البحث

التفاصيل

ثوار اليمن: إقالة أعوان صالح قبل الحوار

الرابط المختصر :

مر عام على توقيع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح المبادرة الخليجية التي يصادف اليوم ذكراها الأولى، والتي نصت على تنحيه عن الحكم وتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، غير أن هناك شعورا ملموسا في الشارع اليمني بأن كثيرا من مطالب الثورة لم تتحقق على أرض الواقع.

ساحة التغيير وسط صنعاء امتلأت بأنصار الثورة، شيبا وشبابا، نساء وأطفالا. وقد حضرت أسر بكاملها لتأكيد استمرار الثورة، وفي ذات الوقت لتؤكد مطالبها التي ترى أنها لم تتحقق كلها حتى الآن وخصوصا ما يتعلق منها بإقالة من يصفونهم بسدنة الرئيس المخلوع.

الشيخ صلاح باتيس أم المصلين في صلاة الجمعة، التي أطلق عليها جمعة "الإقالة تضمن الحوار". وفي خطبته طالب الرئيس اليمني بضرورة الاستماع لمطالب الثوار، وفي مقدمتها إقالة المحسوبين على الرئيس المخلوع، والسيطرة على السلاح وتنظيم القوى الأمنية والجيش، وإقالة أقارب وأبناء صالح من المؤسستين الأمنية والعسكرية.

وأكد أن اليمنيين قادرون على مواصلة الثورة حتى آخر شخص منهم، وأن مطالبهم لا بد أن يستجاب لها.

وأشاد باتيس بقرارات الرئيس المصري محمد مرسي التي قال إنها تلبي تطلعات الشعب المصري، موضحا أن ثوار اليمن ينتظرون قرارات عاجلة من الرئيس هادي كالتي فعلها مرسي تتضمن إقالة بقايا عائلة صالح لضمان نجاح الحوار الوطني.

 وخاطب إمام الساحة الرئيس هادي قائلا "الشعب اليمني الذي أعطاك ثقته ينتظر قرارات حاسمة تنتصر لثورته وشهدائه وصبره وتضحياته"، متسائلا "ما تزال بقايا المخلوع تعبث، فأين قراراتك يا هادي؟".

وتوجه الإمام إلى المصلين شاحذا هممهم للثبات على مبادئهم، مشيرا إلى ذكرى عاشوراء ونصر الله لنبيه موسى على فرعون، ليكون يوما من أيام الله التي تجلت فيها قدرته على نصرة من ينصره.

كما عرض لمقتل الإمام الحسين رضي الله عنه في هذا اليوم، وقال إن الحسين "استشهد وهو يقود ثورة ضد الظلم والتوريث"، وأضاف أن "الحسين لم يطالب في ثورته بانفصال مكة أو المدينة" في إشارة إلى من يطالبون بانفصال جنوب اليمن.

المواطن اليمني ناجي محمد قاسم الأشحب حضر بزوجته وأبنائه إلى ساحة التحرير لحضور صلاة الجمعة والمشاركة في جمعة "الإقالة تضمن الحوار" تعبيرا عن إصرار الشعب اليمني على التغيير.

الأشحب قال في حديثه للجزيرة نت إنه بإقالة أقارب صالح وأعوانه سيمضي اليمن إلى خير، مؤكدا أن بقاءهم وعدم إعادة هيكلة الجيش سيعيقان التغيير والمبادرة الخليجية، وبالتالي لن تتحقق أهداف الثورة التي سقط من أجهلها مئات الشهداء والجرحى.

دعوة للحزم
وأعرب الأشجب عن أمله في أن يكون الرئيس اليمني الحالي حازما في قراراته "لأن الشعب اليمني هو الذي اختاره"، وأضاف "أتوقع أنه لن يخذل شعبه".

الأستاذ بجامعة صنعاء د. حسن البشاري تحدث للجزيرة نت، مؤكدا أن الشعب اليمني قطع شوطا كبيرا في مضمار تحقيق أهداف الثورة، مشيرا إلى أنه "وبعد مرور عام على خلع صالح لا نستطيع أن نقول إننا حققنا جميع الأهداف".

وأبان أن ما يعيق تحقيق بقية هذه الأهداف هو وجود أسرة الرئيس المخلوع على رأس الحرس الجمهوري والأمن المركزي وعدد من المواقع الأمنية المهمة الأخرى، وهم لا زالوا يتحكمون فيها ويعملون على عرقلة مسيرة الثورة وعدم تحقيق أهدافها.

وأضاف البشاري "هذا الوضع يجعل الثوار لا يوافقون على عقد مؤتمر الحوار الوطني تحت ظل البندقية التي بيد أبناء علي عبد الله صالح".

وأكد أنه مع استمرار هذا الوضع "فلن يكون هناك حوار متكافئ ولا عادل وحر، ولا بد أن يتم أولا إقالة بقايا أفراد العائلة، وعلى الرئيس هادي أن يتخذ قرارات شجاعة تصب في صالح الثورة اليمنية وتسجل له كإنجاز تاريخي".

كل من رأيناهم في ساحة التغيير اليوم شهدنا فيهم إصرارا على التمسك بمبادئ الثورة، وعدم التفريط في دماء شهدائها وجرحاها. والكل مجمع على أن بقايا النظام السابق ما زالت تمسك بكثير من المقاليد التي تعرقل المسار.

الحاضرون استذكروا تلك الأيام التي قاوموا فيها جبروت السلاح وبطش السلطة، وثبتوا على مواقفهم، وتحصنوا في هذه الساحة عزلا وهم يؤكدون سلمية ثورتهم، ورغم ذلك لم تغب عنهم قضايا الأمة الأخرى فرفع بعضهم صورة شهيد كتائب القسام أحمد الجعبري، وبعضهم رفع الأعلام الفلسطينية، وانطلقت دعوات لغوث شعب غزة.


: الأوسمة



التالي
محاكمة ماليزية رمزية لقادة إسرائيل
السابق
انتعاش الاقتصاد التونسي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع