البحث

التفاصيل

حوار مع الدكتور وصفي عاشور أبو زيد رئيس لجنة التزكية والتعليم الشرعي حول زيارته للجمعيات والجامعات في إندونيسيا

زار رئيس لجنة التزكية والتعليم الشرعي الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، إندونيسيا، بدعوة من جمعية الاتحاد الإسلامي في جاوة الشرقية لحضور ندوة دولية بعنوان: (الندوة العالمية عن المقاصد الشرعية)، وقد استثمر فضيلته هذه الزيارة للتعريف بلجنة التزكية والتعليم الشرعي في الجامعات والمحافل المحلية هناك، وقام بزيارة عدد من الجمعيات والجامعات المهمة، والشخصيات المهمة، وذلك عبر سلسلة من الأنشطة العلمية والدعوية خلال الفترة 20-27 ذو القعدة 1443هـ الموافق 19-26 يونيو 2022م. والدكتور وصفي عاشور أبو زيد أستاذ في الفقه وأصوله ومقاصد الشريعة وهو عضو مجلس الأمناء ورئيس لجنة التزكية والتعليم الشرعي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس الأمناء، ورئيس مركز الشهود الحضاري للدراسات الشرعية والمستقبلية، ومحاضر في أكثر من جامعة وأكاديمية لمواد الفقه والأصول والقواعد والمقاصد، وكان للمكتب الإعلامي بالاتحاد هذا اللقاء معه حول هذه زيارته لأندونيسيا:

المكتب الإعلامي: لقد كانت زيارتك لإندونيسيا مليئة بالأنشطة العلمية والدعوية، يمكنك الحديث لنا عن تفاصيل هذه الزيارة؟

الدكتور وصفي: نعم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد، فقد تلقيت دعوة من جمعية الاتحاد الإسلامي في باندونج بإندونيسيا لحضور ندوة عالمية حول "أهمية المقاصد الشرعية في إثبات الفتوى والتقنين". وعقب الندوة، كان هناك عدة أنشطة علمية ودعوية في أكثر من مكان، تضمنت لقاءات مع العلماء والدعاة والطلاب، ولقد كان لي شرف الفرصة لزيارة عدة جامعات ومعاهد في إندونيسيا والتعرف إلى حالة التعليم الشرعي ومناهج التدريس هناك، والتركيز على كيفية تطويرها والترقي بها.

المكتب الإعلامي: هل كانت هناك أي لقاءات أو اجتماعات خلال الزيارة؟

الدكتور وصفي: نعم، لقد اجتمعت مع أعضاء من مجلس إدارة جمعية الاتحاد الإسلامي في باندونج، وناقشنا كيفية التعاون في منهاج التزكية وتطوير حالة التعليم الشرعي في الجامعات والمعاهد. ولقد تبادلنا الأفكار والآراء حول هذه الأمور، وكانت هناك إرادة قوية للتعاون بين اللجنة والجمعية في هذا الصدد.

المكتب الإعلامي: هل تعتقد أن هذه الزيارة ساهمت في تعزيز العلاقات بين لجنة التزكية والجمعيات المهتمة بإندونيسيا؟ الدكتور وصفي: بالتأكيد، لقد كانت هذه الزيارة فرصة رائعة للتواصل مع العلماء والدعاة والطلاب في إندونيسيا، ولقد شعرت بالترحيب الكبير والتقدير من قبل الناس هناك، كما تم خلال الزيارة التطرق إلى قضايا هامة في مسائل حول الشريعة الإسلامية وطرائق تطبيقها.

المكتب الإعلامي: يبدو أن جمعية الاتحاد الإسلامي لديها تاريخ طويل ونشاط متعدد، هل تستطيع إفادتنا بمزيد من المعلومات حولها؟

الدكتور وصفي: بالطبع، تأسست جمعية الاتحاد الإسلامي عام 1923م، وهي جمعية تعنى بالعمل الإسلامي والتربوي والخيري، ولديها سبع جامعات موزعة في دول مختلفة و360 معهدا شرعيا عاليا، بالإضافة إلى أقسام العمل الإنساني والدعوي، وقسم الفتوى الذي يسمى "ديوان الحسبة"، كما تقوم الجمعية بتنظيم العديد من الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات حول مختلف الموضوعات الإسلامية.

المكتب الإعلامي: يبدو أن الجمعية لديها نشاطات متعددة، هل تستطيع إفادتنا بمزيد من المعلومات عن دورة التدريب التي قدمتها لقسم الفتوى؟

الدكتور وصفي: صحيح، نظمنا للمفتين والدعاة داخل ديوان الحسبة دورة تدريبية بعنوان "تطبيق مقاصد الشريعة في استنباط الأحكام والفتوى"، استغرقت يوماً كاملاً. وقد تم تنظيم الدورة بالتعاون مع د. أنوار بختيار ود. حارس مسلم من مجلس إدارة الجمعية، وقد تم تناول موضوعات متعددة خلال الدورة حول تطبيق مقاصد الشريعة في استنباط الأحكام والفتوى، وكيفية استخدام القواعد الفقهية لتحقيق هذه المقاصد.

المكتب الإعلامي: سمعنا بزيارتكم لجمعية المحمدية، هل يمكنكم الحديث لنا عن دور جمعية المحمدية في إندونيسيا؟

الدكتور وصفي عاشور: بالتأكيد، جمعية المحمدية هي واحدة من أكبر وأعرق الجمعيات في إندونيسيا، حيث تأسست في عام 1912م ولها تاريخ طويل وحافل بالعطاء والإنجازات. تعمل الجمعية على تقديم الخدمات الشرعية والاجتماعية والتعليمية للمجتمع، وقد نجحت في إنشاء 177 جامعة و20 ألف مدرسة و400 معهد شرعي عالي و500 مستشفى و500 دار أيتام، وكانت فرصة رائعة للقاء برئيس العلاقات الخارجية في المحمدية د. محيي الدين الجنيدي، ورئيس الاقتصاد والتجارة د. أنوار عباس، وتبادل الأفكار حول التعاون في مجال التعليم الشرعي.

المكتب الإعلامي: وهل هناك خطط للتعاون مع جمعية المحمدية؟

الدكتور وصفي: نعم، نحن نسعى لتعزيز التعاون مع جمعية المحمدية والاستفادة من خبراتهم في مجال التعليم الشرعي، وهناك العديد من الجامعات والمدارس والمعاهد التي تركز على هذا المجال، وقد عرضنا لهم إمكانات الاتحاد وخبراته وكوادره العلمائية في هذا المجال، ورحبوا بالتعاون للترقية بمناهج التعليم الشرعي وربطه بالتزكية، ونأمل في توسيع نطاق التعاون لتعزيز التعليم الشرعي وتعزيز العلاقات الثقافية بيننا والمؤسسات في إندونيسيا.

المكتب الإعلامي: وماذا عن جمعية هداية الله وما هي أهدافها؟

الدكتور وصفي: تأسست جمعية هداية الله عام 1973 وهي تعمل على تعزيز التعليم الإسلامي والتأكيد على مفهوم التربية الإسلامية الحقيقية، وتتضمن الجمعية الآن 7 جامعات و600 معهد في إندونيسيا، وتقع جمعية هداية الله في مدينة باليك بابان، التي تقع في جزيرة كاليمانتان الشرقية، ولها مقر في جاكرتا. وقد كان لي كلمة ألقيتها بعد صلاة فجر الجمعة، وكان عدد الحاضرين حوالي 1000 طالب يرتدون الجلباب الأبيض في مشهد مهيب ومؤثر، وكان محتوى الكلمة يتعلق بالقرآن الكريم وأهميته في حياة المسلم عامة وطالب العلم خاصة.

المكتب الإعلامي: ألقيتم دورة في مبادئ مقاصد الشريعة لطلاب معهد هداية الله العالي لعلوم الشريعة، يمكنك مشاركتنا تفاصيل أكثر حول ذلك؟

الدكتور وصفي: نعم صحيح، ألقيت دورة في مبادئ مقاصد الشريعة لطلاب معهد هداية الله العالي لعلوم الشريعة في نفس اليوم، وتناولت فيها المبادئ العشرة لمقاصد الشريعة الإسلامية، وكيفية تطبيق مفهوم مقاصد الشريعة في الحياة اليومية، وكان هناك اهتمام كبير من قبل الطلاب وقدموا العديد من الأسئلة والتعليقات.

المكتب الإعلامي: هل تحدثتم مع أي من ممثلي الجمعية أو المعاهد حول تعاون مستقبلي بين اللجنة وبينهم؟

الدكتور وصفي: اجتمعت مع الأخ الشيخ محمد دين الحق، مدير المعهد في باليك بابان، ومظهر الحق رئيس مركز إعداد العلماء الزعماء، وهو من تلاميذي، وتحدثت معهما عن لجنة التزكية والتعليم الشرعي وما يمكنها أن تقدمه لهم من أوجه التعاون، سواء في إعطاء دورات للطلاب، أو صناعة مقرر للتزكية، أو النظر في مناهج التعليم الشرعي، وقد رحبوا بذلك ووافقوا بلا تردد.

المكتب الإعلامي: نود الحديث عن زيارتك لمؤسسة عقل، هل يمكنك إخبارنا بشيء من التفصيل عن هذه الزيارة؟

الدكتور وصفي: التقيت بالشيخ بختيار ناصر الذي يتزعم مؤسسة عقل، وحدثني عن عزمه الأكيد على إنشاء جامعة إسلامية دولية، وكيف أن لجنة التزكية ستتولى وضع المناهج الشرعية لها، ولقد رحب الشيخ بختيار بذلك بشدة، وإنه مشروع طموح حقًا ويهدف إلى توفير تعليم إسلامي شامل وعالي الجودة للطلاب من جميع أنحاء العالم، وستكون الجامعة محلا لمجموعة من المناهج الشرعية المبتكرة والمتطورة، والتي ستساعد الطلاب على فهم الإسلام بشكل أفضل وتطبيقه في كافة مجالات المجتمع.

المكتب الإعلامي: أخيرًا، ما هي الأمور الأخرى التي قمت بالقيام بها خلال زيارتك لإندونيسيا؟

الدكتور وصفي: حضرت حفل تخريج دفعة من دفعات المعاهد في مؤسسة عقل، كان من المؤثر جداً أن أرى شباباً وشابات يحملون شهاداتهم وهم يبتسمون بفخر واعتزاز، وكانت المحاضرة التي قدمتها لطلاب جامعة رحمان حول "أثر الفكر المقاصدي في التعامل مع القرآن الكريم وتدبره" ممتعة جداً، حيث تبادلنا الأفكار والمعارف المتعلقة بالموضوع. وبالنسبة لإعلان الشيخ بختيار عن إنشاء الجامعة الإسلامية الدولية، فهو خبر مميز وطريق جيد للتعاون المثمر، وأعتقد أن هذه الخطوة ستسهم بشكل كبير في تطوير التعليم الإسلامي والعلوم الشرعية في إندونيسيا، كما ختمت زيارتي بزيارة سعادة الدكتور محمد هداية نور وحيد، رئيس مجلس الشورى الإندونيسي، أعلى سلطة في البلاد، ورحب كثيرا بالزيارة، وأطلعني على بعض الأعمال الخاصة بالمجلس، وفي النهاية، ختمنا هذه الزيارة الموفقة بالدعاء والتمنيات الطيبة لأهل إندونيسيا وشعبها الكريم.





التالي
الترحم على الظلمة ومؤيديهم
السابق
القره داغي يزور مركز الجماعة الإسلامية في لبنان

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع