حكامهم الظالمين وأن تستنشق هذه الدول رحيق الحرية. وأضاف أن الرئيس السابق مبارك كان يريد بدلا من أن تكون مصر خزانة الأمة الإسلامية أن تكون كنزا استراتيجيا لأمن إسرائيل ولكن الله أبى أن يكون هذا. وأشار إلى أن علاقة الاتحاد بالأزهر الشريف ليست تنافسية بل تكاملية ومن المستحيل أن يحل الاتحاد محل الأزهر, موضحا أنه قبل الثورة المصرية كانت هناك عقبات بسبب النظام السابق..

وفيما يلي نص الحوار:

كيف ترون ثورات الربيع العربي, خاصة وأن للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دورا مساندا ومؤيدا لها؟

نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ندعم ونساند وبقوة ثورات الربيع العربي وكان للاتحاد موقفه الواضح وصوته المسموع المنحاز لثورات الأمة العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا وتونس ومصر وما قام به الاتحاد هو نصرة للمستضعفين وخذلان للباطل وليس تدخلا في شأن خاص لأن القيم الإنسانية والإسلامية لا تعترف بحدود جغرافية, ونحن نتمنى أن تنجح باقي الثورات العربية وأن تنتصر شعوبها على حكامهم الظالمين حتى تستنشق شعوبها رحيق الحرية.

قمتم في الاتحاد مؤخرا بإصدار عدة بيانات  تتعلق بالثورات العربية في سوريا واليمن وليبيا , فماذا قصدتم من وراء هذه البيانات ؟

أردنا أولا أن نقول إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو ناصر المظلومين في كل مكان, وثانيا نقول إن الاتحاد مساند للثورات العربية التي تقوم ضد الظلم لا على أساس طائفي أو مذهبي , وأردنا أيضا أن نقوم بإيصال رسالة للعلماء أن يقفوا مع المظلومين ويساندوهم ويساعدوهم.

كان لاتحاد علماء المسلمين دور بارز وظاهر  ومساند بقوة في الثورة المصرية.. هل تكشف لنا المزيد عن هذا الدور ؟

مصر لها دورها الريادي والحضاري  وفي السنوات الماضية افتقدنا هذا الدور بشدة وظهر هذا جليا في العديد من القضايا المصيرية التي تهم الأمة الإسلامية في المقام الأول وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فمبارك كان يريد بدلا من أن تكون مصر خزانة الأمة الإسلامية تكون كنزا استراتيجيا لأمن إسرائيل ولكن الله أبي أن يكون هذا, إن الله أكرم الأمة الإسلامية بمصر قوية عزيزة موحدة ولذلك فإن العالم الإسلامي سيشهد نهضة كبيرة لأن مصر بمثابة الرأس إذا تحرك تحركت الأمة معها هي وباقي الدول الإسلامية , مثل تركيا والسعودية وإندونيسيا فالأمة تكون قوية بوحدتها ومصر يجب أن تحافظ على هويتها الإسلامية , والثورة المصرية كشفت عن معدن الشعب المصري الأصيل وإنني سجدت لله شكرا ليلة تنحي مبارك التي أعتبرها ليلة الانتصار.

أعلم أن الدكتور القره داغي كان له دور إيجابي كبير في موقعة الجمل الشهيرة التي قام فيها أنصار النظام السابق بالتعدي على المتظاهرين, وأنه لولا هذا الموقف لكان من الممكن أن تحدث كارثة للثورة المصرية, فهل تحدثنا عنه ؟

أولا أقول إن موقعة الجمل هي جريمة  ينبغي أن يحاسب عليها مرتكبوها ورحم الله الشهداء الذين سقطوا في هذه الليلة الحزينة والحمد لله أن وفق ثوار مصر ونجحوا في التصدي لهذه الغزوة الهمجية, في هذه الليلة المشؤومة فوجئ الإخوة في ميدان التحرير ومع اشتداد وطيس المعركة وسقوط عدد من القتلى والجرحى بأن هناك فتوى تتردد بأن البقاء في الميدان هو إلقاء بالنفس إلى التهلكة وأن هناك من بدأ يخرج من الميدان بالفعل فحاول الإخوة الاتصال بالدكتور يوسف القرضاوي ولكن لم يوفقوا ربما لتأخر الوقت فاتصلوا بي وأصدرت فتوى بأن البقاء في الميدان والصمود هو جهاد بل وإنه ضرورة وواجب, والحمد لله كان لهذه الفتوى دور في ثبات الثوار, وفي اليوم التالي عندما علم الدكتور القرضاوي بالفتوى أقرها وجعلها فتوى الاتحاد وتم تصديرها باعتبارها فتوى صادرة عن اتحاد العلماء.

كيف يرى الدكتور القره داغي علاقة الاتحاد بالأزهر الشريف, وكيف ستكون بعد الثورة المصرية؟

علاقة الاتحاد بالأزهر الشريف ليست تنافسية بل تكاملية وهذا ما نسعى إليه,فنحن من المستحيل أن نحل محل الأزهر, وربما قبل الثورة المصرية كانت هناك عقبات بسبب النظام السابق, ومؤخرا قمت بزيارة شيخ الأزهر, وكانت زيارة ودية. ولا أحد يستطيع أن ينكر دور الأزهر الشريف على مدار ألف عام في خدمة العالم الإسلامي , وإن كان دوره قد ضعف في فترة من الفترات فهو قادر على أن يستعيد مكانته ثانية.

عقدتم مؤخرا مؤتمرا للاتحاد بالقاهرة حول  سمات الخطاب الإسلامي خاصة بعد ثورات الربيع العربي , كيف ترى شكل هذا الخطاب في المرحلة القادمة, خاصة وقد أصبحت الساحة تموج بمختلف التيارات الإسلامية التي تختلف في لغتها وخطاباتها؟ 

بداية يجب أن يتوافر في الخطاب أربعة شروط حتى يكون خطابا مؤثرا وهي أن يكون فاتحا على بصيرة أي على التخطيط الاستراتيجي , وأن يكون حكيما أي استعمال العقل والاستفادة من جميع التجارب والعلوم والفنون , وأن يتصف بالموعظة الحسنة , وأن يكون الحوار بالتي هي أحسن, وعلى الجميع مراعاة هذه الأمور من خلال منهج وسطي, والخطاب الإسلامي للجماعات الإسلامية يجب أن يكون خطابا تجميعيا وأن يوحد الناس على كلمة سواء ولا يفرقهم وأن تحكمهم القاعدة الذهبية- نتعاون على ما اتفقنا عليه وأن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.

ننتقل الآن إلى ملف آخر وهو جنوب السودان.. ما هو موقف الاتحاد من الدولة الوليدة وهل يستعد لممارسة أي دور هناك؟

أشرنا في بياناتنا السابقة إلى أن الاتحاد يأسف لما حدث من انفصال بين شمال السودان وجنوبه , ولكن مادام أن هذه هي إرادة الشعب السوداني علينا أن نحترمها, ومادام الشعب السوداني يريد هذا فهم يتحملون مسؤولية اختيارهم , وكل ما نتمناه هو أن يسعى الطرفان إلى التواصل بينهما وألا يعني الانفصال قطع التواصل بينهما نهائيا أو يكون سببا للإضرار بأي طرف, ونحن نريد من شمال السودان أن يساهم في تحقيق الأخوة مع جنوب السودان وأن يسعى لمساندته ومساعدته.

رغم أن الإسلام يحمي الأقليات الدينية ويضع المبادئ التي تنظم علاقتهم داخل الدولة , نجد أن المسلمين في الدول غير الإسلامية لا يتمتعون بهذه الحقوق..كيف نعالج هذا التناقض من وجهة نظرك؟

الإسلام انطلق في تعامله مع غير المسلمين من مجموعة من المنطلقات والمبادئ الرائدة ومن أهمها مبدأ كرامة الإنسان وبالتالي فلا يجوز الاعتداء عليه بل تجب كرامته واحترامه في حدود احترامه للآخر, ولم يكتف الإسلام في هذا المجال بوضع المبادئ وإقرار الأسس بل طبقها على أهل الكتاب في مجتمع المدينة وما حولها , وفي عصرنا الحاضر تغيرت معظم قواعد التعامل بين الأمم والأديان فأنشئت المنظمات الدولية للحفاظ على السلم الدولي, وفي المقابل نجد أن الإسلام لا يزال غير ممكن ولا له قدمه التي يرسخها في الأذهان ولا يتمتع بالحماية القانونية بل لم يتم الاعتراف به في بعض الدول إلى الآن, وهو ما يستدعي منا موقفا حكيما في المعالجة.

لا يزال الإسلام حتى هذه اللحظة متهما بأنه  دين عنف استنادا إلى آيات الجهاد في القرآن الكريم, كيف نرد على هذه الفرية ؟

علينا أن نستمر في بذل الجهود حتى  نصحح هذا المفهوم الخاطئ , وعلينا أن نؤكد على تركيز الإسلام على أن الجهاد في سبيل الله ليس بالقتال فقط بل القتال هو آخر المطاف بشروطه وضوابطه إعطاء لفرص أخرى من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ونحوها , وقد ربط القرآن الكريم الاختلاف بالتعارف وليس بالصراع والتناحر.

 

• القاهرة - أحمد عبد العزيز
• القاهرة - إسلام محمد

 


: الأوسمة



التالي
حوار مثير مع الشيخ سلمان العودة عن السجن والفيس بوك والتأليف
السابق
القره داغي: الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة المشكلة القائمة في اقليم كردستان

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع