البحث

التفاصيل

برنامج "الردّ على شبهة اللامساواة في الميراث" - د. سناء الحداد (فيديو)

برنامج "الردّ على شبهة اللامساواة في الميراث" - د. سناء الحداد (فيديو)

الحلقة (1)

 

- يُحكى أنّ امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء فقالت له:

لقد مات أخي وترك 600 درهم ولمّا قسموا المال لم يعطوني إلاّ درهما واحدا.

فكّر الفقيه لحظات ثمّ قال لها:

ربّما كان لأخيك زوجة وأمّا وابنتان واثنا عشر أخا.

فتعجّبت المرأة وقالت: نعم هو كذلك

فقال: إنّ هذا الدّرهم حقّك وهم لم يظلموك فللزوجة 8/1 ما ترك وهو يساوي 75 درهما ولابنتيه الـ3/2 وهو يساوي 400 درهم لكلّ بنت 200 درهم، ولأمّه 6/1 ما ترك وهو يساوي 100 درهم، ويبقى 25 درهما توزّع على الإخوة الاثني عشر وعلى أخته فيأخذ الأخ ضعف ما تأخذه الأخت تطبيقا لقاعدة للذكر مثل حظّ الأنثيين فلكلّ أخ درهمان ويبقى للأخت التي هي أنت درهم واحد

-هذا الرّسم يحكي بطريقة فرضيّة هذه القصّة التّي أنزّلها في إطار الردّ على شبهة اللاّمساواة في الميراث؛

فممّا يُستنتج من هذا الرسم:

أوّلا: أنّ المرأة ليست وارثا واحدا وإنّما هي مجموعة من النّساء الوارثات فالمرأة في هذا المثال هي الزوجة وهي الأم وهي البنت (تعدّدت أو انفردت) وهي الأخت (تعدّدت أو انفردت)، فجميع هؤلاء نساء وارثات اختُزلن في لفظ "المرأة".

وممّا يستنتج ثانيا: من هذه القصّة أنّه تمّ تطبيق قاعدة للذكر مثل حظّ الأنثيين بين الإخوة (الأخت مع الاثني عشر أخ) فكان نصيب كلّ أخ درهمان من مجموع 600 درهم وهو ضعف نصيب الأخت التي لم تنل إلا درهما واحدا من تركة مقدارها 600درهم.

  • ولكن في المقابل ورغم تطبيق قاعدة للذكر مثل حظ الأنثيين في هذه المسألة فإنّ ميراث الزوجة وهي أنثى يفوق 37 ضعف نصيب الأخ وهو الذّكر، كما أنّ نصيب الأمّ وهي أنثى يساوي 50 ضعف نصيب الأخ وهو الذّكر
  • كذلك، رغم تطبيق قاعدة للذكر مثل حظ الأنثيين التي جعلت نصيب الأخ ضعف نصيب الأخت فإنّ ميراث البنت وهي أنثى يساوي 100 ضعف نصيب الأخ وهو الذّكر.

وليس في ذلك ظلم للرّجل (أقصد هنا الأخ) ذلك أنّ نظام الإرث في الإسلام فيه أحكام متشابكة ومترابطة قد يعجز العقل البشري عن الإحاطة بحكمتها.

والعدل سبحانه ليس بظلاّم للعبيد

أنهي فأقول لا يمكن لأحد مهما بلغ شأنه أن يدّعي الإلمام بحكمة الله العدل من أحكام الميراث، ولكن لا يزال المرؤ يجتهد ويتدبّر ويتفكّر في آيات الله تعالى ليستجلي تلك الحكمة التي تبقى غاية نسعى إليها ولا نصل إلى منتهاها.

وفي هذا الإطار (إطار الاجتهاد لاستجلاء حكمة الله العدل) تتنزّل هذه السلسلة التّي نقدّم من خلالها ردّا على الشّبهات المثارة حول أحكام الميراث في الإسلام.

وحتّى لا يكون حديثنا نظريّا فحسب سنقدّم بإذن الله تعالى في هذه السلسلة من الحلقات أمثلة حسابيّة ومسائل فرضيّة تثبت بالأرقام أنّ المرأة لم تُظلم في الميراث فلا أفضليّة لإرث الذّكر على إرث الأنثى. فنظام الإرث في الإسلام يحقّق المساواة العادلة بين الجنسين.

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه





السابق
كيف تستخدم الصين عطلة العيد لمواجهة الدعاية عن مسلمي الإيغور؟؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع