البحث

التفاصيل

«تاجر الموت» سيحكم الهند!

الرابط المختصر :

لا يعلم كثير من الناس ان المرشح لمنصب رئيس الوزراء الهندي الجديد ناردندرا مودي رئيس حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف والذي فاز بالاغلبية الكاسحة في الانتخابات البرلمانية ممنوع من دخول الولايات المتحدة الاميركية منذ العام 2002 لاتهامه بتدبير المذابح التي جرت ضد المسلمين في ولاية كوجرات.

والتي راح ضحيتها اكثر من ألفي مسلم حيث كان رئيس حكومتها في ذلك الوقت حتى ان حزب المؤتمر الذي حكم الهند عقودا طويلة اطلق عليه لقب «تاجر الموت» لكن الرئيس الاميركي اوباما رغم هذا الحظر وجه له الدعوة لزيارة الولايات المتحدة بعد زيارة قامت بها السفيرة الاميركية في الهند له.

ولا يعلم كثير من الناس ان مودي نشا وترعرع ومازال عضوا في منظمة «راشتريا سوايا مسفاك سانغ » الهندوسية المتطرفة، وهو الذي قاد عصابات الهندوس التي قامت بهدم مسجد بابري في مدينة ايوديا وشيدت مكانه معبدا هندوسيا في العام 1992.

أما ما حدث في كوجرات عام 2002 فان اوجز وافضل وصف هو ما نشرته مراسلة «لونوفيل اوبسرفاتور» الفرنسية سارة حليفا، ونقلته الحياة في 7 يناير الماضي 2014 حيث جاء فيه «في 28 فبراير عام 2002 استقلت مجموعات هندوسية متطرفة مسلحة ببلطات وسيوف باصات وارتكبت فظائع : اغتصبت نساء وحرقت رجالا وهم احياء وذبحت اطفالا ومر أكثر من عقد على تلك المجازر ولاتزال ماثلة في الذاكرة».وقد ادت هذه المذبحة التي راح ضحيتها اكثر من الفي مسلم الى هجرة المسلمين وتقوقعهم على بعضهم في حارة في احمد اباد عاصمة ولاية كوجرات يزيد سكانها على اربعمائة الف من المسلمين، وتصفها المراسلة قائلة «الواصل الى هذه الحارة يلفته غياب لافتات المحال التجارية المضيئة وواجهات الزجاج التي تعرض وراءها سيارات من احدث الطرازات والحفر في الزفت والمنازل الكبيرة المختبئة وراء بوابات ضخمة.

 فالمشهد الهندي ينقلب راساً على عقب حين يبلغ المرء اكبر حارة للمسلمين في الهند، وهي تعرف بـ«باكستان الصغيرة». وفي مبان تبدو وكأنها جبال من الاسمنت ومحيط من الحطام، ينزل 400 الف مسلم. وفي المنطقة مدرستان ابتدائيتان رسميتان، والمنطقة غير متصلة بشبكة المياه ولا بشبكة التصريف الصحي ولا بشبكة الكهرباء. والطرق فيها غير معبدة، ولا تسير فيها باصات النقل العام. وهي مقر ثلاثة مراكز للشرطة. ولجأ الناجون من افظع مجزرة عرفتها الهند في الاعوام الماضية الى جوهابورا، الحي الواقع في ضاحية احمد اباد، عاصمة ولاية غوجارات » اما المسؤول عن تلك المجزرة فتصفه المراسلة قائلة «وثمة موجة من الشائعات والخوف والارتياب تعم المدينة. والاجواء تذكر بتلك التي سادت المانيا النازية. وعلى راس ديكتاتورية احمداباد رجل اسمه ناراندرا مودي. فهو »تاجر الموت«، على نحو ما سماه حزب «المؤتمر» الوسطي اليساري الحاكم. وهو متهم بغض النظر عن المجازر في 2002، وبعضهم يقول انه شجع على ارتكابها. ولكن التحقيقات لم تدنه، ولم تستطع اثبات التهمة عليه. والطاعنون في براءته يرون ان ادانة وزيرة في ادارته، مايا كودناني، بمد القتلة بسيوف، هي دليل على ضلوعه في المجازر». المسلمون في الهند شعروا بالخوف من «تاجر الموت» فصوتوا لصالح حزب المؤتمر الذي اخفق بشكل كبير وجاءهم «تاجر الموت» ليحكمهم.

سألت مراسلة وكالة رويترز «تاجر الموت» خلال الحملة الانتخابية عن المجزرة التي ارتكبها الهندوس المتطرفون في عام 2002 ضد المسلمين تحت رعايته وذهب ضحيتها أكثر من ألفي مسلم وتم تهجير عشرات الآلاف من بيوتهم من أحمد أباد عاصمة ولاية كوجرات التي كان يحكمها فقال «انه يشعر بالحزن (ازاء تلك المجزرة) شأن راكب في مقعد خلفي لسيارة دهست جرواً».

هذه هي قيمة ألفي مسلم عند هذا الهندوسي المتطرف الذي سيصبح رئيسا للحكومة الهندية أنهم مثل الكلاب وأن ما جرى لهم لا يساوي سوى الحزن على كلب دهسته سيارة.

وقد رفض بعد هذه المقابلة التي أثارت ضجة أن يجري مقابلات صحفية أخرى مع وسائل الإعلام.

وقد ذكرت مراسلة «لونوفيل أبسرفتوار» الوضع قائلة:

لا احد في أحمد أباد يجرؤ على انتقاد مودي والصحفيون يخشون السجن والصحف تخشى مقاطعة المعلنين والمجموعات الصناعية لها. وقد سجنت الراقصة مليكة سارابهاي إثر وصفها مودي بـ «مهندس التطهير الاثني في 2002». واغتيل منافسه في الحزب نفسه في وضح النهار. «مودي هو رئيس يليق بكوريا الشمالية».

هناك جريمة أخرى كبرى بحق المسلمين ارتكبها نارندرا مودي في 6 ديسمبر عام 1992 حينما قاد أكثر من خمسة عشر ألف هندوسي متطرف في مدينة أيوديا التي تقع في ولاية أتر برديش التي تقع شمال الهند، وقاموا بهدم مسجد بابري الذي بناه مؤسس الامبراطورية المغولية ظهير الدين بابر في القرن السادس عشر الميلادي حيث كانت مملكته المسلمة تسيطر على أجزاء واسعة من شبه القارة الهندية وأفغانستان ومناطق أخرى مدعين أن مسجد بابري بني على هضبة راماكوت التي بني عليها المعبد الذي ولد فيه إله الهندوس راما، وهي أسطوره شبيهة بأسطورة الهيكل لدى اليهود، وكان هدم المسجد وحرقه يجرى أمام العالم كله وأمام شاشات التلفزة، وقد ولدت بعد هذا الحادث نجومية هذه المنظمة الهندوسية المتطرفة التي يقودها مودي «بهاراتيا جاناتا» مما جعل الهندوس يصوتون لها بكثافة في الانتخابات التي جرت في عام 1998، ثم يمنحونها الأصوات بشكل كبير في الانتخابات التي جرت قبل أيام متخلين عن حزب المؤتمر التاريخي الذي تقوده عائلة غاندي ويتبنى النظام العلماني القائم على التنوع الثقافي والديني والعرقي للهند، مما يعني أن الهند سوف تدخل مرحلة جديدة من الصراع الديني في ظل المخاوف التي تنتاب المسلمين من وصول حزب بهاراتيا جاناتا وزعيمه الدموي «مهندس التطهير العرقي» و«تاجر الموت» للسلطة.

لقد تبدل المشهد السياسي في الهند بشكل مثير واصبح مودي زعيما سياسيا لدولة كبيرة هي الهند بعدما كان طوال أكثر من عشرين عاما يوصف بأنه عنصري دموي قاتل، ورغم أن المسلمين الذين يشكلون 16% من سكان الهند وصفوا قبل وصول مودي للسلطة ووفق تقرير حكومي رسمي هندي صدر في عام 2006 أنهم يعاملون على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية فلنا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث لمسلمي الهند في ظل رئيس حكومة يعتبرهم كالكلاب، ومتهم بقتل وتصفية الآلاف منهم، بل إن منظمة «آر إس إس» وهي الجناح العسكري لحزب بهارتيا جاناتا التي ينتمي إليها مودي تصف المسلمين في أدبياتها بـ «الأفاعي السامة الهادئة»!

يبدوا أننا على أعتاب مآس جديدة لمسلمي الهند؟


: الأوسمة



التالي
صوفيون عقلاء
السابق
منطق النخبة.. وسلوك أصحاب الرسالات

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع