البحث

التفاصيل

(من أركان الصلاة)

(من أركان الصلاة)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

 

الحلقة: الرابعة و العشرون

 

1- الركوع والطمأنينة فيه:

والركوع ركن في كل صلاة؛ إلَّا في صلاة الجنازة، فإنَه ليس فيها ركوع ولا سجود.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج:77].

وفي حديث المسيء صلاته: "ثمَّ اركع حتى تطمئن راكعًا".

وأجمعت الأمة على أن الركوع ركن من أركان الصلاة للقادر عليه.

وأدنى ما يتحقق به الركوع هو الانحناء إلى حد يبلغ فيه راحتاه إلى ركبتيه، وكماله أن يستوي ظهره وعنقه، فلا يرفع رأسه ولا يخفضه، ويمسك راحتيه على ركبتيه كالقابض عليهما، لما رواه أبو أسيد الساعدي في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه كالقابض عليهما، فلم يصُبَّ رأسُه ولم يُقْنِعه ونحَّى يديه عن جنبيه.

ويستحبُّ أن يجافي الرجل مرفقيه عن جنبيه، والمرأة تضم المرفقين إلى الجنبين؛ لأنَّ ذلك أستر لها.

وأمَّا الطمأنينة في الركوع فهي أن يمكث إذا بلغ حدَّ الركوع قليلًا، وهي ركن من أركان الصلاة لحديث المسيء صلاته.

2- الاعتدال من الركوع والطمأنينة فيه:

والاعتدال من الركوع والطمأنينة فيه ركن من أركان الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا".

ويتحقق الاعتدال بأن ترجع القامة إلى الهيئة نفسها التي كانت عليها قبل الركوع وفي أثناء القراءة.

3- السجود مرتين في كل ركعة والطمأنينة فيه:

والسجود والطمأنينة فيه ركن من أركان الصلاة، وهو فرض بالإجماع، لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:77]. ولمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليه، وأمره به المسيء صلاته: "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا". ولإجماع الأمة.

والسجود يكون على سبعة أعضاء، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسجد على سبعة أعظُم، ولا نكفَّ ثوبًا ولا شعرًا. وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظُم على الجبهة- وأشار بيده على أنفه- واليدين والركبتين وأطراف القدمين".

والمراد باليدين الكَفَّان.

ويسن أن يضم الأنف إلى الجبهة في السجود، فقد روى أبو حميد الساعدي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض، ونحَّى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه.

قال الترمذي: حديث أبي حميد حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه.

4- الجلوس بين السجدتَيْن والطمأنينة فيه:

والجلوس بين السَّجْدتين والطمأنينة فيه ركن عند جمهور العلماء، واجب عند الحنفية، لحديث المسيء صلاته: "ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا". وفي الصحيح كان صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه، لم يسجد حتى يستوي جالسًا. وأقله أن يستقرَّ المصلِّي قدر تسبيحة ثمَّ يسجد السجدة الثانية.

5- الجلوس الأخير:

ويقصد به الجلوس الذي يكون في آخر ركعة من ركعات الصلاة بحيث يعقبه السلام.

وهو ركن من أركان الصلاة، أمر به النبي صلى الله عليه وسلم المسيء صلاته فقال: "إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يسجد، حتى تطمئن مفاصله، ثم يقول: الله أكبر ويرفع رأسه، حتى يستوي قاعدًا".

6- التشهد في الجلوس الأخير:

والتشهد في الجلوس الأخير ركن أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا- وعند البيهقي والدارقطني: كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد- السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان. فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه فقال: "إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين- فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض أو: بين السماء والأرض- أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به".

وورد في صيغته روايات عِدَّة كلها صحيحة.

7- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأخير:

أي بعد إتمام صيغة التشهد السابق ذكرها، وقبل السلام، ودليل ذلك: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].

وقد أجمع العلماء على أنها لا تجب في غير الصلاة، فتعيَّن وجوبها فيها.

وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، في السؤال عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فقال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.. ". الحديث.

وهذا يُعيِّن أن محل الصلاة عليه الصلاة.

والمناسب لها آخر الصلاة، فوجبت في الجلوس الأخير بعد التشهد.

وعن فضالة بن عبيد قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في الصلاة، ولم يذكر الله عز وجل، ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجَّلَ هذا". ثم دعاه فقال له ولغيره: إنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلَّى أحدكم، فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم يدعو بعدُ بما شاء".

وأقل صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم صلِّ على محمد.

والصيغة الكاملة فيها: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.

8- السلام:

والسلام ركن في الصلاة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مفتاح الصلاة الطُّهور، وتحليلها التسليم".

ولم يُعرف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك السلام في صلاة من الصلوات،

والتسليم أن يقول مرتين: السلام عليكم ورحمة الله. لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: فكان يسلِّم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله.

والتسليمة الأولى هي الفرض، وينبغي أن تكون جهة اليمين، والتسليمة الثانية سنة عند الجمهور.

9- الترتيب بين أركان الصلاة:

والترتيب بين الأركان الصلاة ركن من أركان الصلاة؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم علَّم المسيء صلاته صلاة مرتبة الأركان، فقال: "إذا قمت إلى الصلاة فكبّرْ، ثم اقرأْ ما تيسَّرَ معك مِنَ القرآن، ثمَّ اركعْ حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثمَّ اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثمَّ ارفعْ حتى تطمئنَّ جالسًا، ثمَّ اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثمَّ ارفعْ حتى تطمئنَّ جالسًا، ثم افعلْ ذلك في صلاتك كلها". وقال أبو أسامة في الأخير: "حتى تستويَ قائمًا".

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم واظب على هذا الترتيب، وقال: "صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي".

وعلى ذلك لو ركع قبل سجوده عمدًا بطلت صلاته، وسهوًا لزمه الرجوع، ليركع ثم يسجد.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص 67-62





التالي
التشديد في غير محله
السابق
قيادات مغربية تتضامن مع فلسطين وتدين تطبيع البرلمان مع الكيان الصهيوني

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع