البحث

التفاصيل

وهْم البابا (حاتم صالح)

الرابط المختصر :

بعد مرور نصف عقد على خطاب ريجنسبرغ، عاد البابا بنديكت السادس عشر مرة أخرى إلى ألمانيا – في زيارة رسمية موضوعها الأساسي إعراض أوروبا عن الرب – فيما لا تزال أزمته مع العلوم، ومع الإسلام، ومع تعدد الثقافات تلقي بظلالها. وبعد الخزي الذي لحق به بسبب الاحتجاجات الغاضبة، ومن ثم إلغاء زيارته الأخيرة لجامعة لاسابينزا في عقر داره في روما –  فضلاً عن الاتهامات المتزايدة ضده بالتستر على جرائم تحرش – أما آن للبابا أن يعي دروس ريجنسبرغ؟

ألقى يوحنا بولس الثاني خطاباً مؤثراً أمام الأكاديمية البابوية للعلوم في روما – بمناسبة مئوية ميلاد آينشتاين – عبّر فيه عن أمله بأن تعيد الكنيسة النظر في قضية غاليليو سيئة الذكر، مما أدى إلى دق أجراس الخطر. ولم يكن هذا داخل أسوار مدينة الفاتيكان العتيقة فقط؛ ذلك أن الكثير من المشتغلين بالعلوم نظروا إلى اللجنة الخاصة التي شُكلت في يوليو 1981 على أنها محاكمة جديدة لغاليليو، وهو قلق ربما برره ما انتهت إليه الفاتيكان لاحقاً من نتائج مذهلة.

ففي حين أثنت الفاتيكان على تبصُّر غاليليو في الكتاب المقدس – في مفارقة محيرة – فإنها ألقت عليه باللوم لخلطه بين العلوم والفلسفة، وأبعد من ذلك لمخالفته "ذات المنهج التجريبي الذي كان هو أحد مؤسسيه الملهَمين". وبالنتيجة فإن "سوء فهم متبادل ومأساوي" عُزيت إليه "خرافة غاليليو"!

أما الكاردينال السابق جوزيف راتسنغر (البابا بنديكت السادس عشر حالياً) فقد تمادى في خطاب ألقاه في جامعة لاسابينزا في روما في فبراير 1990، حيث اقتبس من فيلسوف علوم نمساوي، قائلاً: "لقد ظلت الكنيسة في زمن غاليليو أكثر إيماناً بالعقل من غاليليو نفسه… الحكم ضد غاليليو كان عقلانياً وعادلاً".

لكن الاحتجاجات الغاضبة في لاسابينزا، مطلع 2008، أرغمت البابا بنديكت على إلغاء زيارة أخرى للجامعة كان من المقرر أن يلقي فيها خطاباً على منوال خطاب ريجنسبرغ المعروف. ففي رسالة مشتركة إلى رئيس لاسابينزا، اعترض ما يقرب من 70 عالماً على زيارة البابا واصفين الكلمات المؤيدة لاضطهاد غاليليو بالمُهينة.

غاليليو: لماذا؟

رفضت الكنيسة في عام 1616 نموذج الكون "شمسي المركز" المدعوم من قبل غاليليو، وذلك استناداً إلى أن غاليليو لم يكن بوسعه تقديم البراهين القاطعة على أن الأرض تدور حول الشمس. في ذات الوقت مُنع غاليليو من إجراء أي بحوث للحصول على تلكم البراهين. وفي حين كان هدف محاكم التفتيش الإسبانية، التي بدأت في عام 1478، هو إجبار مسلمي إسبانيا ويهودها على التخلي عن معتقداتهم الدينية، كان هدف محكمة التفتيش الرومانية في عام 1633 هو إجبار غاليليو على التخلي عن معتقداته العلمية. ومن ثم فقد حُكم على غاليليو بالإقامة الجبرية في منزله مدى الحياة كما وُضعت كتبه في القائمة السوداء.

"إن عدم التصرف حسبما يتفق مع العقل يتعارض مع طبيعة الإله". هذه هي المقولة الفاصلة في طرح الإمبراطور مانويل الثاني ضد استخدام العنف في تغيير المعتقدات، كما أشار إليه البابا بنديكت السادس عشر في خطاب ريجنسبرغ الذي حظي بتغطية واسعة. وأخذاً بعين الاعتبار إقراره الظاهر للقمع الذي تعرض له غاليليو، فإننا مضطرون إلى التشكك فيما يقصده البابا بـ"العقل" فضلاً عما يقصده بـ"العدل".

وبالفعل فإن خطاب ريجنسبرغ، في 12 سبتمبر 2006 بألمانيا، يرسم – بحسب البابا – الخطوط العريضة في محاولة "نقد للعقل الحديث من الداخل"، والتي يطمئننا هو بأنها "لا ترمي بأي بحال إلى إعادة عقارب الساعة إلى زمان ما قبل التنوير ورفض إضاءات العصر الحديث".

"إن العقل العلمي الحديث"، كما يقول البابا، "ينطوي من حيث الجانب الأفلاطوني المتأصل فيه على سؤال يشير إلى شيء وراءه، ووراء إمكانات منهجيته". ولا يلبث البابا أن يقرر أن "العقل العلمي الحديث يجب عليه بكل بساطة أن يقبل بالبنية العقلانية للمادة، وبالتناظر بين الروح وبين البنى العقلانية السائدة في الطبيعة، كإحدى المسلَّمات التي يجب أن تقوم عليها منهجيته". وبما أن ما يرمي إليه الرجل ليس شيئاً أقل من مراجعة جذرية لمنهجية البحث العلمي، فإن السؤال الذي لا مفر منه – والذي لا شك أن غاليليو كان سيطرحه – هو: لماذا؟

وفي حين لا يحاول البابا أن يأتي بأي إجابة فإنه يقرر وبصرامة أن هذا السؤال "يجب أن يُحال من قبل العلوم الطبيعية إلى طرق ومستويات أخرى من التفكير: إلى الفلسفة وعلم اللاهوت"؛ أي إلى فلسفة يونانية هُمّشت بفعل تجريبية ابن الهيثم في البصريات وغاليليو في الفلك، وإلى علم لاهوت قائم على ما أسماه بلاكويل، الأستاذ بجامعة سانت لويس، بـ"منطق مركزية السلطة". وبعيداً كل البعد من أن يكون نقداً من الداخل، فإن تسلط البابا بنديكت على العقل يُشعل في واقع الأمر ما يدعي هو محاولة إخماده: "ديكتاتورية المذهب النسبي the dictatorship of relativism"!

من أرسطو إلى كانط

سجل تصويت مثير للاهتمام أجراه الكاتب ومقدم البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية الـ BBC ميلفن براغ – بعنوان "أعظم فيلسوف" – سجل حلول أرسطو تاسعاً في قائمة العشرة فلاسفة الأهم، بينما جاء خمسة من الستة الأوائل فلاسفة متأخرين كالألمان: كانط، ونيتشه، وبشكل مفاجئ ماركس.

على أن نطاق البحث الفلسفي عامة تراجع  تراجعاً كبيراً في وجه قفزات العلم الحديث – لاسيما بعد آينشتاين – لدرجة أن أشهر فيلسوف في القرن العشرين، لودفيغ فيتغنشتاين، انتهى إلى أن "المهمة الوحيدة المتبقية للفلسفة هي تحليل اللغة". وحتى الفكرة التي لم تكن في الحسبان، وهي أن المنطق محدود بطبيعته، أكدتها بشكل مفاجئ نظرية عدم الاكتمال الرياضية في عام 1931، كما أكدتها حديثاً الاكتشافات التي لا تكاد تُصدَّق في مجال المعلوماتية الكمية (بما في ذلك النقل الكمي عن بعد quantum teleportation الذي يشبه الخيال العلمي).  وتعليقاً على كلام فيتغنشتاين، قال فيزيائي كامبردج ستيفن هوكنغ متعجباً: "يا له من نزول من التقليد الفلسفي العظيم الممتد من أرسطو إلى كانط!"

مسار تصادمي 

إن رؤية صامويل هنتينغتون المرعبة، والمتمثلة في صراع حتمي للحضارات، تعتمد – بحسب إدوارد سعيد – على "مفهوم غامض لشيء أسماه هنتينغتون ‪’‬الهوية الحضارية‘، والتفاعلات بين سبع أو ثماني حضارات رئيسية يحظى النزاع بين اثنين منها، الإسلام والغرب، بنصيب الأسد من اهتمامه".

وبما أن العديد من الخبراء ينظرون الآن إلى نبوءة صراع الحضارات (التي تحقق نفسها بنفسها) على أنها المخطَّط الأم للسياسة الخارجية الأمريكية في أعقاب 9/11، فإننا مضطرون إلى حمل أفكار هنتينغتون – بما في ذلك فكرة "الهوية الحضارية" – على محمل الجد. فبعد أن أعلن في مقال صيف 1993 الذائع الصيت "صراع الحضارات؟" أن "خطوط التصدع بين الحضارات ستصبح خطوط المواجهة في المستقبل"، مضى هنتينغتون ليفرد الثقافة والدين كأهم عناصر الهوية الحضارية.

فعلى سبيل المثال، يزعم هنتينغتون أن "المجموعة الأوروبية  تستند إلى أساس مشترك من الثقافة الأوروبية والمسيحية الغربية". وإذا ما نحن قبلنا جدلاً بزعم هنتينغتون المفرط في التفاؤل إزاء مكانة المسيحية في أوروبا الحديثة، فلا بد لنا أن نتساءل: ما هي الثقافة الأوروبية؟ لا يحدد هنتينغتون هنا المقصود بالثقافة الأوروبية، متملصاً من فخ الاختصار المخل لمفهوم بالغ التعقيد كهذا، اختصاراً في مجرد جانب أو جانبين من جوانبه المتعددة والدائمة التطور.

لكن البابا  في خطاب ريجنسبرغ نحى بأفكار هنتينغتون منحىً أبعد خطورة إذ حاول ترسيخ هوية أوروبية قوامها نسيج مثير للجدل من المسيحية الغربية والتراث اليوناني، ومن ثم الروماني، وهو نسيج مزقته قرون طويلة من "نزع الهَلْيَنة" مصدره الكنيسة ذاتها. يقارن خطاب ريجنسبرغ – الذي اقترب في توقيته من ذكرى 9/11 قرباً مقلقاً – بين الهوية اليونانية المسيحية المفترضة لأوروبا وبين إسلام خرافي، متعطش للدماء ولا عقلاني بطبيعته.

عصا الأعمى

مع أن النهضة الأوروبية كانت قد سُبقت بنهضة في الفكر الأرسطي – في المقام الأول عن طريق الشروح المعمَّقة للفيلسوف الإسباني المسلم ابن رشد الذي انتهى استناداً إلى القرآن الكريم إلى أن دراسة المنطق واجبة دينياً –  فأن ولادة العلم الحديث تزامنت على الرغم من ذلك مع انهيار الرؤية البطليمية للعالم. فنظريات بطليموس واسعة الانتشار كان عليها أن تفسح المجال لنظريات جديدة قائمة على التجربة بدلاً من آراء أفلاطون وأرسطو. هذه الرؤية الجديدة للعالم صيغت رياضياً عن طريق الهندسة التحليلية التي دمجت دمجاً أنيقاً بين هندسة إقليدس وجبر الخوارزمي (العراق، 780-850).

ارتكزت رؤية بطليموس للعالم على ركيزتين أساسيتين: واحدة بصرية والأخرى فلكية. أما في الفلك فقد طور بطليموس رأي أرسطو بأن الأرض هي مركز الكون إلى نموذج فلكي متكامل. وبالرغم من أن نموذج الكرات –  التي بعضها داخل بعض –  هذا أعطى نتائج دقيقة عموماً، إلا أنه وضع القمر في مدار جعله في بعض الأوقات أقرب إلى الأرض بمرتين منه في أوقات أخرى؛ ومعنى هذا أن القمر كان يجب أن يُرى أحياناً أكبر بمرتين!

وفي حين أن هذا الخلل لم يقض على نموذج بطليموس، فإن سبقاً تقنياً هاماً في حوالي عام 1608 كان كفيلاً بالقضاء عليه. فقد مكّن اختراع المنظار المقرب – من قبل صانعي نظارات هولنديين – مكّن غاليليو من تفحص النجوم والكواكب المختلفة بوضوح غير مسبوق. غاليليو وجد أن كوكب المشتري تحديداً كانت له عدة أقمار تدور حوله، في تعارض مباشر مع نموذج بطليموس "أرضي المركز" الذي تدور فيه كل الأجرام السماوية حول الأرض. وبالرغم من محاكمة الكنيسة – ومن ثم قمعها – لغاليليو فقد استُبدل نموذج بطليموس في آخر الأمر بنموذج كبلر "شمسي المركز" الذي تدور فيه الأرض بيضاوياً حول الشمس.

أما في البصريات فقد فسر بطليموس ظاهرة الرؤية تفسيراً خاطئاً باستخدام نظريته "شعاع الرؤية"، التي يرجع أصلها إلى أفلاطون. تُصدر العين حسب هذه النظرية أشعة تنتشر في الهواء متحسسة الأجسام المختلفة قبل أن تعود إلى العين بتصور مرئي للأجسام المشاهَدة؛ لذلك قيل عن شعاع بطليموس هذا أنه يشبه "عصا الأعمى".

لكن سبقاً تقنياً هاماً في منعطف الألفية الأولى مكّن العالم العربي ابن الهيثم من أن يفسر وبنجاح كيفية الرؤية معتمداً فقط على الضوء الداخل إلى العين. ابن الهيثم بيّن عملياً باستخدام الكاميرا ذات الثقب التي ابتكرها – والتي هي أساس التصوير الفوتوغرافي – كيف أن الضوء المنعكس عن الأجسام المضاءة يسقط في داخل العين مكوناً صورة مرتبة نقطة بنقطة للمنظر المشاهَد. بحوث ابن الهيثم هذه لم تؤدِّ فقط إلى تفنيد نظرية بطليموس الخاطئة بل جعلت من التجربة البرهان المعتمد، ليس في البصريات وحدها وإنما في الفيزياء عامة. (انظر "أعجوبة الضوء" من مطبوعة اليونسكو "عالَم من العلوم"، المجلد رقم 3، العدد رقم 4، أكتوبر - ديسمبر 2005).

وبينما بدأت – في البصريات – دراسة الخصائص الحارقة للعدسات قبيل ابن الهيثم، فإن دراسة خصائص الرؤية والتكبير فيها لم تنطلق فعلياً إلا مع كتابه الرائد "المناظر". وقد شكل هذا أساساً لحرفة صانعي النظارات الهولنديين الذين اخترعوا – بأن وضعوا عدسة أمام أخرى – المنظار المقرب، ممكنين غاليليو من تحدي بطليموس والكنيسة علمياً.

"لا إكراه في الدين"

هكذا أعلن القرآن الكريم موقفه الصريح من استخدام العنف في نشر العقائد. لماذا؟ تستطرد الآية شارحة "قد تبين الرشد من الغي"؛ أي بالدليل والحجة.

ومن المدهش أنه في النسخة المترقبة من خطاب ريجنسبرغ التي نُشرت لاحقاً، "كاملة مع التعليقات في الحاشية"، فشل بنديكت السادس عشر في تقديم أي دليل على زعمه الذي أثار انتقادات واسعة أنه "بحسب الخبراء، هذه واحدة من سُوَر المرحلة المبكرة، عندما كان محمد [صلى الله عليه وسلم] لا يزال ضعيفاً ومهدداً". ولكن المدهش أكثر هو أن الرجوع إلى أيٍّ من أمهات كتب التفسير القرآني يؤكد عكس ما ذهب إليه البابا تماماً! وبالرغم من إشادته بـ"العزيمة على الإذعان للحق" في العلوم، فقد آثر البابا وبغرابة إعادة صياغة شكلية لزعمه الخاطئ.

"إن قصة ’نشر الإسلام بالسيف‘ هي أسطورة شريرة، واحدة من تلك الخرافات التي نشأت في أوروبا أيام الحروب الكبرى ضد المسلمين"، هذا ما يقوله الناشط اليهودي في مجال حقوق الإنسان أوري أفنيري في مقاله الجدير بالذكر"سيف محمد" (صلى الله عليه وسلم). وبما أن الإسلام يمنح المسيحيين ذات المكانة التي يمنحها لليهود، فربما كان من المفيد أن نسأل ما إذا كانت الأقليات اليهودية تحت حكم المسلمين قد أُجبرت على تغيير ديانتها. نفس السؤال يمكن أن يُطرح بصورة مختلفة: ما هو نظير محاكم التفتيش المسيحية لدى المسلمين؟

"لا يوجد دليل على الإطلاق على أي محاولة لفرض الإسلام على اليهود" كما يقول أفنيري الذي يستطرد قائلاً: "لقد تمتع يهود إسبانيا كما هو معروف – تحت حكم المسلمين – بازدهار لم يتمتع به اليهود في أي مكان آخر حتى أيامنا هذه تقريباً... كان اليهود في إسبانيا المسلمة وزراء، وشعراء، وعلماء". وينتهي أفنيري إلى أن "ذلك كان بحق هو العصر الذهبي".

وبالفعل فإن العديد من كتب العلامة الموسوعي ابن رشد (الأندلس، 1126-1198 ) لم يصل إلينا إلا من خلال الترجمات العبرية واللاتينية لها، والفضل في ذلك يعود إلى تلامذته من اليهود والمسيحيين في إسبانيا المسلمة، ولاحقاً في مختلف أنحاء أوروبا. فعلى سبيل المثال لم تتم ترجمة شرحه الهام لـ"جمهورية أفلاطون" من العبرية إلى العربية – التي كُتب بها ابتداءًً – إلا منذ سنوات قليلة فقط. إن السؤال الحاسم، كما طرحه أفنيري، حول مشاركة الأقليات الدينية في حياة المسلمين العلمية، والثقافية، وحتى السياسية، هو: " كيف كان يمكن ذلك لو أن النبي [صلى الله عليه وسلم] أمر بنشر الدين بالسيف"؟

وبوصفه داعية حقيقي من دعاة حوار الأديان والثقافات – القريب البعيد –  قال يوحنا بولس الثاني ذات مرة: "لا ينشأ صراع إلا إذا حُمل الإسلام أو المسيحية على غير محملهما أو طُوِّعا لغايات سياسية أو أيديولوجية". هذه الرؤية – التي تنطبق على الأزمة الحالية أيما انطباق – تضاهي تبديد إدوارد سعيد لخرافة صراع الحضارات كصراع جهالات ليس إلا.

----
يود الكاتب أن يشكر كلاً من ديفيد ويلكنسون وإحسان الحمّامي على مساعدتهما في تدقيق المقال لغوياً، وذلك في نسختيه الإنكليزية والعربية


: الأوسمة



التالي
الحسبة في الإسلام (د. عبد الحليم عويس)
السابق
الحركات الإسلامية ودورها في العودة إلى التمكين (الدكتور علي الصلابي)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع