البحث

التفاصيل

«العودة» والإبداع في الدعوة (رمزان راشد حصين النعيمي)

الرابط المختصر :

 

قبل أشهر أطلق الشيخ الدكتور سلمان العودة فكرة «وسم العودة»، وهو عبارة عن مقاطع يوتيوب تقوم فكرتها على قضية أو حالة في المجتمع سواء شخصية أو عامة، ويتم عمل «وسم» لها أو هاشتاج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، «تويتر» مثلاً، فبدأ بوسم «نعم أتغير» وبدأ المقطع بهذه الجملة العميقة:


«لماذا لا أتغير، التغير هو التعلم ومواكبة الجديد والانتقال من التبعية والتقليد إلى الاستقلال والاجتهاد، لأن الكون كله متغير». فكان التميز في الطرح، فاستقطب عشرات الآلاف من المشاركين في وسائل الاتصال وملايين المشاهدات لهذه المقاطع، انتقل الشيخ من مرحلة التلقين إلى مرحلة إشراك المتلقي، أسلوب دعوي جاذب لأنه لم ينتقد الآخرين بل استخدم الذات للتوعية والدعوة، إنه الإبداع يا سادة..


هناك مقولة خالدة تقول: 
«المجد كل المجد يأتي من الجرأة على البدء».


تفوق الشيخ سلمان باختياره الشباب ليكونوا منتجي فقراته لأنهم الأقرب للواقع، وأيضاً لفهمهم مداخل المجتمع الرقمي «الذين يستخدمون وسائل الاتصال الرقمية».


نشر الدعوة ليس مقتصراً على الإعلام التلفزيوني أو الإذاعي، بل إنه اختار فئة أكثر انتشاراً وأكثر من ذلك.. أبدع في أسلوبه فطرق أبواب الشباب عبر الوصول إلى مجالسهم الافتراضية، إلى عالمهم الذي يجدون فيه حريتهم وراحتهم.. خاطب الشيخ سلمان المجتمع بروح متجددة بلغة بسيطة قريبة للعقول قبل القلوب..


تميز الشيخ سلمان باندماجه في تكنولوجيا العصر، فأبدع في اختيار تغريداته، اختار منصات جديدة كأنستغرام، «فيس بوك» و»تويتر» ليكون أقرب، ليس لتسويق فكره بل لنشر فكر جديد وسطي متجدد واقعي، تقول كارول هان وهي كاتبة متخصصة في الإعلام الجديد في صحيفة هافينغتون بوست: «إن اختيار المادة والمحتوى السليم في وسائل الاتصال الحديثة يساعد في الانتشار ووصول المعلومة وارتفاع مستوى المشاركة».

إن وسائل الاتصال الحديثة فيها الغث وفيها المفيد، ليس العيب في وسائل الاتصال بل في مستخدميها، فطرق الشيخ سلمان أبواب برنامج «الكييك» لعلمه أنه هناك شريحة كبير تستخدمه، فقدم منتجاً راقياً ليصل لهذه الفئة، فهؤلاء بشر يتأثرون، وقد تكون من الشيخ سلمان أو غيره تغريدة تغير حياة البعض للأفضل، ويهديه الله إلى طريق الفلاح، ويكون الشيخ أو المرسل سبباً.


أحبتي، هناك أمثلة كثيرة، ولكن الشيخ سلمان حالة استثنائية، أتى بفكر وطرق مبتكرة، إنه الإبداع يتجلى في أبهى صوره، ليس لحب الشهرة، بل أحسب والله أعلم أنه لنشر الدعوة بأساليب متوافقة مع الزمن الحالي. 
إن المتلقي من فئة الشباب أصبح حر التفكير، مطلعاً على عالم آخر مختلف عن سنوات مضت، لذا على أهل الدعوة التفكير بإبداع للوصول لهذه الفئة.


أدعو الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى.. 
((اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا))

 

 

رمزان راشد حصين النعيمي - إعلامي ومتخصص في مجال الإبداع الفني والهوية المؤسسية


: الأوسمة



التالي
حكم الأقلية لن يستمر
السابق
الإخوان المُسلمون حركةٌ إرهابيّة؟!

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع