البحث

التفاصيل

ولنا من التأريخ عبرة

ولنا من التأريخ عبرة 

بقلم: د. أحمد سميرات – عضو الاتحاد

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد:
     فإن الإنسان يعيش في هذه الحياة الدنيا لغاية سامية وهي عبادة الله عز وجل فقد قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وترتب على ذلك اعمار الإنسان الأرض وإيجاد مقومات الحياة فيها وتعزيزها بوسائل تحقيق الحياة واستمراريتها بما يتلائم وطبيعة البشر.

والناظرُ في واقع الأمم والشعوب والمطَّلعُ على حضاراتها يرى ان من هذه الحضارات لا زالت ماثلة إلى اليوم على الرغم ما تعاقب عليها من العصور ومنها ما اندمر ولم يعد لها ذكر ولا أثر .

ولو امعنَّا النظر في قوة هذه الأمم والشعوب لوجدنا ان العزيمة والإصرار والارادة القوية والتحدي هو أهم أسباب نجاحها ودوامها وكل ذلك بعد التوكل على الله تعالى، وهذا ما نلمسه خاصة في الدول الإسلامية منذ عهد الخلافة الراشده مرورا بالخلافة الأموية فالعباسية... ثم العثمانية.

وفي زماننا هذا فإننا نفتقرُ لتلك الاردة القوية والعزيمة في إيجاد الحياة الكريمة للناس لا بل فاننا نفتقد تلك الإرادة والإصرار والتحدي في تحقيق التقدم في شتى مجالات الحياة السياسية  والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والتعليمية والاخلاقية والعسكرية...
على الرغم من امتلاكنا لمقومات هذا التقدم والتميز والاضطلاع بارقي وسائل وأساليب الحياة التي تحقق السعادة والطمأنينة لكل الناس 

إن ما يؤلمنا ويكسر ظهورنا ويكاد ينزع الأمل من قلوبنا هو ما نراه من سياسات وأد واحباط كل من يحاول أن يقدم برنامجاً في تطوير الحياة او تقدمها او من يكتشف او يخترع آلة او وسيلة او عقاراً او سلاحاً او نظاماً علمياً يخدم الحياة العلمية او النظام الاقتصادي 
ووأد واحباط اي محاولة لحل مشكلات الدولة والشعوب من فقر وبطالة ومديونية او إيجاد حلول لمشكلات الزراعة والانتقال بها من التقليدية إلى الزراعة التي تعتمد على التكنولوجيا والعلم الحديث لتحقيق الاكتفاء الذاتي من قوت الشعوب وغذائها...
وسأولوا إن شئتم الجامعات ومراكز البحث العلمي كم هي عدد البحوث وبراءات الاختراع القابعة في ادراجها ولم تستثمر ولم ترَ النور ولم تظهر على أرض الواقع.

نعم وجدنا في بعض الدول ومنها بلدنا الحبيب الأردن رجالاً أوفياء مخلصين كانوا يملكون الإرادة والعزيمة في الارتقاء بالوطن إلى أعلى المراتب والتقدم به بحيث يحقق ما أمكن من حياة كريمة للمواطن ويجعل منه قوة تليق بمكانة تاريخه ومجده.

وجدنا في هؤلاء الشرفاء من يُعلِّمُون المواطن ان يتمسك بارضه وترابه ومائه ويستثمر كل ذرة تراب من ترابه ويحوّل التراب إلى تبرٍ ينبت كل ما يحتاج ويتمنى  ويحافظ على كل قطرة ماء تنزل من سمائه او تخرج من جوفه فهي عصب الحياة ودوامها.

وجدنا من هؤلاء الشرفاء المخلصين وقل نظيرهم!! من يحاول ان يصنع المستحيل من أجل أن يثبت للعالم اننا قادرون على أن نعتمد على أنفسنا وأننا أهلٌ لذلك.

 وجدنا من هؤلاء الشرفاء الصدق والأمانة والتضحية. نعم منهم من ضحّى بحياته من أجل أن يحيى الوطن ومن اجل ان يحافظ على أمنه واستقراره ويدفع عنه مؤامرات أعداء الأمة من الي.هود والغ.رب الحاقدين

فهل لنا أن نعتبر وأن ندرس تاريخ هؤلاء الأوفياء ونأخذ منه الدروس والعبر وأن نسير على خطاهم في تقدم الوطن والمجتمع ونرتقي به إلى العلياء في سماء الحضارة والتقدم 

اما آن لنا أن نصحوا من سباتنا وندفع المفسدين والمارقين ونفوّت الفرصة على الانتهازيين وأصحاب المصالح الخاصة وتجار المبادئ والقيم وننقذ الوطن من براثن حساباتهم ومقامراتهم.

علينا حقيقة أن نخجل من انفسنا ويخجل خاصة اؤلئك الذين يتبؤون مقاليد  المسؤولية عندما تُذكر اسماء هؤلاء العظماء الشرفاء وما حققوه من إنجازات لهذا الوطن في وقتٍ اليوم يغرق الوطن في الفساد والمحسوبية وشخصنة المسؤولية.

فالايام دول فلنجعلها لنا لا علينا ورحم الله شهداء الأمة الذين ذبّوا عن حمى الدين وارضه وضحوا بدمائهم رخيصة في سبيل الله تعالى.
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

د. أحمد سميرات 
٢٠٢٢/١١/٢٩ 
الرياض - المملكة العربية السعودية


: الأوسمة



التالي
إسطنبول.. القره داغي يقدم محاضرة حول "المبادئ الإنسانية المشتركة لتعزيز ثقافة التعايش بين الإنسانية"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع