البحث

التفاصيل

قائمة الإمارات الإرهابية

الرابط المختصر :

خرجت علينا دولة الإمارات العربية المتحدة، بقرار يضم (83) ثلاثة وثمانين منظمة، وصفتها بأنها منظمات إرهابية، بدون أي أسس أو معايير، وقد قوبل هذا القرار باستنكار واستهجان من قبل المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية، ومن اللافت أن تكون معظم هذه الحركات حركات إسلامية سنية، فلم تدرج في قائمة الإرهاب الإرهابيَّ الأكبر في العالم، والعدو الأول للعرب والمسلمين (إسرائيل)، وهي الدولة التي يعلم القاصي والداني أنها انتهكت سيادة الإمارات باغتيال المبحوح، وما خفي كان أعظم، ولم تدرج الإمارات أي جماعة يهودية إرهابية داخل إسرائيل أو خارجها، مثل الجماعات التي تدعو إلى اقتحام المسجد الاقصي وهدمه على رؤوس المصلين. أو جماعات اليمين المسيحي المتطرف في أوربا، أو الجماعات والأحزاب الهندوسية المتطرفة في آسيا!!

ومن اللافت كذلك أنها لم تدرج دولة إيران، التي تحتل جزرها الثلاث من عام 1971م حتى الآن، ولا نظام بشار الأسد الذي قتل أكثر من 300 ألف شخص، وما زال يقتل، ويشرد الملايين، ويدمر البلاد ويهلك الحرث النسل!!، ولم تدرج حزب الله اللبناني الذي يقتل الشعب السوري جنبا إلى جنب مع بشار، أو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية البحرينية الشيعية، ولم تدرج العشرات بل المئات من المنظمات الشيعية الإرهابية في سوريا والعراق!!. 

وإن أدرجت بعض منظمات شيعية عراقية، والحوثين في اليمن، فمن باب ذرَّ الرماد في العيون!! وإلا فمن ساعد الحوثيين مع على عبد الله صالح ونجله في احتلال صنعاء، أم سيُمنع أحمد عبد الله صالح من دخول أبو ظبي لتعاونه مع جماعة إرهابية (الحوثيين)؟!.

وفي المقابل أدرجت في القائمة مجموعة من المؤسسات الإسلامية العاملة في أوروبا، وهي مؤسسات قانونية مشروعة، تمثل المسلمين في دولها، وتحظى باحترام الجهات الرسمية، ولها علاقات وثيقة مع حكومات تلك الدول. وفور إعلان الإمارات قائمة الإرهاب، دافعت بعض هذه الدول عن المنظمات التي تمارس نشاطها على أراضيها، مثل السويد والنرويج وأمريكا، وطلبت منها توضيحًا حول إدراج هذه المنظمات.

خذ مثلا: اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي يضم في عضويته مئات الجمعيات والمراكز وآلاف الأعضاء، وحضر مؤتمره السنوي الأخير (150000) مائة وخمسون ألف مشارك، فهل يعقل أن يكون كل هؤلاء إرهابيين؟ 

إن مثل هذا القرار: يضر بالملايين من مسلمي أوروبا الذين يريدون الحفاظ على هويتهم الإسلامية، ويعرض شبابهم للانحراف والانجراف لا قدر الله، ويؤثر سلبا على مدارس الاتحاد الرسمية والتكميلية التي يداوم فيها إعداد كبيرة من أبناء المسلمين هناك.

إن هذا القرار يضم جماعة الإخوان المسلمين التي تحارب الإرهاب والفكر المتطرف من قبل أن توجد دولة الإمارات، التي أسست سنة 1971م، فقد ألف المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمون المستشار حسن الهضيبي، (دعاة لا قضاة) في أواسط الستينات من القرن الماضي، وقد نفى حليف الإمارات ومعزول مصر حسنى مبارك تهمة الإرهاب عنهم، في حديثه لجريدة (لوموند) الفرنسية سنة 1993م، وأعيد نشره في الصحف المصرية، ومنها جريدة الأهرام بتاريخ 1/11/ 1993 قال 

(إن هناك حركة إسلامية فى مصر تفضل النضال السياسى على العنف، وقد دخلت هذه الحركة بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعوا النجاح فى انتخابات النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين والمحامين).  بل يشهد بذلك تاريخ الجماعة، فعلى الرغم مما تعرضت له من أذى وقهر، في عصر عبد الناصر وعصر مبارك، وكان بإمكان أفرادها أو قيادتها أن ينتقموا ممن فعل بهم ذلك، لكنهم لم يفعلوا، وطووا هذه الصفحة بما فيها، واحتسبوا ما تعرضوا له عند أعدل الحاكمين، وخير الفاصلين. 

وضمت لائحة الإمارات، (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، الذي يضم جِلَّةٌ من علماء المسلمين من كافة المذاهب الإسلامية على مستوى العالم العربي والإسلامي، ويرأسه فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، الذي لم يتهم بالإرهاب، الإ من قبل العدو الصهيوني وأعداء الإسلام، والذي كان له أثره الكبير في محاربة التطرف، فقد أصدر في ثمانينيات القرن الماضي (سلسلة ترشيد الصحوة والحركة الإسلامية)، و كتاب الإسلام والعنف، وموسوعة فقه الجهاد، وذكر فيها فصلًا عن جماعات العنف، وسبق أن كرمته الإمارات، بجائزة شخصية العام الإسلامية، وكتبت في مسوغات منحه للجائزة: 

(تميز في الدفاع عن الفكر الإسلامي بكل قوة و شجاعة، والدعوة إلى الإسلام بمنهج وسطي معتدل، مستخدمًا في ذلك وسائل الإعلام، والشبكة الدولية الإنترنت، وتأليف الكتب العلمية والشرعية والدعوية، والحضور الإيجابي في المؤتمرات والملتقيات.


الدكتور يوسف عبدالله القرضاوي ليس في حاجة إلى أن نعرفه إلى العالم العربي أو العالم الإسلامي، أو العالم الإنساني ، لأنه يعيش على مرأى ومسمع من العالم أجمع على مدار 24 ساعة ، ويتابعون نشاطاته أولا فأولا. إنه ذلك الوجه الذي عشقته منابر المساجد، ومجامع الفقه، ومصارف الإقتصاد الإسلامي، ومجالس الجامعات ومنتديات الفكر و الإصلاح بين الفئات المتنازعة، وعشقته الإذاعات والتلفزة والصحف والمجلات، وحلقات الدرس والإفتاء، لما يحمل بين جنبيه من علم غزير و حس إسلامي رفيع، وثقافة عربية واسعة، وجرأة وروح نضالية، وأسلوب مقنع، وفكر ناضج، وأدب جم مع العلماء).

فهل تغير الشيخ القرضاوي، أم تغيرت الإمارات؟!.


: الأوسمة



التالي
السياسة والدين
السابق
عندما قامت دولة الإمارات بتكريم القرضاوي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع