البحث

التفاصيل

مفارقات.. بين سقوط العلم الصهيوني والقذافي (الدكتور صلاح الدين سلطان)

الرابط المختصر :

بيروت/ موقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

منذ 42 عاما كان أسوأ يوم في تاريخ الكيان الصهيوني كما عبَّرت رئيسة الوزراء الصهيوني "جولدا مائير" حيث أقدم "مايكل روهان" بمحاولة إحراق المسجد الأقصى، وقد شب الحريق يوم 21/8/1969م في أجزاء كبيرة من المسجد والتهم منبر صلاح الدين الذي أعده نور الدين محمود؛ فقد خشيت "جولدا مائير" أن يحرك الحريق الأمة العربية الإسلامية ليحرق الكيان الصهيوني انتقاما لأقصاهم وقدسهم الشريف، لكنها عبرت في اليوم التالي فقالت: هذا أسعد يوم في تاريخ إسرائيل؛ لأنها وجدت مواتا من الأمة، كما قال الشاعر:

لقد أسمعت لو نادت حيًا      ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت فيها أضاءت  ولكن أنت تنفخ في رماد

وعلى أنقاض الجثة الهامدة للأمة قام الكيان الصهيوني بتهويد رهيب لمدينة القدس بمحو كامل لسبعة وثلاثين حيًا من أحيائها العريقة، وحُفر 39 نفقًا تحت المسجد الأٌقصى، وحوصر المسجد ب61 كنيسًا، وتم تغيير اسم 22 ألف شارع وحارة إلى العبرية في مدينة القدس الشرقية والغربية، ويعلنون أن القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ويستحثون أمريكا لنقل سفارتها في القدس، هذا فضلا عن طرد 6 ملايين فلسطيني، وأسر أكثر من 8 آلاف، وبناء مستوطنات بالجملة، واعتداءات لم تتوقف أسبوعا واحدا حتى وصلت إلى الضباط والجنود المصريين حيث قُتل منهم حوالي عشرة وهم مرابطون على أرض مصر، فانفجر الشارع المصري على عكس توقع "جولدا مائير" سابقا، و"نتنياهو" لاحقا مرورا بأكابر مجرميهم من أمثال: شامير وشارون وبيريز وباراك وأولمرت وليفني حيث ظنوا أن الأمة الإسلامية قد ماتت، ولقد رأيت عيناني وسمعت أذناي حماس الشباب والفتيات أيضا أمام السفارة الصهيونية على ضفاف النيل في قاهرة الأزهر، قد رأيتُ هؤلاء لا يريدون فقط الانتصار والانتقام لقتل جنودنا وضباطنا المصريين، بل من أجل تحرير فلسطين كلها واستعادة المسجد الأٌقصى الأسير والانتقام لقتل إخواننا من شهداء غزة والضفة معا، وقد رأيت الشباب يطلقون آلافا من الألعاب النارية في اتجاه العَلم الصهيوني في إصرار رهيب على حرقه وإنزاله، حتى اندفع الشاب "أحمد الشحات" لينهي الموقف بإنزال العلم الصهيوني الذي رفرف أكثر من ثلاثين عاما ملطِخا هواء مصر ونهر النيل، مُدنِسا كرامتنا في الرغام، وارتفع العلم المصري في فجر اليوم الذي أحرق فيه المسجد الأقصى قديما؛ ليكون علامة على عهد جديد ويبدأ مسلسل تحرير الأقصى وفلسطين من مصر كما بدأه صلاح الدين ضد الصليبيين، والعز بن عبد السلام ضد المغول، وشاء الله أن يكون عام إحراق المسجد الأقصى سنة 1969م عام ثورة الفاتح من سبتمبر، أي بعد إحراقه بعشرة أيام، حيث قام القذافي بانقلاب على الملك السنوسي، وأقام الجماهيرية الليبية على خرافة الكتاب الأخضر، وهوس الجنون - وهو فنون- الذي حكم ليبيا 42 عاما منع فيها أن يبرز أي شخص سوى القذافي حتى لو كان لاعب كرة، في صورة لم تتكرر في العالم، فيُعطى كل لاعب كرة رقما فيقال: لقد أمسك الكرة اللاعب رقم 6 و"شاطها" إلى رقم 9، لتخفي لعبة الأرقام أي رمز في البلاد سوى القذافي أولا، ثم أولاده وفقط، ومن عجائب القدر أن يوم 21/8 الذي تم إحراق المسجد الأقصى فيه قديما، وهو اليوم نفسه الذي سقط فيه العلم الصهيوني في مصر وسقط نظام القذافي في ليبيا، حيث استسلم بعض أبنائه وقُبض على أكبر مجرمي ليبيا بعد القذافي وهو ولده سيف الإسلام وهرب القذافي إلى الجحيم! وداس الشباب صورته بالنعال، وعمت الاحتفالات أرجاء ليبيا والعالم الإسلامي كله ليأتي الفاتح من سبتمر عيدا جديدا لليبيا والأمة بعد أن تخلصت من ثالث ديكتاتور بعد مبارك وزين العابدين والعاقبة بإذن الله لجزار الأسد و"فاسد" اليمن وبقية النظم الديكتاتورية في عالمنا العربي والإسلامي.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والشكر لشباب الثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، والشكر لأبناء الأمة الذي ابتهلوا وتضرعوا على القذافي وطغاة العرب في أيام وليالي رمضان بدون "مبارك". 

وأمل في الله ألا ينتهي هذا العام إلا وبشارات جديدة للأمة وإنذارات جادة للكيان الصهيوني ليبقى مرتعشا حتى ساعة التحرير.

يا قوم أمامنا جهاد مدني طويل لتأسيس دول إسلامية حضارية منتجة مستقلة تمهيدا لجهاد عسكري لننهي بإذن الله كل صور الاحتلال الغربي والصهيوني.


: الأوسمة



التالي
وآتوا الزكاة... هل تسقط الزكاة بالموت
السابق
الحلول الإسلامية شمولية في القضاء على أسباب الفقر

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع