البحث

التفاصيل

الشباب الذي نريده

الشباب الذي نريده

أ.دمجدي شلش

الشباب الذي نريده كله قوة وحيوية، ونشاط وعطاء، وتضحية وإخاء، واتزان وتوسط، وعبادة وأخلاق، شباب يعرف ريه حق المعرفة، ويقدر رسوله - صلى الله عليه وسلم - حق التقدير، يتأسى به ويقتدي، شباب يقدر الوقت ويحترمه، يعرف عمل النهار من السعي والكد والتعب  فيتقنه، وعمل الليل من الذكر والفكر وقيام الليل وقراءة القرآن فيفعله.

شباب يعرف للكبير حقه واحترامه، وتقديره وإجلاله، شباب يتقن أدب الكلام والاختلاف، واسع العقل والمعرفة، مدرك طبيعة الطريق وصعوبته ومشقته وحلاوته، يعرف متى وكيف يفرح ويحزن، قلبه نقي، عقله زكي، روحه وثابة، حركته دائبة، لا يعرف اليأس والملل، ولا الميل والانحراف والكسل.

 نظره إلى ما في يدى ربه أقرب مما في أيدي الناس، متعفف النفس، يسمو بنفسه نحو معالي الأمور، ولا يستغرق نفسه في سفاسفها، قوى البدن، متين الخلق، مثقف الفكر، مجاهدا لنفسه، منظما في شؤونه، نافعا لغيره، قادرا علي الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، هذا شباب النصر والتمكين والاستخلاف.

 الجيل الرائد والقدوة والنموذج في ذلك شباب الصحابة والتابعين، أسلموا أنفسهم لله فسلمهم من كل شر وسوء، نصروا الله في كل أمورهم فنصرهم نصرا مؤزرا علي عدوهم، أوقفوا أنفسهم لنشر رسالة ودعوة ربهم، فأعلى الله ذكرهم، وخلد أثرهم،

هل نسي التاريخ شباب الصحابة من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد والزبيربن العوام وأسعد بن زرارة وسعد بن معاذ والمقداد بن عمرو وخالد بن الوليد وأبى عبيدة عامر بن الجراح وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبى سفيان وحمزة بن عبد المطلب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وزيد بن حارثة وجعفر بن أبى طالب وعبد الله بن رواحة وسعد بن عبادة وغير ذلك المئات والآلاف من الشباب الذين ءامنوا بسمو دعوتهم، وقدسية فكرتهم، فكانوا قادة الدنيا وسلاطينها، جيل عزيز الصفات والمكارم، من يريد التشبه فبهم، ومن يريد التأسي فبأخلاقهم، ومن يريد النصر يخطو خطوهم.

بعض الشباب  نسب نفسه للدعوة زورا وبهتانا، لا يعرف للنهار كسبا سوى النوم، ولا لليل عملا سوي السهر، هالني ما رأيت من بعض الشباب لايعرف للمسجد طريقا، ولا للأدب سبيلا ، صوته عال بغير نفع، ونقده لاذع بغير أدب، أتقن فن الكلام والجدل دون العمل، بعضهم ينتظر من يفكر له، ويضع له الخطط والأهداف، وكأنه قطيع يساق، وبعضهم كفر بالثورة ويأس، لا حياة ولا حركة ولا دعوة ولا عمل، همه النظر في عورات الآخرين وكأنه معصوم، لو سمعت منه قراءة القرآن لبكيت من تهتهته، ولحزنت من أميته، وبعد ذلك يسأل لماذا تأخر النصر؟

النصر ياشباب يتنزل على أمثال إبي بكر في إيمانه وعمله، وعمر في معرفة نفسه وربه وعدله، وعثمان في عطائه وحيائه، وعلي في جرأته وشجاعته، وأبي عبيدة في تقواه وإخلاصه، وزيد بن ثابت في علمه وثقافته، ومعاذ في أدبه ومعرفته، وخالد في صفائه وإقدامه، وعمرو بن العاص في ذكائه ودهائه، وسعد بن معاد في فقه وقيادته، شباب علو بأنفسهم فسمت، وبأرواحهم فعلت، وبأبدانهم فقويت.

هيا يا شباب إلى المعالي، والحب والإخاء والتفاني، رأيت شبابا في مصر زينة العقل والفكر، سنه صغير وهمه كبير، هدفه طموح، وحركته عاقلة، وصلاته حاضرة، ناضج ذكي حيي كريم مثابر جم الذوق والأدب، تعلمت منه الكثير وأنا في ضعف سنهم أو يزيد، أنا مؤمن بهم،  لحلاوة وطعامة فكرهم وأدبهم وحركتم، حملوا أمانة الدعوة والثورة، جاهدوا في كل ميدان، هم الحاضر والمستقبل والنصر والتمكين والأستاذية، حفظهم الله من كل سوء، وثبتهم عند كل محنة، وأكرمهم بمحبته، وشرفهم بدعوته، ونصرهم بقدرته، اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين.





التالي
د. نورالدين الخادمي: الأجر يتعاظم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك
السابق
هندوس يمهلون الحكومة الهندية يومين لهدم بيوت مسلمي إحدى المدن

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع