البحث

التفاصيل

فقه الميزان | الأشهر الحُرم وغرس القيم.. فضيلة أ. د. علي القره داغي الأمين العام للاتحاد (فيديو)

فقه الميزان | الأشهر الحُرم وغرس القيم.. فضيلة أ. د. علي القره داغي الأمين العام للاتحاد (فيديو)

 

قال فضيلة الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي، خصّ  الله  "شهر محرم" الذي حرّم فيه القتال، بفضائل عظيمة منها "استحباب الصيام في هذا الشهر كله، حيث يقول الرسولﷺ: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم وأحمد وغيرهما.

وأضاف في تسجيل مصور بعنوان: " فقه الميزان | الأشهر الحُرم وغرس القيم"، أنه يستحب في هذه الأيام من هذا الشهر -الصيام- وبخاصة أيام الإثنين والخميس، وأيام البيض 13 و 14 و 15، بالإضافة إلى يوم أو يومين عظيمين خصّه الرسولﷺ بالصيام وهو صوم يوم عاشوراء -اليوم العاشر من هذا الشهر.

وتابع أن الرسولﷺ تمنى أنه لو عاش إلى العام القادم لصام اليوم التاسع، ولذلك يُسنُّ صيام التاسوعاء والعاشوراء.

سبب صيام يوم عاشوراء

وأشار القره داغي إلى أن السبب في هذا الصيام أن الرسولﷺ حينما هاجر إلى الْمَدِينَةَ المنورة وجاء هذا الشهر فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسُئل عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي نجى الله سبحانه وتعالى فِيهِ مُوسَى، وأغرق فِرْعَوْنَ، فقال: "فنَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فصام الرسولﷺ وصام معه صحابته الكرام -حتى أن بعض العلماء يقولون أوجب الرسولﷺ صيام هذا اليوم.

وأوضح بأن "شهر محرم" يحمل في طياته المعاني الإنسانية النبيلة للإسلام منها: أن هذا الدين يود تخفيف الاضطرابات والحروب الدامية بين الشعوب والأمم، فلذلك حرّم القتال في أربعة أشهر في السنة (ذي القعدة ، ذي الحجة ، محرم ، رجب)، فلا يجوز القتال فيهن إلا دفاعاً عن النفس.

صيام عاشوراء

ووبيّن فضيلته أن صيام الرسولﷺ ليوم عاشوراء لأجل أن الله نجى فيه موسى عليه السلام دليلٌ على أن هذه الأمة أمة ممتدة، قال تعالى: (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً...)، فالإسلام دين ممتد من سيدنا أدم إلى سيدنا محمدﷺ ، الأصول هي أصول العقيدة وأصول الأخلاق وأصول التشريعات واحدة والمتغير هي قضايا الأحكام والتشريعات التي ربما كانت مناسبة في السابق للظروف الوقتية.

وأضاف الإسلام دين عالمي، قال تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..)، وقال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)، فالله سبحانه وتعالى أرسل هذه الرسالة رحمة للعالمين، وأرسل رسوله لجميع الناس أجمعين، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا...).

وأردف "يقتضي عالمية هذه الرسالة وخلودها أن تكون قائمة على الفطرة السليمة والعقول المستقيمة وأن تحقق الخير الإنسانية جمعاء".

وعن شروط كمال وصحة الإيمان قال، أن نؤمن بجميع الأنبياء والرسل (... لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، وعلى المسلمين الإيمان بجميع الكتب والرسائل السماوية.

الرسالة الخاتمة

وأكد القره داغي بأن الرسالة الخاتمة -الإسلام- حملت كل معاني الخير والكمال والخلود والمنافع والمصالح وترك المفاسد والمضرات والخبائث والشر والظلم في هذه الشريعة الخالدة، لأنها أنزلها الله تبارك وتعالى لجميع البشر وأنها خلاصة جميع الرسائل، وهي متضمنة للرسالة التي نزلت على سيدنا أدم وبقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

فضل صيامه

ولصيامه يوم عاشوراء فضل كبير إذ يكفر ذنوب سنة ماضية، فقد روى مسلم في صحيحه عن النبي قوله "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

كما روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس قوله "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان".

ويستحب أن يضيف إليه صيام التاسع من المحرم مخالفة لليهود لأنهم يفردون العاشر بالتعظيم، وذلك أن النبي قال في الحديث "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع".

المصدر: الاتحاد





السابق
رئيس رابطة علماء فلسطين يثمن موقف إمام المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد ويدعو لمؤازرته

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع