البحث

التفاصيل

لن ننسى ..

الرابط المختصر :

لابد لذاكرة الثوار أن تظل يقظة لا تركن للنسيان .. فتية لا تنثني أمام طوفان الكذب والبهتان.. مقاومة مؤامرات التضليل الإعلامي، عصية على نزعات الرؤى الاستسلامية، ونزغات التربية الانهزامية.. لا يتسرب الإحباط واليأس إلى نفوس أبنائها، ولا ينفذ الضعف والعجز إلى إرادات حماتها. في أتون معركة، يحاول سدنة العبودية، وأعداء الحرية، إخماد جذوة الثورة، والإجهاز على كل عرق ينبض بالحق، وتكميم كل صوت ينادي بالحرية، من خلال طمس الحقائق، وتغييب الوعي، وتزييف الوقائع، عبر كذب الكلمات، ومبتذل البرامج، وسحرة الإعلام. فكما قال ابن عطاء الله السكندري: نسيان الحق خيانة، والاشتغال عنه دناءة.


  لن ننسى.. ميلاد الأمل، وبسمة الرضا، ونشوة النصر، وفرحة الحرية .


لن ننسى.. تعانق القلوب والمشاعر، وتوحد الأهداف والوسائل، وتناسق العقول والأفكار.


لن ننسى اقتسام كسرة خبز وجرعة ماء، وإحياء معاني الإيثار في ميدان التحرير وكل ميادين الثورة.


 لن ننسى.. مجابهة القهر، والصمود أمام البطش، والتغلب على اليأس، والانتصار على الضعف، ومواجهة التحديات.


لن ننسى.. الموجات الشبابية من كل التيارات، وقد تعانقت الأهداف والغايات، بالرغم من اختلاف الرؤى والأيديولوجيات.


لن ننسى.. إبداع الثورة ووسائلها المبتكرة في التصدي لخطة الداخلية، عندما فتحوا السجون وروعوا الآمنين، فكانت فكرة اللجان الشعبية التي استلهمتها مصر كلها.


لن ننسى.. الممارسة الديمقراطية الواعية واصطفاف الجماهير في استحقاقات انتخابية عديدة، في حر الصيف، وبرد الشتاء، وكيف ضرب العسكر بإرادة الشعب عرض الحائط.


لن ننسى.. الدور القذر الذي قامت به أجهزة الدولة العميقة للإيقاع بين الثوار والتخلص منهم بعد ذلك، كل على حدة لنردد جميعا: أكلنا يوم أكل الثور الأبيض!


لن ننسى.. دور (الإعلام .. القضاء .. الشرطة.. الجيش) في الانقضاض على السلطة، وعدم تمكين المصريين من أحلامهم وطموحاتهم.


لن ننسى.. أن من كان يدافع عن مبارك بالأمس، هو من يقف بجوار الانقلاب اليوم. ومن هاجم ثوار يناير  بالأمس، هو من يكيل الاتهامات لهم اليوم.


لن ننسى.. أن ثورتنا قامت على الفساد الذي لوث حياة المصريين، فملأ أبدانهم بالأمراض، ونهب أموالهم بالاحتكار والفساد، والمال الحرام، وحرم أبناءهم من الطموح أو الأمل عبر توريث المناصب واحتكار الوظائف، وتقسيم الشعب إلى طبقات( السادة والعبيد).


ولن ننسى.. أن كل من قامت عليه الثورة يعيش الآن حرا طليقا، بينما رموز الثورة بين شهيد وسجين وطريد.


لن ننسى.. مذبحة رابعة، ومحرقة النهضة، وأبشع مظاهر التنكيل في العصر الحديث، والتي لم تمارسها السلطات إلا في حق أبناء الوطن.


لن ننسى دماء الشهداء، وأنين الجرحى، وزفرات الأسرى، وصرخات الحرائر.


وكما أننا لن ننسى، فكلنا ثقة أننا قادرون على استعادة هذه روح وذلك الزخم، وتلك الفعاليات، مع مزيد من الإبداع، ومزيد من الابتكار، ومزيد من التلاحم.


ذاكرتنا ملأى ولن ننسى .. يوما ستعود الثورة .. ويومها لن نلدغ من جحر مرتين!


: الأوسمة



التالي
إلى منهج أهل السُّنة من جديد 2
السابق
معالم الفقه الرشيد

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع