البحث

التفاصيل

الاتحاد يدعو الشعب التركي العظيم إلى الوحدة والالتفاف حول حكومته الشرعية لتحقيق المزيد من المكتسبات ودحر مخططات الأعداء

 

 

 

 

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين 
يدعو الشعب التركي العظيم إلى الوحدة والالتفاف حول حكومته الشرعية لتحقيق المزيد من المكتسبات ودحر مخططات الأعداء. 

ويُفتي بوجوب محاربة الفساد، وحرمة إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار والإضرار بالبلاد والعباد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – باعتزاز – دائماً التقدم الكبير الذي أحرزه الشعب التركي العظيم في ظل حزب العدالة والحرية، من الحريات، والكرامة، وحقوق الإنسان وتحقيق المزيد من المكتسبات العلمية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتخفيف من آثار الفقر والتضخم، والبطالة التي كانت كبيرة جداً، وحتى بلغت تركيا اليوم إلى المرتبة التاسعة ضمن أغنى دول العالم، وكانت قبل حزب العدالة والحرية تحتل المرابة 111.

 

وفي مجال السياسة حققت السياسة الخارجية التركية مصداقية دولية، وتأثيراً كبيراً وأصبح لها دور إيجابي في القضايا، وتساهم في الحلول كما هو الحال في القضية السورية، وفي الصومال، وميانمار وغيرها.

وفي السياسة الداخلية نجحت الحكومة الحالية في وضع المعالم الصحيحة لحل المشكلة الكوردية، وهكذا...

 

وأمام هذه النجاحات العظيمة وغيرها تنبه أعداء الإسلام، و الحرية والكرامة، والتنمية الشاملة، فبدأت تحيك المؤامرات الواحدة تلو الأخرى لإفشال أي تجربة ناجحة في عالمنا الإسلامي، كما حدث في مصر، وكما تبذل الجهود في ليبيا، وتونس، وأخيرا في تركيا.

 

فهؤلاء يريدون في كل منطقة مستقرة احداث فوضى خلّاقة (أي تخلق لهم فرص السيطرة والهيمنة على إرادتنا وثروتنا واقتصادنا وكرامتنا).

 

ومع الأسف الشديد استطاعوا أن يصنعوا أدوات التدمير داخل مجتمعاتنا، حتى يتم الهدم بأيدي المسلمين أنفسهم، بل يخترقون أحزاباً إسلامية، وعلمانية، وقومية لتوجيهها للهدم في الوقت المناسب – كما حدث في مصر ، وكما يحدث في تركيا _.

 

أمام هذا الوضع المؤلم لأمتنا الإسلامية فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى أنه من أهم واجباته أن ينبّه كافة المسلمين إلى المخاطر المحدقة بهم، حيث يرى اليوم أن الحرب العالمية الثالثة التي أُعلنت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م ضد الإرهاب، أنها اليوم توجه لأي تجربة، أو نجاح إسلامي، أو حتى بمرجعية إسلامية، وأنها رصدت لتحقيق ذلك مليارات الدولارات.

لذلك يرى الإتحاد ويؤكد حول موضوع تركيا ما يلي:

 

1-يدعو الاتحاد الشعب التركي العظيم بكل مكوناته للوحدة على ثوابته العظيمة، فالوحدة فريضة شرعية تدل عليها جملة من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وعليها إجماع الأمة، منها قوله تعالى ({وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ{ ]سورة آل عمران 103[  وقوله تعالى } وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ { ]سوة الانفال 46[ وقوله تعالى }وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ ]سورة آل عمران 105[ وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا ترجعوا بعدي كفاراً – أي متفرقين – يضرب بعضكم رقاب بعض) حديث متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وإياكم الفرقة) رواه الترمذي، وقوله صلى الله عليه وسلم (من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ريقة الإسلام من عنقه) رواه أبو داود، وأحمد ، والحاكم، وابن حبان بسند صحيح على شرط الشيخين.

 

لذلك يجب على الشعب التركي أن يتحد، لأن في التفرقة مخاطر كبيرة للجميع، ومفاسد عظيمة، وفتناً كبيرة لا يعلم مدى خطورتها إلا الله تعالى، كما أن الوحدة ضرورة طبيعية، وعقلية لما يترتب عليها من مصالح عظيمة، وكما يترتب على الفرقة مفاسد خطيرة.

 

2-يدعو الاتحاد الشعب التركي إلى الحفاظ على المكتسبات العظيمة التي تحققت في جميع المجالات خلال العقد الأخير، وإلى تطويرها لتُصبح تركيا أنموذجاً رائداً في النهضة والتقدم والاستقرار والازدهار.

يرى الاتحاد أن التجارب الماضية والراهنة تدل بوضوح على أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال الإلتفاف حول القيادة الشرعية المنتخبة، والاستمساك بضرورة المواطنة المخلصة، والتضحية بحظوظ النفس.

 

3-أن الاتحاد يفتي بوجوب محاربة الفساد المالي، والسياسي، والإجتماعي، حيث إنه داخل في قوله تعالى } إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ ]سورة المائدة 33[، فالأدلة من الكتاب والسنة على حرمة الفساد أكبر من أن تذكر في هذه الفتوى.

كما أن الفساد له آثار خطيرة جداً على الإقتصاد وعلى المجتمع لذلك يجب محاربته بجميع الوسائل المشروعة المتاحة.

 

4-يفتي الاتحاد بحرمة إثارة الفتنة، وزعزعة الاستقرار وإفشاء الكذب. وحرمة المساهمة فيها سواء كانت عن طريق وسائل الاعلام، أم بالمال، أم بأي وسيلة أخرى، فهي محرمة، فقد قال الله تعالى }والفتنةُ أشدُّ من القتلِ{[سورة البقرة191] وقال تعالى } والفتنةُ أكبرُ من القتلِ{[سورة البقرة 217]، والأحاديث كثيرة في التحذير من الفتنة وآثارها.

 

5-أن على الذين ينتسبون إلى الدعوة أو الحركات الإسلامية واجباً أكبر في حماية هذه التجربة، والحفاظ على المكتسبات المحققة لتركيا، وعلى استقرارها وتطويرها، لأن التجربة محسوبة للجميع، وأن آثار إفشالها ستقع عليهم، وتُحسب عليهم.

 

6-يطالب الاتحاد الأمة الإسلامية لاسيما العلماء والخطباء والصالحين أن يخصصوا في خطبهم وصلواتهم بالدعاء الخالص للشعب التركي بأن يحفظهم الله تعالى من كيد الكائدين وشرور الأعداء والحاسدين، وأن يحفظ حكومته ويسدد خُطاها ويوفقها للمزيد من خدمة شعبها وأمتها واقتصادها، وأن يجعل دائرة السوء تدور على أعدائهم ويقطع دابرهم إنه على ما يشاء قدير.

 

 

 {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}

 

 

19 صفر 1435هـ

الموافق:21/12/2013م.

 

أ.د علي القره داغي                                                                                 أ.د يوسف القرضاوي

 

الأمين العام                                                                                               رئيس الاتحاد

 

 

 

 

 


: الأوسمة



التالي
الاتحاد يندد بالاعتداء علي علماء الأمة ومنهم عضو مجلس امنائه الشيخ احمد العمري
السابق
شيخ عشائر الأنبار: حكومة المالكي أبشع من المغول

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع