البحث

التفاصيل

"العودة": سياسة دول الخليج "فزعة" والاستقالة لدينا عيب ونقص

الرابط المختصر :

- طالب بالتكفل بـ"رهام" مدى الحياة.. واعتبر "الهشتقة" تأديباً للمشاهير

وصف الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة سياسة دول الخليج العربية، بأنها أعمال فردية و"فزعة" بدون خطط إستراتيجية واضحة على النقيض من إيران ونفوذها السياسي في إفريقيا وأفغانستان وبعض الدول العربية.

وأكّد "العودة" أن منعه من السفر ومن إلقاء المحاضرات، كان بسبب بعض مواقفه وكلماته.

وفي لقائه عبر برنامج "ساعة حوار" مع الدكتور فهد السنيدي في حلقة بعنوان "الشهرة تدفع أم تقطع؟"، نسب "العودة" شهرة الدول ودورها سياسياً وخروج بعض الدول وضعف أخرى، إلى عدم وجود خطة إستراتيجية واضحة يتم بموجبها التعامل مع الآخرين.

وقال: "إيران مثلاً يتضح أنها تعمل على رؤية مدروسة ومبرمجة في إفريقيا مثلاً، وفي أفغانستان، وفي بعض الدول العربية كسوريا ولبنان، فهناك خطة متراكمة وصرف باذخ عليها بشكل مدروس، بينما دول الخليج بشكل عام تنفق الكثير من الأموال، لكن ليس هناك خطة إستراتيجية واضحة أو عمل مؤسسي، والغالب أنها أعمال فردية، كأن يقدم شخص وجهة نظره الخاصة أو فزعة أو يقوم بعمل ويقوم آخر بعمل آخر مناقض له".

وعرّف "العودة" الشهرة بأنها "أن تصل إلى عدد عريض من الناس، فإذا كنت نخبوياً تقدم معرفة متميزة وعلماً لا يفقهه إلا القليل، فهنا أنت ستخاطب شريحة نادرة، صحيح أنها مهمة لكنها قليلة العدد".

وأضاف: "الشهرة أحياناً بأنك توافق الناس على ما عندهم، أو تقدم لهم شيئاً يعجبهم فتشتهر عندهم، وقد تكون بالعكس عندما يسبح الإنسان ضد التيار، أو ما يعرف بالمثل (خالف تعرف)، وهذه مشكلة؛ فبعض الناس ربما لا يقدم للناس ما يوافقهم، أو ينتقد من يقدم للناس ما يوافقهم، ولكنه هو دائماً يتعمد أن يشتهر من خلال النقيض".

وعن الاتهام الذي يوجه لبعض الدعاة أنهم يستخدمون الدين من أجل الشهرة، نوّه "العودة" إلى أهمية عدم التسرع في اتهام نوايا الناس، وأن يحمل الإنسان الناس على حسن الظن.

وأضاف: "الذي يريد أن يشتهر في أي مجتمع سينظر إلى التيار أو المبدأ الذي يقوم عليه هذا المجتمع، أياً كان حتى لو كان سياسياً، إذا افترضت أنك تتحدث عن شهرة سياسية فالشهير السياسي كرئيس الحزب مثلاً، سيقدم برنامجه الانتخابي سيراعي فيه المخاطبين وما الذي يعجبهم".

وأضاف "العودة": "الداعية في مقتبل عمره يفرح بالأتباع والحضور، ويفرح بالشهرة، وتؤثر عليه بإشغاله عن نفسه، وقد تضره؛ فهي فتنة للمتبوع وذلة للتابع".

وأكمل: "في تويتر أنت تسمع الثناء، وغالباً ما تجد الذين في صدر القائمة يتعرضون لما يسمى بـ(الهشتقة) أكثر من غيرهم، لذلك جيّد أن يعتبر الإنسان الحياة مدرسة للتأديب".

وعن قضايا الديات وبذل الجاه لطلب تنازل أهل الدم بمقابل ملايين، ذكر "العودة" أنه لم يدخل إلا في قضية واحدة.

وقال: "أحياناً أكتب في تويتر عن بعض القضايا، ونادر جداً أن أذهب وأشارك".

وأضاف: "لا يوجد لدي موقف صراحة، ولكني أتعاطف مع الحالات الإنسانية، مثل الذي يجلس في السجن عشرين سنة، ويصبح فيه مجال للعفو، لكن المذموم هو تحويل القصة إلى تجارة، وما أشبه ذلك وهو ليس بمقبول".

ورأى "العودة" أن الداعية الذي يشارك في قضايا العفو والديات، هو يبذل جاهه، أو ما يسمى بزكاة الجاه، إلا أنه أكّد على أن الداعية لا يأخذ في مقابل بذله لجاهه.

وقال "العودة" بأن بعض الدعاة الذين يقتصر تأثيرهم على جماعة مساجدهم أو حيّهم أو بلدانهم في أحيان كثيرة، ويكونون ممن عرفوا وعاظاً أو خطباء، فإذا عرفهم الناس سألوهم عن القضايا السياسية والمشكلات الاجتماعية وتأويل الأحلام والفتاوى، ويصورون له أن كلمته في الموضوع هي الفصل، وأن الأمة تنتظر بفارغ الصبر.

وأضاف: "وبالتالي لا يستطيع أن يعتذر، فهذه مشكلة حين يخشى الإنسان أن ينكسر جاهه إذا قال إنه لا يعرف، فإذا أتته مسألة ظلّ يلف ويدور حتى يأتي بإجابة من هنا ومن هناك ويخرج من الموضوع".

واعترف "العودة" أن هناك مشكلة بين المشاهير وجماهيرهم في التواصل والردود عليهم.

وقال: "لكن حين تجد شخصاً لديه آلاف المتابعين والرسائل والإيميلات، فسيجد نفسه مضطراً أن يتجاهل كثيراً من الأشياء؛ لأنه ببساطة غير قادر على متابعتها".

ورأى "العودة" أن من عيوب المشاهير أن علاقاتهم الجديدة تكون سطحية، وأنهم مكترثون لأنفسهم ولمصالحهم أكثر من غيرهم.

وأكّد "العودة" أن المشاهير مطالبون بالحديث عن القضايا المهمة، وأن يطرقوها ويتحدثوا عنها مثل محاربة التغريب والظلم والفقر والجهل والبطالة.

ورأى أن الشخص الذي له حضور في اليوتيوب أو التويتر أو الفيسبوك أو الفضاء الإعلامي أو الصحافة المحلية، يكون مطالباً من الناس بكل شيء باعتبار أن صوته ينفذ، والواقع أن هذا الشخص عليه محاسبة أكبر بمعنى أن الكلمة التي يقولها هو يدفع ثمنها.

وذكر "العودة" تجربته في نشر صور اليوميات والرحلات التي بدأت منذ نشر المجموعة الأولى من صوره في إحدى الرحلات العائلية إلى سيريلانكا وجزر المالديف.

وقال: "حينما نشرها ابني محمد من غير قصد شعرنا في ذلك الوقت بقلق من نشرها، فكانت ردة الفعل أكثر من رائعة أكثر من أي محاضرة أو درس أو برنامج قدمته، وتبين أن الناس مزاجهم تغير فليس عندهم حساسية من نشر الصور، وبدأ الناس يفهمون منها الجانب الإيجابي مثل التعامل مع الأسرة والتبسط".

وعن فرحه بالمتابعين والصورة الشهيرة التي ظهر فيها يقص "تورتة" الاحتفال بمليون متابع قال "العودة": "أنا ما عملت بها. ابنتي قامت بالشيء هذا، ولكني لم أرفض هذا الشيء".

وانتقد "العودة" نظر المجتمعات العربية للاستقالة والاعتذار، وتحولها في منظورهم إلى عيبٍ ونقص.

وعن اشتهار صور لبعض السياسيين في مواقف اجتماعية بسيطة، علّق "العودة" عليها ووصف انتشارها بأن الناس يعشقون البساطة والتواضع الذي يعيش بينهم أكثر من الذين يعيشون في أبراج عاجية.

وتطرّق "العودة" إلى قضية تصوير أحد المحللين الرياضيين واللاعب الدولي السابق مع زوجته في مطعم عام.

وقال: "لو شاهد إنسان شخصاً على خطأ، فلا يجوز أن يقوم بتصويره ونشرها عند الناس، وهذا نوع من إشاعة الفاحشة، فضلاً عن أن بعض الصور تكون مفبركة".

وتوجه "العودة" بكلمة إلى أسرة فتاة جازان رهام الحكمي، التي اشتهرت قضية نقل الدم الملوّث إليها مؤخراً وقال: "أنا أبعث لهم دعواتي وتعزيتي لهم على هذا المصاب، وأسأل الله أن يعجل لها بالشفاء".

وطالب "العودة" أن يكون هناك كفالة رسمية بمعالجتها في أرقى مكان في العالم والتكفل بها طول حياتها.


: الأوسمة



التالي
وضع اللمسات الأخيرة ل "مؤتمر فقه الواقع والتوقع"
السابق
بن بيه : المسلمون بحاجة إلى قراءة جديدة للواقع في ضوء النصوص الشرعية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع