البحث

التفاصيل

الإعجاز العلمي

الإعجاز العلمي

د. زغلول النجار

قال تعالى: *وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* (فصلت: 37-39).

في هذه الآيات يستشهد ربنا تبارك وتعالى بتبادل كل من الليل والنهار على الكرة الأرضية، و بحركات كل من الشمس والقمر بدقة فائقة في صفحة السماء الدنيا هي من الآيات الدالة على إحكام الخلق وعلى طلاقة قدرة الخالق.

وانطلاقاً من تعظيم بعض الأقدمين لكل من الشمس والقمر فعبدوهما من دون الله، ختمت هذه الآية الكريمة بقوله تعالى لهؤلاء المشركين: *…لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون*}.

وتستمر الآيات بالتأكيد على أن المشركين إن بالغوا في كبرهم وعنادهم فإن الملائكة الموجودون في السماء والموصوفون بالعِنْديَّة عند رب العالمين، وهي عندي مكانة و تشريف لأن الله تعالى لا يحده أي من المكان أو الزمان لأنه هو خالقهما، وهؤلاء الملائكة يسبحون ربهم بالليل والنهار دون انقطاع و دون ملل.

ثم تضيف الآية ٣٩ آية أخرى من الآيات الشاهدة لله تعالى بالقدرة على إحياء الموتى، فتقول لرسول الله ﷺ: أنك ترى الأرض يابسة جامدة جرداء فإذا أنزل الله تعالى عليها الماء اهتزت وربت. وتختتم الآية بقول ربنا تبارك وتعالى: *…إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير*، واهتزاز التربة عند إنزال الماء عليها وربوَّها إلى أعلى هي حقيقة علمية سببها أن معادن التربة هي معادن صلصالية، صفائحية، تحمل على سطحها قدراً من الهواء، وعند نزول الماء عليها فإنه يزيح هذا الهواء الذي يعمل على اهتزاز التربة وربوَّها إلى أعلى، ويعين على ذلك وجود شحنات كهربائية على سطح رقائق التربة التي تتفاعل مع جزيء الماء المزدوج القطبية، هذا بالإضافة إلى بعض الكائنات الحية الدقيقة والتي قد تحملها رقائق الصلصال والتي تتحرك أيضاً بإنزال الماء عليها.

من هنا فإن الوصف القرآني للتربة عند إنزال الماء عليها بالتعبير "اهتزت وربت" يعتبر وصفاً علمياً فائق الدقة كما يعتبر وجهاً من أوجه الإعجاز العلمي في كتاب الله.

الاعجاز_العلمي سورة_فصلت القران والعلم تفسير القران





التالي
سؤال الحرية بين الليبرالية والرؤية الإسلامية 2/2
السابق
إسرائيل تقرر هدم خزان للمياه بالضفة الغربية المحتلة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع