البحث

التفاصيل

العودة يكشف عن مشروع لتأهيل وتشغيل اللاجئين السوريين (فيديو)

الرابط المختصر :

كشف الشيخ الدكتور سلمان العودة عزمه تدشين مؤسسة تعنى بتأهيل وتشغيل اللاجئين السوريين في تركيا، بالتعاون مع المقتدرين.

وأوضح في محاضرة ألقاها بمسجد المدينة التعليمية في مؤسسة قطر للتربية والعلوم، أن المؤسسة ستعمل على جمع بيانات عن الخبراء والعلماء والأكاديميين والمتخصصين والقادرين، من اللاجئين الذين يبلغ عددهم أكثر من 3 ملايين في تركيا.

ويتطلع العودة من وراء المشروع، إلى مساهمة اللاجئين بالعمل بدلاً من أن يصبحوا عالة على غيرهم، من خلال التوظيف والتدريب، والموائمة بينهم وبين الأتراك، خشية أن يضيقوا بهم ذرعاً، فلا يتعايشوا معهم.

"المؤامرة" تحيط بنا منذ عهد آدم، فما الجديد

وأكد أن العالم يحترم القوة، قائلاً "لو أن أمتنا توحدت على كل ما فيها من آلام وجراح، لكانت قوة مهابة الجانب". وتابع : "الأمة في حالة شتات، مما جعل سهام الأعداء تؤثر في جسدها".

ولدى محاولته تشخيص الواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي، قال "كتبت على تويتر، واستعنت بـ(جوجل)، عن (واقع الحال)، فأرشداني إلى عشرات الحسابات والمواقع التي تتكلم عن أغنية اسمها (واقع الحال)"، وهنا أكد الشيخ أن "هذا أبلغ تعبير عن واقع الحال"، في إشارة إلى انتشار الغناء والإقبال العربي الكثيف عليه.

وتابع في المحاضرة التي حملت عنوان "الواقع والواجب"، "المشكلة ليست في أننا أمة تتقن فن الاستمتاع، أو الرياضة، المشكلة إما أنها لم تفلح الا في هذا (أي الفن والرياضة)، أو أنها لم تفلح حتى في هذا، فهي تعاني من فشل وإخفاق على كافة الأصعدة" .

ويروي ما استوقفه أثناء بحثه عن توصيفات علمية للواقع العربي، فيقول "انتقلت إلى موقع آخر، فوجدت أن أول عنوان يواجهني هو المؤامرة، وأن الأمة تعاني من مؤامرات الأعداء والخصوم".

وهنا علق الشيخ متسائلاً: "متى توقفت مؤامرات الأعداء والخصوم"، لافتاً إلى أنه ومنذ نزل "أبو الأنبياء" آدم عليه السلام من الجنة كانت مؤامرة الشيطان تحيط به، وما من نبي إلا وكان له عدو، وفق الآية الكريمة "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا".

فما الجديد اذن، يتساءل العودة، مستنكراً فكرة الاستسلام إلى عقلية المؤامرة في التعبير عن واقع العرب والمسلمين، فيؤكد "ليس من العقل أن نقول نحن ضحايا مؤامرة، ليس كذلك لسبب، أن المؤامرة لا تستهدف إلا الضعيف، ولا تفلح الا مع الضعيف".

نخرب بيوتنا بأيدينا.. مستعدون للانقسام والتشتت

لم يخف العودة شعوره بمساهمة الشعوب في تراجع الأمة العربية من خلال الاستعداد للانقسام والتشتت، فيبين "نحن اليوم بكل وضوح نخرب بيوتنا بأيدينا، هناك جاهزية للانقسام".

ويسهب في تفصيله لخطر الظاهرة، فيشرح "على صعيد الدول، الدولة تصبح دولتين، السودان، اليمن، العراق، سوريا"، مشيراً إلى أن "البقية في الطريق ربما".

خصومنا من المحللين الغربيين يقولون إن العرب والمسلمين لم يتقبلوا فكرة الدولة، فالأفضل أن نعيدهم كما كانوا إلى زمن القبيلة، ونتركهم دون تنظيم وهيكلة الدولة المدنية الحديثة، هكذا جسد الدكتور نظرة الغرب لحال الأمة العربية المتفرقة، لافتاً إلى أنهم (أي الغرب) "ينظرون إلينا كمجرد شيء في أيديهم يتحكمون به".

وعلى مستوى الأفراد أيضاً، ثمة جاهزية أخرى للانقسام، كما يوضح العودة "فالمرء أحياناً يود لو يقسم نفسه إلى قسمين، ويتصارع مع نفسه إذا لم يجد من يختلف معه!".

وينسحب الأمر بلا شك على الجماعات والتيارات والشعوب. بيد أن مظاهر الاختلاف يقول الشيخ العودة، كانت بارزة في العاصمة النبوية، المدينة المنورة، حين ضمت المسلمين (الأنصار والمهاجرين)، واليهود، والأوس، والخزرج، والوثنيين، والأعراب، ومع ذلك أدارها النبي صلى الله عليه وسلم باقتدار ونجاح وذكاء.

جوهر المسألة تتعلق بـ"استيعاب الاختلاف"، في نظر العودة، ولا بدّ أن يكون هناك تربية على تقبل التباين، يؤكّد الدكتور .

يقول العودة "العالم يستمتع بالتدخل والقصف، بعد إيران تأتي روسيا، وتستعرض الطائرات في أجواء الآمنين في بلاد العروبة والإسلام".

ويدلل "كلكم شاهدتم مدينة حلب، أو مدينة حمص أو غيرها من المدن التي تعرضت للقصف، وقد تحولت إلى أكوام من التراب وبقايا المنازل، وكثيرا ما تهدم المنازل على رؤوس أهلها".

ومع كل هذا التحدي الهائل، يجسد الشيخ حالة التشرذم العربية فيبين "ذات مرة قرأت ورقة، يوقع عليها زهاء 50 كتيبة وراية ولواء!".

بعد ذلك، تساءل: "هل ينصر الله مثل هذا الشتت؟"، وتابع تساؤلاته "ما الذي يجعل الإنسان يطمئن إلى ما بعد الانتصار؟"، مضيفاً "ربما تدخل في معركة مع أخيك".

وعرج الدكتور العودة على حرب أفغانستان، مستذكراً كيف تدخلت روسيا بها، بعد أن توافد المقاتلون من بلاد المسلمين، معتبراً أنّ ذلك كان خطأً كبيراً نظراً لاختلاف الثقافات والأهداف والمقاصد لكل شاب اندفع للقتال.

ويقول "لا أستبعد أن ممن رحلوا إلى الدار الآخرة من أبنائنا في أفغانستان يبلغون مليونا أو يزيد"، مضيفاً: "هؤلاء في ذمة الاتحاد السوفييتي الذي قتلهم، وفي ذمة كل من تراجع عن دوره وواجبه هناك".

وأوضح العودة "كنت أقول للشباب آنذاك لا تذهبوا، دعوا أفغانستان لأهلها، وكان الشباب يذهبون في مقتبل العمر"، ليخلص الشيخ إلى النتيجة "من هنا صار  نزيف الدماء ينهمر، دون أن نسأل عن الثمرة أو المحصلة".

وينوه إلى أن هذه التجربة "تتكرر في سوريا"، فلو تركت سوريا لأهلها، كان الوضع أفضل مما هو عليه الآن، بحسب الدكتور .

تثير الاستغراب، جاهزية الشعوب للخلاف إلى حد الصدام، يستهجن الشيخ ويدلل "اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي، أجد أكثر ما يستمتع به شبابنا وأهلنا حينما يكون هناك مادة للصراع فيما بينهم".

ويتابع مستغرباً "حتى أحياناً تدرج صورة إنسانية، تجد التعليقات تتكلم عن صراع طائفي ما بين شيعي وسني، وشتائم متبادلة، وليس جدلاً وبحثاً علمياً".

هو صراع عنصري بين شعب وآخر، يقول مستنكراً "وكأننا لسنا شعباً واحدا". ويتابع "الحروب البينية عندنا على قدم وساق، ولذلك نجد أن جيوشنا العربية والإسلامية كلها هزمت وانتهت، بسبب صراعات لم تدخل فيها مع عدو أو خصم".

وتساءل الشيخ "أين الجيش العراقي الذي كانت تخشاه اسرائيل، أين الجيش السوري، اليمني، الليبي، المصري؟"، مذكراً "جيوش وأمم صرف عليها (تريليونات الدولارات) وبنيت على مدى عشرات ومئات السنين، ثم لم يكن واضحاً ما هو الدور التي تقوم به".

تخلف على جميع الأصعدة

يقول الدكتور العودة، إن أكثر ما يلاحظ لدى الباحثين في واقع الأمة العربية، هو التخلف الذي تعانيه على جميع الأصعدة، ويشبه ذلك بالجسد المنهك، فهو مثقل سياسيا، اقتصاديا، تنمويا، معرفيا، صحيا، إعلاميا.

ويعز على الباحث أن يجد منظومة صحية، أو مراكز بحث علمية ومعرفية في العالم الإسلامي، أو وسائل اعلامية ذات نفوذ وتأثير.

ولا يخفي العودة أنه ووفق المعطيات الكثيرة التي تطارد الباحث عن واقع الحال حول التراجع الذي وصلت له الأمة، نستطيع القول إن "الأمة الإسلامية تعيش في حالة ضعف وتخلف ونقص".

الزمان يتغير وكل زمان له ظروفه

ينبغي أن لا نفرط بالمقارنة للواقع الحالي مع الماضي، يشدد الدكتور، فلكل زمان أحواله ومعطياته المختلفة. ويتابع "لا تصح مقارنة الكثيرين بعهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين"، مبيناً "لا بأس أن نلتفت إلى الوراء لأخذ الدروس والعبر، لكن لا تسرف، وتحدث عن الواقع فليس المطلوب منا أن نكرر الماضي".

ويدلل: "علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين، لم يجعل مهمته أن يكرر ما فعله أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما".

ويؤكد "مطلوب أن نتعامل مع واقعنا اليوم بوعي وإدراك وبصيرة، وأن نبحث عن الأدوات والوسائل التي تجعلنا أفضل حالاً مما نحن فيه، ولا يلزم أن نقارن أنفسنا بالقمم".

ويسرد الشيخ في محاضرته، تجارب أمم لا تملك مقومات للنجاح، لكنها نجحت بفضل إرادتها، فيقول: "عندما تنظر إلى معظم شعوب العالم تجد فيها إمكانيات وقوى، وثمة دول ضعيفة لكنها استطاعت أن تنهض"، مستلهماً نموذج دولة السويد مبيناً "لا تمتلك النفط، لكنها تمتلك الإرادة".

ويتابع "الكثير من شعبنا العراقي والسوري والصومالي ذهب إلى السويد"، موضحاً أن السويد استوعبت أعداد اللاجئين واحتضنتهم، وسرعان ما قدمت للاجئين حقوقهم الكاملة" .

ما الذي يحدث إذن، يتساءل: "نلاحظ الجهل والضعف والتخلف، وعدد السكان بالنسبة للعالم الإسلامي عدد ضخم لا يقل عن مليار ونصف إنسان".

أما عن جغرافيا العالم الإسلامي، فيوضح العودة أنها تسيطر على كثير من المناطق والمضايق الإستراتيجية التي تتحكم في العالم وتجارته وعسكرته.

فالعالم العربي ينام على ثروات هائلة من الخيرات والمنح والعطايا، ولديه تجربة وهوية وعقيدة يستطيع أن ينهض بها، فما الذي يمنعه من ذلك؟

عفوية وسطحية في التفكير العربي، وكل ما يحصل في مصلحة اسرائيل

يعتقد الدكتور العودة أن طريقة التفكير العربية والتعاطي مع الأشياء، هي التي آلت بالأمة إلى هذا الحال. فيقول "لدينا نوع من العفوية والسطحية والمباشرة في الأشياء ننطلق على سجيتنا ليس لدينا قدرة على التخطيط وبعد النظر وترتيب الأمور".

في المقابل، يشرح "عدونا ما يسمى بدولة اسرائيل أوجدها العالم من العدم خلال عشرات السنين، في واقع يعاديها تماما". ويتابع "الآن تلاحظ تخطيطها، ومراكز أبحاثها، وأصبحت (غولا) في المنطقة العربية".

ويعقب "معظم التغييرات في العالم الإسلامي، المستفيد الأكبر منها (اسرائيل)، مثل ذهاب الجيوش العربية في العراق وسوريا وليبيا".

والحال كذلك بالصراع الدائر في سوريا، إذ كانت وفق الدكتور من دول المواجهة للاحتلال، مبيناً أنها (سوريا) الآن تحتاج إلى عشرات السنوات حتى تتعافى من جروحها.

ضرب روسيا للمعارضة السورية لمصلحة اسرائيل أيضاً يضيف العودة، و"كذلك تدخل ايران، وضعف لبنان". ويفسر ما سبق "لأنها دولة قوية (اسرائيل)"، مضيفاً "القوي يستطيع أن يضبط الأمور لمصلحته".

ويتابع سرد أسباب ضعف الأمة العربية، مرجعاً أهم الأسباب إلى اعتمادها على الإحساس بالقوة، وهو إحساس واهم، لأنها عمليا لا تملك قوة حقيقية، مبيناً أن القوة هي المعرفة والوعي .

وتساءل "كم من الدراسات الجادة التي تكلمت عن تجربة افغانستان؟، أين أخطأنا وأصبنا حتى لا نكرر الأخطاء؟".

الشباب الذي يندفع بالذهاب إلى الحروب، لديهم وهم إحساس بالقوة، وآلت الأمور إلى أن كانوا سببا في مزيد من الإحباط، والقتل، لأن شماعة "محاربة الإرهاب"، أمست الآن تفعل بشكل قوي، مضيفاً "كل دول العالم تدخلت تحت هذه الشماعة، وهذا الوتر لعبت عليه إيران وروسيا، في المقابل يقتل الأبرياء والمعتدلون، ويشرد الأطفال والشيوخ"

ويخلص العودة إلى أن "أي فعل بلا رؤية سيؤول إلى الفشل"، في إشارة إلى اندفاع الشباب للحروب.

ويبين أن تخطي المراحل والغفلة عن السنن الالهية والأسباب، هي من سمات العرب، موضحاً أن "الله جعل الحياة مبنية على الأسباب".

ويشبه العودة "لو انك وضعت مفتاحا آخر، غير مفتاح بيتك، وحاولت مرات ومرات لفت البيت، ستبوء بالفشل، حتى لو كنت وليا أو تقيا". ولو أن مسلما لا يجيد السباحة غمس نفسه في البحر يغرق حتى لو كان القرآن في جوفه، يتابع الدكتور، "فليس المسلمون استثناءً من السنن الإلهية".

ويعد الدكتور الاستعجال وقطف الثمرة قبل أوانها والملل بسرعة، أيضاً من سمات الأمة العربية التي آلت بها إلى واقع متأخر.

ويستدعي أثر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لما زاد ضغط المشركين وتعذيبهم للمسلمين المستضعفين، حين شكى خباب إلى النبي فقال: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟، وهنا قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كان الرجل فيمن قبلكم، يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون.

ومن النقاط السلبية لدى الأمة الإسلامية في نظر الدكتور الدفاع وليس الهجوم، فيقول "نحن دائما نتحدث عن استهدافنا من قبل الأعداء".

ويضيف مدللاً "على سبيل المثال الغزو الإيراني، وهي ظاهرة ملموسة كادت أن تحدث في اليمن وفي سوريا وفي لبنان والعراق والخليج". متسائلاً "أليس بمقدور العرب والمسلمين حكومات وشعوبا أن يسعوا إلى إشغال هذه الدول العابثة بنفسها؟".

ويعزز الدكتور فكرته "ايران بلد أقليات، ومن الممكن جداً خلخلة هذا التواجد بحيث تنشغل إيران بنفسها، وتنظيم وضعها الداخلي، عن العبث في بلاد السنة والمسلمين" وبهذا يكفوا شرهم وأذاهم، فأحيانا الفعل أقوى من رد الفعل .

غياب المشروع

 يقول العودة، إن السنة تحديدا لا يمتلكون مشروعا، مبيناً أن "ايران لديها مشروع مذهبي طائفي عسكري تبشيري، ونجحت به وفق الأهداف التي تريدها وتمددت في أرضنا".

ويزيد "نيجيريا مثلا لم يكن بها الا السنة، مع ذلك استطاعت (إيران) أن تتمدد فيها من خلال مشروع مذهبي".

الحال كذلك مع (اسرائيل)، فهو مشروع صهيوني، استطاع أن يقطف الكثير من الثمار العربية.

ويلفت العودة "نستطيع القول بأن تركيا مشروع سني، وفيه وجهة إسلامية لا تخفيه قيادة تركيا وقريب من العرب". لكن السؤال عن الدول العربية، أين المشروع؟

ويقول "الدول الخليجية تملك القوة المادية وتملك شعوبا وموقعا وتاريخا عظيما، إلى جانب دولة مصر التي يزيد عدد سكانها على 110 آلاف شخص، يضاف إليها دول الشام ودول المغرب العربي، كل هذه منطقة عربية وتنطلق من مآذنها كلمة التوحيد، وشعوبها وفية للإسلام، وعندها قدر من الهوية، ومن الممكن أن تتجاهل الخلافات فيما بينها وتتقارب في مشروع واحد"، لافتاً إلى أن "المشروع لا يمكن أن يكون إلا باستيعاب الشعوب ونشر العدالة والإصلاح والتعاون والثقة"، وهذا من أهم الأحلام التي ينبغي أن تتحقق بحسب الدكتور .

الواجبات 

أما عن الواجبات إزاء هذا الواقع الذي لخصه الدكتور العودة، فبين أنه لا بد من الاعتراف بالواقع السيء، معللاً  "نريد أن نضع النقاط على الحروف"، مضيفاً "ينبغي أن نعترف بضعفنا وتراجعنا وتسلط الأعداء علينا".

ثم أوصى الشيخ بالأمل وحسن الظن بالله، مفسراً "ينبغي أن لا يحولنا الواقع إلى كائنات يائسة ومحبطة". وقال: "كلما نظرت إلى سوريا والعراق وفلسطين على وجه الخصوص أقول أننا أوشكنا على الفرج". وزاد "افعل المقدور عليه"، مثل الدعاء، فهو أمر لا يستهان به وهو واجب.

ما الذي يحدث في المنطقة؟

سؤال طرحه الدكتور، مجيباً "بالتأكيد أوضاعنا قلقة". وأضاف "لدينا دول بدأت تمارس دورها بشكل واضح، كمثال دول الخليج لما تدخلت في اليمن، لمنع التسلط الإيراني"، مشيداً بهذه الخطوة.

وقال "لو أن مثل هذه الخطوة (التدخل باليمن) قامت في سوريا لدعم الشعب السوري ولدفع عدوان إيران وروسيا، لربما نصر الله بها الشعب السوري".

الغرب يبدو أنه تخلى عن المنظومة السابقة، وأصبح يلتفت إلى مصالحه في المنطقة فقط، يقول العودة متابعاً تفسير ما يحدث في المنطقة. وأضاف "هناك حالة تراجع أمريكي من السيطرة والهيمنة على المنطقة الإسلامية والعربية".

أما إيران، فقد بدأت علاقة مع الغرب بالاتفاق النووي، وبدأت تقدم نفسها على أنها "شرطي" للمنطقة، يقول العودة، ويتابع "ربما تتفوق إيران بأن تقول للغرب أنا أضمن الشيعة كلهم في يدي سواء كان ذلك داخل إيران أو خارجها، وهذا يحدث فعلاً، ولذلك ينظرون لإيران كحليف ومفاوض قوي بينما العرب يفتقرون إلى هذا".

ولذلك العالم يحترم قوة إيران التي تتمثل بوحدتها، يبين العودة، ويتابع "فلنكن نحن بيننا قدر من الوحدة والتقارب".

أمن اسرائيل هو الثابت الوحيد الذي تجتمع عنده مخططات الغرب، بخلاف أمن دول العرب، يضيف الدكتور، وقد يكون الهدف هو "إعادة رسم خارطة المنطقة، فمن الممكن أن تتحول إلى مناطق"، متابعاً "الأكراد في العراق يتحدثون عن انفصال، وفي سوريا أيضا، وربما السنة والشيعة يقع مثل ذلك".

ويخلص العودة إلى أن الوضع الحالي يتطلب وحدة وتقاربا، وعلى وجه الخصوص دول الخليج وتركيا، وما أمكن من دول المغرب أو مصر، بعد أن تتعافى، مضيفاً "المحصلة تركيا هي الخيار الأفضل للعرب خاصة للسنة، والعرب هم الخيار الأفضل لتركيا رغم محاولتها التقارب مع الدول الأوروبية".

 

 





التالي
وجاء دور العلماء
السابق
انتفاضة المعتقلين في السجون المصرية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع