البحث

التفاصيل

نهاية الشرق الأوسط

الرابط المختصر :

يدخل العالم العربي مرحلة ضبابية مجهولة، ولا يوجد أي مؤشر يدل على الوجهة الحقيقية للمنطقة العربية التي تحولت إلى ملعب للدول الكبرى، والدول الإقليمية غير العربية، إيران وتركيا وإثيوبيا، ابتداء من الحرب العسكرية والاستعمار المباشر، وانتهاء بسد النهضة الذي قد يكون سببا بخراب مصر والهجرة الجماعية للمصريين بسبب قلة الماء والغذاء.


هذا المستقبل المجهول للمنطقة العربية التي يطلق عليها الغرب "الشرق الأوسط" أصبحت ماثلة للعيان، ونحن نعيشها واقعا عمليا الآن، فالكيانات السياسية التي صنعها اتفاق سايكس – بيكو الفرنسي البريطاني لم تعد موجودة إلا من الناحية النظرية، وللتذكير فإن اتفاقية سايكس بيكو كانت عبارة عن تفاهم سري أبرم بين فرنسا وبريطانيا وروسيا عام 1916 لاقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية، وتم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. وتم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917..


قبل أيام أعلن مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه في واشنطن خلال مؤتمر حول الاستخبارات أن "الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة"، مؤكدا أن دولا مثل العراق أو سوريا لن تستعيد أبدا حدودها السابقة. وقال باجوليه مدير الإدارة العامة للأمن الخارجي "دي جي إس إيه" في المؤتمر الذي شارك فيه أيضا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" جون برينان إن "الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى وأشك بأن يعود مجددا.. نحن نرى أن سوريا مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد: ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها داعش" في إشارة إلى تنظيم الدولة..

الأمر نفسه ينطبق على العراق، ولا أعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق". وقال إن "الشرق الأوسط المقبل سيكون حتما مختلفا عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية".


في بدايات القرن العشرين كانت بريطانيا وفرنسا تلعبان بالعالم العربي، واليوم يلعب بالعرب وعالمهم، بالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا؛ أمريكا وروسيا، وهناك اللاعب الجديد الذي أثبت أنه أقوى من الجميع "إيران"، التي يتفاخر قادتها أنهم سيطروا على 4 عواصم عربية، بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ووصل الأمر إلى عقد صفقات ثنائية بين إيران وأمريكا "للتفاهم على الأوضاع في العراق وسوريا".


كل هذا يتم في ظل غياب أي مشروع عربي، ولم يتبق على الساحة العربية من قوة الآن، إلا السعودية التي عليها أن تخوض الحرب في اليمن وعليها أن تهتم بما يجري في العراق وسوريا، وهي من الناحية العملية في "حرب باردة – ساخنة"، وإلى جانب السعودية هناك كل من قطر وتركيا فقط، في الوقت الذي يغني فيه كل نظام عربي على ليلاه.


العالم العربي يتفكك، والأمة العربية تحتاج إلى قيادة سريعة الحركة وقوية القرار والإرادة والعزيمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.....


: الأوسمة



التالي
الشيخ عادل الفلاح: "الوسطية" تبرز الوجه الحقيقي للإسلام
السابق
صلاح سلطان: المساجد بإمكانها محو الأمية في العالم الإسلامي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع