البحث

التفاصيل

رسالة إلى أهلنا في الانبار والموصل وسامراء وغيرها (محمد البرزنجي)

الرابط المختصر :

بسم الله والحمد لله


لقد أمرنا الشارع الكريم بإنكار المنكر ونصرة المظلوم وأقل ما يمكن أن نقدمه لأهلنا المظلومين في العراق الجريح نصيحة خالصة نوجز فيها ما نراه  ضرورات ملحة:-


أولا : المحافظة على وحدة الحراك فالجماهير المظلومة المنتفضة بحاجة ماسة الى وحدة الصف والقيادة والقراركي لا تنزف دماء أخرى ولا تهدر طاقات اخرى ولا تضيع فرص أخرى  نحن بأمس الحاجة اليها في إعادة بناء المجتمع وإقامة العدل وبناء كرامة الإنسان قبل تشييد البنيان ولابد لوحدة الصف والكلمة من آلية معينة كالاتفاق على تشكيل مجلس للحكماء في كل محافظة من رجال معروفين بمكانتهم وسمعتهم الطيبة  بشرط أن تشكل  تنسيقيات الشباب المتواجدة حاليا في الميدان نواة هذا المجلس المكون من العلماء والساسة وشيوخ العشائروالعسكريين  ورجال القضاء وأساتذة الجامعات.. ليس الوقت وقت مناكفات كلامية والرد على خطابات بعضنا البعض وهذه الجموع المظلومة التي انتفضت أمانة في عنق كل من يتصدر القوم ..ولقد أظهرت هذه المظاهرات السلمية  العفوية أن الظلم قد وصل إلى مستوى لا يطاق والحمد لله فإن الجماهير لم تترك لوحدها في الساحة بل تضامن معها العلماء والقيادات العشائرية والإدارات المحلية في المحافظات بخلاف ما توقع المراقبون.


ثانيا: لا بد من توثيق عرى الأخوة والنصرة مع الكرد في إقليم كردستان العراق كخطوة في طريق إعادة ترتيب البيت العراقي ثم إن خروج السنة العرب متظاهرين هو إظهار لمظلوميتهم و مظلومية بقية المكونات من الكرد والتركمان والنصارى والصابئة وغيرهم ممن ظلموا عدوانا وجورا ولا بد من رجوع التوازن الى مكونات المعادلة العراقية كبداية للحل والخروج من الفتنة الطائفية التي انتجتها السياسات الظالمة الاستبدادية .. نعم كما قال سماحة العلامة عبد الملك السعدي حفظه الله نحن لا نتعصب لطائفة أو لمذهب ونحن نردد قوله ونؤكد في الوقت ذاته أننا نعتز بانتمائنا لأهل السنة والجماعة ..فالتعصب شئ والانتماء الى الهوية شئ آخر فالتعصب مقيت وبغيض بينما الانتماء ضرورة وحق مشروع  ومن علامات انتمائنا لأهل السنة والجماعة حبنا لسيدنا علي وجميع الصحب والال بلا استثناء كما بوب الامام مسلم في صحيحه قائلا ( باب حب االأنصار وعلي من الايمان) ثم ذكر الأحاديث المستفيضة في ذلك .وبناءا على هذا نقول من الظلم الواقع علينا أن وسائل الإعلام ومناهج التربية والتعليم المكتوبة والمسموعة تطعن ليلا ونهارا في الصحب الأبراروتشوه صورة الآل الكرام كي ينشا جيل مسخ من ابنائنا أي أن الظلم لم يتوقف عند قتل الجيل الحاضر بل تعداه إلى مسخ الجيل الناشئء  لذا فإن من يطلب من جماهير المتظاهرين ان يقتصروا في خطاباتهم على المطالب الخدمية فطلبه هذا  ظلم آخر وتقليل وتصغير من شأن محنة كبرى دفعت هذه الحشود الغاضبة المظلومة إلى الساحات ومسألة تعذيب المعتقلين وانتهاك أعراض اخواتنا المعتقلات الطاهرات البريئات ليست إلا جزءا واحدا من مأساة كبرى خلاصتها التصفية ومحو الهوية .وإن كانت مظلمتهن أبشع مأساة لم يقم بها حتى السجانون في سجون الاحتلال الاسرائيلي كما ذكر سماحة المفتي العلامة رافع الرفاعي حفظه الله. .. إن العراق بلد الطوائف والمذاهب والقوميات التي ليس لأبنائها إلا التعايش كما كانوا قرونا طويلة أما القيام بحملة لتصفية رهيبة لطائفة معينة كما يجري اليوم بحق السنة  فلا يرضى به كل إنسان حروشريف . 

 

 وأخيرا فقد كلفني سماحة شيخنا العلامة مصطفى البنجويني الموصلي هذه الليلة ان أنقل كلماته القليلة العدد الجليلة المعاني إذ يقول حفظه الله ( نصيحتي الى أبنائي وإخواني من أهل الموصل والأنبار وتكريت وسامراء وكركوك وديالى وما جاورها من مدن العراق الالتزام بتقوى الله والحرص على وحدة الصف والكلمة والاستماع الى حكماء القوم من المخلصين الصادقين والحرص على حقن الدماء الزكية وحفظ  الأعراض والأموال والممتلكات العامة  يقول سبحانه ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى)وأوصيكم بما أوصانا به الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه بقوله إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا ..الحديث الشريف وفيه قوله عليه الصلاة والسلام( وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ثم يضيف سماحته قائلا وأضم صوتي الى صوت اخي فضيلة الشيخ العلامة عبد الكريم زيدان حين قال في رسالته الكريمة قبل أيام ( ليعلم المعتصمون أن الوصول الى هذا المطلوب الشرعي (ازالة الظلم ومنع أصحابه من إيقاعه) يستلزم وحدة الكلمة فيما بين المعتصمين وتناسي الخلافات)

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .  

 


: الأوسمة



التالي
الفلبين: بانجسامورو.. المأزق وسيناريوهات فى تطبيق الإتفاق (محمد الحاذق بن محمود)
السابق
مصر بين الأزمة الاقتصادية والانفراجة الربانية (صلاح الدين سلطان)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع