البحث

التفاصيل

صناعة الجيوش

صناعة الجيوش

بقلم: د. ساجدة محمد أبو فارس

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

أي الجيوش نصنع؟

في الواقع لم يعد للجيوش النظامية في العالم العربي والإسلامي  دور في الدفاع عن الأمة ضد عدوها الصهيوني المحتل؛

مما يوجب على قادة الإصلاح في العالم أن يصنعوا جيوشًا موازية -كل في مجاله -تحافظ على حالة الدفاع عن الحق الفلسطيني وسائر الحقوق الشعبية في الأمة؛ وتملك القدرة على الهجوم على عدوها مع تنوع أشكال هذا العدو!

ومما يلفت النظر أنه بات واقعًا ملموسًا وجود الجيوش الإلكترونية عبر منصات الإنترنت المختلفة والتي تقوم بأدوار مهمة في الترويج لرؤية معينة، وتشويه المعارض أو الخصم، والتوسع في الترويج للإشاعات والقبول بالكذب وغير ذلك من الأدوار.

أضف إلى ذلك صناعة جيوش من الألعاب الإلكترونية التي تضرب الأدمغة وتستهلك القوى مستهدفة عنصر الشباب والفتية في حالة من التسويق والترويج الحامية الوطيس.

وتصنع العقلية العلمانية -غربية أو عربية-جيشا من الممثلين والممثلات والوجوه الإعلامية وغير ذلك ليقودوا معاركهم ضد الدين والتدين بطريقة سامّة فتّاكة.

ولا شك أن علماء السلاطين هو نوع من "الملأ" الذي يُصنع لصالح الأنظمة التي تستهدف فرض وجهة نظر الدكتاتور الواحد على الشعب.

ولذا فإن صناعة الجيوش الموازية أمرٌ تستدعيه حالة المواجهة مع العدو بوجه عام والمواجهة مع الاحتلال القائم في فلسطين بوجه خاص؛

فأي الجيوش نصنع؟

1- نحتاج إلى صناعة جيشٍ من العلماء يترجم المواجهة بين القرآن والفساد فيما يقوله ويكتبه ويتحرك به، ويعتبر جهده العلمي لا يكتمل إلا بخدمة قضايا الأمة،

ومع اعتبار وجود هيئات واتحادات وروابط تمثل العلماء إلا أنّ الحاجة ماسّة إلى تهديفها وتصنيعها كجيش له قدرة عالية على الخطاب الذي يخترق العدو وأعوانه ويوظف إمكاناته لذلك .

2- صناعة جيش إعلامي من مختلف الشرائح ومن خلال منصات يصنعها لنفسه ، فضلا عن المنصات المتاحة ،ويستهدف رؤية تجمع بين همّ الوطن وهمّ الأمة ، وتتشكل من هذا الجيش وحدات تمثل مجموعات مدربة وفق أجندة فكرية ودعوية وسياسية

واقتصادية … تؤدي بابداع متخصص دورها في المناوشة والمشاغلة وإظهار هوية الأمة.

3- صناعة جيوش المصلين-في رمضان بالذات- بتكثير سوادها؛ وتنوع فئاتها ؛ واستثمار تجمعها في تراصّ قلوبها مع صفوفها ؛وتجاوز ضغانها ؛ لا بالوعظ والإرشاد فقط-على فضلهما- وإنمّا بخلق العلاقات، وتثبيت الروابط ؛ والعمل والحركة بروح دعاء الرابطة

فيها: "اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت طاعتك، وتوحدت على دعوتك ، وتعاهدت على نصرة شريعتك…."

4- صياغة إسلامية في صناعة المحسنين؛ وتكوين عقلية راشدة في البذل حين المنح وحين المنع،واستنهاض المشاريع المالية والوقفية، والتبصير بطرق استثمارها المعاصرة وغير ذلك الكثير.

5- لقد صنع القرّاء والمتصوفة في التاريخ حالة تشبه صناعة الجيش الذي أتحدث عنه؛ ولكن تلك الجيوش من القرّاء والمتصوفة (المنحرفة)صنعتها الأنظمة تاريخيًا لتكون عمياء عن هموم الأمة وتحدياتها مما استدعى من ابن تيمية أن يكتب عنها كاشفًا ضعفها وبؤسها؛

فهل يوجد اليوم مثل أولئك في تاريخنا المعاصر؟

أم أن الأمر اليوم أكثر خطورة؟

والجواب يملكه من مكنّه الله من القوة والعلم والبصيرة ؛ ولعل بعض الجواب- والذي يحتاج إلى مزيد دراية ورواية- أن العمل على مثل تلك الجيوش تاريخيا يكون بكشف زيفها؛

وتعطيل وظيفتها؛

واستلاب جمهورها بصناعة صادقة صحيحة،

تستلهم من الوحي رسالته؛

وترسم باستكشاف معابر التاريخ طريق خارطتها،

وتقافز الوسائل الأكثر تأثيرًا في برامجها.

ومن قبل؛

فإنّ سورة العصر ميلاد النصر لمن تواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر.





التالي
القرآن للحياة
السابق
شهر رمضان؛ ضيف كريم، فكيف نستقبله وكيف نغنمه؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع